العدد 4990 - الخميس 05 مايو 2016م الموافق 28 رجب 1437هـ

في اليوم الثاني لمؤتمر «طب العيون»: وعي البحرينيين مرتفع... وتداعيات السكر أولوية

في اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الثالث عشر للشرق الأوسط وإفريقيا لطب العيون، أثنى عدد من الأطباء على وعي البحرينيين في مجال أمراض العيون، وشددوا في الوقت ذاته على أولوية الانتباه لتداعيات مرض السكر على شبكية العين.

بشأن ذلك، يقول استشاري طب وجراحة العيون حسن العريض، بعد أن امتدح وعي البحرينيين، إن المشكلة الكبيرة فيما يرتبط بأمراض العيون في البحرين، تتمثل في التعامل مع السكري والوعي بمدى خطورته على العين، وبأهمية الاكتشاف المبكر، مبيناً أن السكري قاتل صامت للعين، وبسببه قد تتجه العين للعمى دون دراية صاحبها.

عطفاً على ذلك، شدد العريض على ضرورة فحص العين والشبكية لكل مريض بالسكر، منوهاً بما وفرته مملكة البحرين من الفحص المبكر في المراكز الصحية، الأمر الذي يمنحه تنبيهاً مبكّراً للتعامل مع مشكلة قد يعاني منها. من جانب آخر، تطرق العريض لحجم استفادة الأطباء البحرينيين من عقد المؤتمر في مملكة البحرين في الفترة من 4 إلى 8 مايو/ أيار الجاري، فقال: «بالتأكيد فإن الاستفادة من هذه المؤتمرات العلمية كبيرة جداً، وقد لاحظت أن الغالبية من الأطباء البحرينيين انتهزوا الفرصة فحرصوا على التواجد والمشاركة والاستفادة من خبرات الأطباء العالميين المتواجدين في المؤتمر، تحديداً عبر الأوراق العلمية التي يتم تقديمها على مدى أيام المؤتمر الخمسة»، معتبراً أن احتضان البحرين للمؤتمر يعبر عن علامة حضارية بارزة تحسب للمملكة.

وبشأن الجديد علمياً في مجال طب العيون، قال: «مع استمرار التعليم واستمرار المناقشات بين الخبراء في هذا المجال تحديداً فيما يتعلق بالتشخيص والعلاج للحالات المعقدة، فإننا أمام كثير من النتائج التي تؤكد حالة التقدم في مجال عمليات تصحيح البصر بالليزر واستخدام أحدث الأجهزة، وكذلك عمّا يختص بالشبكية والأدوية التي تعالج المشاكل المعقدة والأمراض التي تصيب الشبكية من السكري ونزيف السكري والترشحات في الشبكية داخل مقلة العين».

وأضاف أن «هنالك مراجعة لبعض الأمراض التي كانت مستعصية في السابق، والآن يتم عبر الأدوية والفحوصات الجديدة، العمل على التغلب عليها، والحديث في المؤتمر تطرق لمشكلة جفاف العين التي كنّا نتساهل معها كمشكلة كان الاعتقاد ببساطتها، ليتضح أن الموضوع معقد، ولهذا نحن نؤكد على الاستفادة من تناول الموضوعات المعقدة التي تعطي أعراضاً لجفاف العين، وكانت الاستفادة كبيرة من الأوراق العلمية التي تطرقت لهذا الموضوع».

وبشأن حجم وعي البحرينيين بأمراض العين وأهميتها من الناحيتين الوقائية والعلاجية، قال العريض: «مرضانا في البحرين على درجة وعي كبيرة، وذلك حول أمراض العين وأهمية الاكتشاف المبكر للأمراض والتشخيص والعلاج المبكرين حتى في مرحلة الطفولة، وهذا ما نعاينه من خلال تجاربنا المباشرة، وبشكل كبير تكون ملاحظات البحرينيين واقعية وصحيحة، معززة باطلاع على الكثير من الموضوعات وأستطيع توصيفه بالمتعمق بلحاظ صدوره عن غير المختص»، مضيفاً أن «هذا الوعي يفرض علينا كأطباء رفع مقدرتنا في الشرح، ولا أبالغ حين أقول إن معرفة المريض قد تتفوق على ما لدى الطبيب في بعض الأحيان».

وتابع «حديثي عن وعي البحرينيين المتقدم، يأتي بالمقارنة بما كان عليه الحال قبل 20 سنة، فيما اليوم نحن نجد حرص الأبوين على اصطحاب ابنهما للمستشفى أو العيادة للتأكد من بعض ملاحظاتهما عليه، أو نتيجة لمشاكل وراثية موجودة في العائلة».

