العدد 4990 - الخميس 05 مايو 2016م الموافق 28 رجب 1437هـ

مَقابة... القريةُ الأُمُّ التي ضحّت بِعيُونِها وبَساتينِها وولَدت «أحياءً نموذجية»

أملها على مشروع إسكاني ونادٍ وطُرق مؤهلة

أحد الشوارع «النموذجية» في المنطقة الجديدة من مقابة
أحد الشوارع «النموذجية» في المنطقة الجديدة من مقابة

قرية مقابة... من أوائل القرى في البحرين التي شهدت صلاة «الجُمعة»، وسميت بهذا الاسم بسبب كثرة قبب الحوزات العلمية قديماً فيها... كانت تبدأ بمحاذاة قرية باربار تماماً، ولكنها أصبحت في موقع آخر الآن بعد أن نزح سكانها آنذاك إلى البساتين والنخيل بموقعهم الحالي، متمسكين باسم قريتهم الأصلية نفسه «مقابة».

كانت مقابة قرية زراعية تمتاز بعدد محدود من المنازل والسكان، في وسط مساحات شاسعة من البساتين والنخيل التي تخللتها العيون مثل «الكوكب» و «عين جديدة» وغيرهما. ومع التوسع العمراني والسكان المتزايد خلال العقود الثلاثة الماضية، واجهت هذه القرية تغيرات جذرية في طبيعتها، حيث غابت منها تدريجياً المساحات الخضراء التي كانت تستخدم للمنتوجات الزراعية وغيرها، وارتفع عدد الأحياء السكنية الحديثة على امتداد الأراضي التابعة للقرية، فأصبحت اليوم قرية صغيرة بالطبيعة التقليدية البسيطة التي كغيرها تحتاج للكثير من الخدمات والتطوير، وسط أحياء سكنية نموذجية تحيطها من كل حدب وصوب، وبات التعريف الجديد كالتالي: «مقابة القديمة، ومقابة الجديدة».

«مقابة القديمة» مازالت تعول على شارع البديع الذي ينتظر تطويره وتوسعته منذ نحو 10 أعوام كمدخل ومخرج رئيسي، بالإضافة إلى الطرقات الفرعية المنشقة من «مقابة الجديدة»، كما أنها «تحلم» بطرق وتخطيط نموذجي كجارتها «الجديدة». وفي المقابل، فإن الثانية أصبحت أراضيها باهظة الثمن بالنسبة للقدم المربع، وتربطها طرق تؤدي مباشرة إلى الشوارع الرئيسية والسريعة، فضلاً عن اتسامها بالتخطيط الحديث الذي وفر مواقع تجارية وخدماتية وغيرها.

وفي زيارة ميدانية قامت بها «الوسط» إلى مقابة، لخص رئيس نادي مقابة الثقافي والرياضي علي مرهون، والأمين المالي لنادي مقابة الثقافية والرياضي عيسى علي، احتياجات ومشكلات قرية مقابة في 3 أبواب، الأول يُعنى بالملف الإسكاني، وقالا فيه إن «القرية لم تشهد أي مشروع إسكاني رغم وعود سابقة بأن يُنجز مشروع يوفر عدداً من الوحدة السكنية بتمويل من مبالغ الدعم الخليجي (المارشال)»، مضيفين «عملنا مع مجلس النواب ووزارة الإسكان وحددنا بعض الأراضي لأن تكون ضمن مشروع إسكاني واحد يخدم القرية، لكن المشروع تعثر بالكامل مع العام 2011. علماً بأن في مقابة نحو 300 طلب إسكاني مسجل رسمياً لدى الوزارة، والقرية تضم نحو 2000 نسمة حتى الآن».

وذكرا أن «القرية بمشروعها الإسكاني استثنيت من الاستفادة من مبالغ الدعم الخليجي، وطلبنا لقاءً على إثر ذلك مع عاهل البلاد حضر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لكنه لم يتحدد بعد»، مردفين «طلبنا موعداً أيضاً مع النائب الأول لرئيس مجلس النواب علي العرادي من أجل ترتيب موعداً للقاء رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، لكن لم يطرأ مستجد أيضاً على هذا الصعيد حتى الآن».

وأما عن المحور الثاني من الحديث مع رئيس نادي مقابة الثقافية والرياضي علي مرهون، والأمين المالي عيسى علي، فكان حول موضوع النادي نفسه، وفصّلا قائلين إن «الملف الأبرز على هذا الصعيد بالنسبة لقرية مقابة هو بناء مقر النادي وإيجاد ملعب، باعتبار أن الأرض متوافرة ومخصصة لأن تكون نادياً»، موضحين أن «آخر لقاء كان لنا مع وزير شئون الشباب والرياضة هشام الجودر بحضور النائب الأول لرئيس مجلس النواب علي العرادي وكذلك نائب رئيس مجلس بلدي الشمالية، وطلبت الوزارة منا آنذاك الأولويات التي استعرضناها في بناء مقر للنادي وإنشاء ملعب يخدم القرية».

وزادا على قولهما: «نادي مقابة الثقافي والرياضي تأسس في العام 1975، وتوجد له أرض مخصصة لمقر كما أسلفنا، وحالياً، يستأجر النادي ملاعب متفرقة لتنظيم المباريات والتدريبات لأهالي القرية».

وثالثاً، والذي اعتبره رئيس نادي مقابة الثقافية والرياضي علي مرهون، والأمين المالي عيسى علي هو الأهم، ملف إعادة تأهيل وتخطيط وتطوير الطرق والشوارع في مقابة. وأكدا أن «البنية التحتية بحاجة إلى إعادة تأهيل جذري، فالشوارع غير مستوية وتعاني من الكثير من الحفر والهفوات والتعوجات، وهي بحاجة ماسة إلى إنشاء الأرصفة وتجميلها أسوة ببقية المناطق لما يعطي القرية جمالية ورتابة أفضل».

وبينا في هذا الجانب أيضاً أن «القرية بحاجة لاعتماد بعض الشوارع فيها كتجارية من أجل إمكانية السماح للأهالي بفتح محلات تجارية توفر الخدمات للقرية، على ألا تكون القرية مليئة بالطرق والشوارع التجارية لتفادي المشكلات الفنية والمرورية لاحقاً».

وخلال الزيارة الميدانية، أشار رئيس نادي مقابة الثقافية والرياضي علي مرهون، والأمين المالي عيسى علي إلى ملف مسجد «عين الحلو»، وبينا أن أرض المسجد تم بيعها والبناء عليها لتصبح منازل خاصة حالياً، وذلك على رغم وجود أراضٍ معمورة مجاورة لأرض المسجد مسجلة كأوقاف له تذر سنوياً نحو 4000 دينار وأكثر، وقد جرى مناقشة هذا الموضوع على مدى الأعوام الماضية مع إدارة الأوقاف الجعفرية دون فائدة»، مردفين أن «الأمر أصبح واقعاً، فأرض المسجد بنيت حالياً ولا يوجد من تبنى الموضوع جدياً على صعيد إدارة الأوقاف الجعفرية، والأحرى الآن أن توجه أوقاف المسجد لخدمة مساجد أخرى محتاجة في القرية وتطويرها».

أحد الطرق والبيوت القديمة في قرية مقابة - تصوير محمد المخرق
أحد الطرق والبيوت القديمة في قرية مقابة - تصوير محمد المخرق
أنقاض ومخلفات في إحدى الساحات المفتوحة بقرية مقابة القديمة
أنقاض ومخلفات في إحدى الساحات المفتوحة بقرية مقابة القديمة
«الوسط» أثناء الزيارة الميدانية في قرية مقابة بمعية رئيس نادي القرية والأمين المالي
«الوسط» أثناء الزيارة الميدانية في قرية مقابة بمعية رئيس نادي القرية والأمين المالي

العدد 4990 - الخميس 05 مايو 2016م الموافق 28 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 7:26 ص

      القرى جميله

      ياريت يكون في اهتمام بالقرى والخدمات التي تجعل المنطقه حيه وليس مجرد مقبره

    • زائر 18 | 6:12 ص

      خساره على قريتي الجميلة ،، الاراضي المخصصة للإسكان كلها أخذت ،، مافي مكان يسوون بيوت فالحين في النوادي الناس بتموت من الضيق وهم فالحين ف النوادي أمه تعبانه

    • زائر 17 | 5:43 ص

      مقابة من اجمل القرى
      قريتنا تبتسم بجمالها وطيبة اَهلها ان الساكنين الجدد من خارج القرية اندمجو بالقرية في مساجدنا وماتمنا هذا يثبت ان اهل مقابة يرحبون بكل من يعيش على ارضها
      شكراً لرئيس النادي علي عبدالعزيز وعيسى علي على الاهتمام بالقرية
      يبقى السؤال :-
      هل النائب علي العرادي مطلع على اهل القرية وهل يزور القرية ؟
      هل كان النائب العرادي يتواجد في محافل القرية ؟
      اين دور النائب البلدي في تطوير القرية ؟
      شكراً : سيد جعفر شرف / ابو شوقي / السنكيس من عمل على الطلبات الإسكانية أبناء قريتنا

    • زائر 15 | 3:54 ص

      تدكرني بايام الكويت نظافة الشوارع وعدم دخول الاجانب مناطق الكويتيين ياريت عندنا توسعة للشوارع وتنظيم ونظافة وفرع جمعية تعاونية .. وفرع مكتب لخدمة المواطن ..

    • زائر 14 | 3:38 ص

      حتى مشروع البيوت الآيلة للسقوط سقط من حساب ( قرية مقابة)، أتمنى متابعة المسئولين في القرية عن هذا الملف، بيت الوالد المتهالك صار له مت ٢٠٠٨ دون تحرك!

    • زائر 13 | 3:29 ص

      آه آه عليك ياقريتي الجميله والحبيبة جدا جدا على قلبي آه آه على ذكريات الطفوله في بساتينها وشوارعها وأزقتها الآمنه أما الآن فتحولت الى منطقه سكنية تسكنها وتتجول في شوارعها الجاليات الأجنبيه التي باتت تشكل هاجس خوف من السكان الأصلين على عوائلهم. فمن نشكو والى من نلجأ ؟؟؟

    • زائر 11 | 3:14 ص

      الراضي بيعت ولايوجد حاليا اي مساحة لمشروع اسكاني خلاص طارت الطيور بأرزاقها

    • زائر 10 | 3:10 ص

      الف تحية للجارة مقابه اهل الطيب والكرم والجود والتواضع ... ساري

    • زائر 9 | 3:08 ص

      الحالة كسيفه

      مرمول عاد احين حسستني قاعد في لندن !!
      اول صوره في جنوب شرق الديره (الفريق الجديد) بيوت انكليز و اجانب

    • زائر 7 | 2:56 ص

      مقابه كانت من اجمل القرى تحيط بيوتها البساتين من جميع الجهات للأسف تحولت هذه البساتين الى مساكن لغير اَهلها واهلها تفرقوا في مناطق البحرين بحثا عن سكن يأويهم

    • زائر 6 | 2:45 ص

      في المناطق المجاورة هناك إناس تعمل بإخلاص وجد من أجل بناء قراهم من جميع النواحي ولكن بعض القرى تفتقد الى الى مثل هذه الكوادر لعدم الوعي الكافي بالخدمة المجتمعية وتحمل المسؤلية
      نتمنى ان تصبح قريتنا الجميلة جدا في مستوى القرى الحديثة التي نالت مشاريع اسمان وتحديث طرق وحدائق

    • زائر 5 | 2:14 ص

      نحن اهالي منطقة مقابه نطالب بوجود إسكان للقرية

    • زائر 8 زائر 5 | 3:01 ص

      لاتقول نطالب!!! قول نطلب ترى مشكله المطالبه

    • زائر 4 | 2:06 ص

      من انولدنا ومقابة طايح حضها في كل شي

    • زائر 3 | 1:56 ص

      كل المناطق المجاورة عندهم اسكان الا مقابة ليش ياترىّ ؟!!!

    • زائر 12 زائر 3 | 3:16 ص

      أخي وين القرى المجاورة التي فيها اسكان باربار المقابلة لكم مثال ما فيها اسكان ابو صيبع وجنوسان وسار ما فيهم اسكان اخاف بكره كل فريق من القرى سيطالب باسكان خاص به

    • زائر 16 زائر 3 | 5:04 ص

      هلو حجي

      أغلب الي ذكرتهم عندهم إسكان

    • زائر 2 | 1:32 ص

      البحرين ارض الخلود..
      البحرين تحولت الآن الى شئ آخر و المشكلة ان المتنفذين قد دمروا كل شئ يخص الطبيعة في البلد و حتى المقابر و التلال التلريخية.
      فمن بستطيع ماحسبتهم يا ترى؟

    • زائر 1 | 1:10 ص

      ياليت كل المناطق و الشوارع و المنازل في البلد مثل الموجوده في الصورة الأولى
      هادئة و نظيفه و منسقه

اقرأ ايضاً