من جهته، تحدث الطبيب محمد العمران عن واقع طب العيون في مملكة البحرين فقال: «طب العيون في البحرين واعد ويتطور، ويعزز من ذلك توافر الأجهزة المتقدمة التي تتيح للبحرين وأطبائها تحديث إمكانياتهم وخبراتهم باستمرار»، مضيفاً «نستطيع القول إن غالبية عمليات العيون تجرى هنا في البحرين، وهو ما يؤكد توافر الكفاءات الطبية التي تغطي مختلف تخصصات طب العيون».

وعن أبرز أمراض العيون المنتشرة في البحرين، قال: «يتصدر ذلك المياه البيضاء بصورة عامة، والذي يصنف كحالة أكثر من كونه مرضاً، وإلى جانب ذلك فإن السكري وكما هو معروف عن انتشاره الواسع في البحرين ودوّل الخليج، وهو ما يعني زيادة في الأمراض الناتجة عن السكر، كاعتلال الشبكية».

وأضاف «المؤسف أن انتباه مرضى السكر لذلك ضعيف، فلا يعرف عن المشاكل في الشبكية نتيجة السكري إلا في وقت متأخر، ولهذا نوجه نصائحنا لمرضى السكر بضرورة فحص شبكية العين بصورة مستمرة حتى مع عدم وجود الأعراض، على اعتبار أن اكتشاف ذلك في البداية أفضل بما يتيح إمكانية العلاج».

وتابع «أما بالنسبة للحول، فهو أيضاً موجود بين البحرينيين لدى فئة الأطفال، وغالبيته تكون ناتجة عن مشاكل في النظر، ويتم إصلاحه عادةً بالنظارة، فيما يمكن إصلاح جزء بسيط بالعمليات، أما انحراف العين فيحدث نتيجة عدم تساوي تحدّب القرنية، وهذا أيضاً يمكن إصلاحه عن طريق النظارة».

وفيما يتعلق بوعي البحرينيين بأمراض العيون، قال: «الوعي الآن لدى البحرينيين أفضل بكثير عما كان عليه في السابق، غير أن الحاجة لتوعية أكثر تحديداً لأمراض معينة بالنسبة للأطفال، وهنا من الجيد الإشادة ببرنامج (فحص النظر لدى الأطفال)، والذي يعطي فحصاً متقدماً وكشفاً مبكّراً عن المشاكل المرضية».

وخلال جولتها في المعرض المصاحب للمؤتمر، المنعقد بمركز البحرين الدولي للمعارض، التقت «الوسط» بمسئول جناح مؤسسة نظارات الجميل وسام عبدالله، الذي قال إن «حاجة الأطفال للنظارات موجودة في كل دول العالم وتختلف بحسب المنطقة، وبالنسبة لمنطقة الخليج، يمكن القول وبشكل عام إن الحاجة كبيرة لذلك»، مشدداً على الحاجة للتخصص في هذا المجال لتجنب ما أسماه «النتائج العكسية».

وأوضح «حين نتحدث عن الاختصاص فنحن نعني أن يتم ذلك عن طريق الدراسة لا أن يسيطر الهم التجاري البحت على الاشتغال في هذا المجال».

وأضاف «حين تضعف الثقافة الكافية لدى الآباء في هذا المجال، فسينتج عن ذلك مشاكل لأطفالهم، وكمثال على ذلك يعتقد الأب أن دوره انتهى بمجرد زيارته للطبيب وشراء النظارة لطفله، في الوقت الذي ينبغي فيه على هذا الأب متابعة طفله في كيفية استخدامه للنظارة، وفي بعض الأحيان يؤدي سوء الاستخدام لسوء الحالة عوضاً عن علاجها»، مشدداً على الحاجة للتعاطي مع الموضوع بحساسية ودقة من منطلق ثقافة يحرص عليها الآباء. وتطرق لتجربتهم، فقال: «بالنسبة لنا، فإن لدينا وكالة من قبل شركة إيطالية من حوالي 8 سنوات، وهي متخصصة في صناعة نظارات الأطفال، وهذا التخصص هيأ لهم الإلمام بجميع المشاكل التي تواجه الآباء ممن يعاني أطفالهم من مشاكل في النظر».

«استشاريون»: المشكلة  بأمراض العيون في البحرين تتمثل في التعامل مع السكري والوعي بمدى خطورته على العين وبأهمية الاكتشاف المبكر
«استشاريون»: المشكلة بأمراض العيون في البحرين تتمثل في التعامل مع السكري والوعي بمدى خطورته على العين وبأهمية الاكتشاف المبكر

العدد 4990 - الخميس 05 مايو 2016م الموافق 28 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً