العدد 4995 - الثلثاء 10 مايو 2016م الموافق 03 شعبان 1437هـ

شياطين في لباس الملائكة!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

من واقع العمل كصحافي تتشكل علاقاتك واتصالك بالناس، البعض يتصل بك معاتباً والآخر شاكراً، وآخرون يتصلون ليشكوا لك حالهم في هذا الموضوع أو ذاك، أملاً في إيصال صوتهم إلى المعنيين في الجهات الرسمية أملاً في تصحيح الأمور، أو للناس حتى يعرفوا معاناتهم أو ليحذروا من بعض الممارسات التي يتعرضون لها.

قصة اليوم، هي لامرأة ظلت تلحُّ في بث شكواها، بعد أن أنهكتها الدنيا ومتاعبها، ولم تعُد قادرة على التحمل أكثر، قالت إنها وجدت الكثير من الخير في الناس منذ بدء معاناتها وهي لا تنكر ذلك، لكنها متألمة أيضاً من حال البعض ممن تلبس برداء الملائكة والطيبة والشهامة قبل أن يظهر لها وجهه القبيح.

وفي الحقيقة، فإنني تردَّدتُّ كثيراً قبل كتابة هذا العمود، فحساسية الموضوع تفرض أن يتم انتقاء التعابير الملائمة؛ لكي لا يساء الفهم أو يتم التعميم، ولكن كما يقال فإن النقطة السوداء في الصفحة البيضاء، لا تعني أن الناس كلهم أشرار، أو أن جميع نوايا البشر سيئة!

هذه المرأة، قرأت عدة أعمدة سابقة، وتحدثت معي قبل أسابيع، بشأن أحد الموضوعات التي طرحتها، قالت لي إن زوجها هو أحد من تم توقيفهم على ذمة إحدى القضايا، وحكم عليه بالسجن لمدة طويلة، ومن ذلك اليوم وهي تعاني بسبب غياب زوجها عنها وعن ابنيها، وهي معاناة تعيشها كل زوجة تفقد لسبب مَّا زوجها.

تقول إن أهل الخير لم يقصروا في مساندتها، وهي شيمة أهل البحرين عمومًا، غير أنها صدمت مرتين من محاولة استغلال ظرفها الإنساني لمساومتها على شرفها، تحت ظن أن المرأة التي يغيب عنها زوجها قد تكون فريسة سائغة أو غنيمة سهلة المنال.

تقول إن الصدمة جاءت من أشخاص يعرفون زوجها، أحدهم كان يبادر من تلقاء نفسه بالاتصال بها والسؤال عن احتياجاتها واحتياجات ابنيها، وكان يرسل إليها عدة مبالغ وهدايا عينية بين فينة وأخرى، وكانت تشكره على ذلك وتقدر له صنيعه، إلى أن جاء اليوم الذي فاتحها فيه بنيَّته، وأما الشخص الآخر فقد كان زميلاً لها في العمل، وأخذ يتقرب من أحد أبنائها الصغار، وكان يتطوع لأخذه للعب مع أبنائه وبناته، ويقدم إليه الهدايا والألعاب، إلى أن بانت حقيقة عمله ونيته.

لذلك، أعتقد أن أفضل توصيف لمثل هؤلاء، إن صدق ما تقوله هذه المرأة، بحسب ظني، هو أنهم شياطين تلبسوا برداء الملائكة من أجل أن يحصلوا على مبتغاهم الإبليسي، فأسوأ فعل يقوم به أي إنسان هو استغلاله معاناة الناس وآلامهم، من أجل شهوة تفقد الإنسان آدميته وعقله، أفلم يكن كافياً لهذه الزوجة وأطفالها أنهم يعيشون محرومين من حياتهم الطبيعية حتى يأتي ضعاف النفوس ليزيدوا الطين بلة!

أحيي هذه المرأة على شجاعتها، واحترامها لنفسها وشرفها وزوجها، وأشدُّ على أيدي الطيبين للتكافل والتراحم، ولكنني أفتح نافذة يتحاشى الكثيرون فتحها؛ لأنَّ دسَّ الرؤوس في الرمال في قضايانا الاجتماعية، سيجعل البعض، وهم قلة، يتمادون في شيطنتهم، بينما يبدون في أذهان الناس والمجتمع كأنهم ملائكة!

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4995 - الثلثاء 10 مايو 2016م الموافق 03 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • السندي | 2:31 ص

      للاسف هذا واقع الحال
      وللاسف ان كثيرات منهن انزلقو لمنزلقات لا يعلمها الا الله
      وبالفعل خيرٌ للنساء ان لا يرو الرجال ولا ان يراهم الرجال
      فإبن آدم خطاء ولا يوجد النبي يوسف في هذا الزمان
      والله يستر على عبيده

    • زائر 11 | 1:27 ص

      احنا ما نقرأ إلا كل إحصائيات بس وين منشورة ما ندري

    • زائر 10 | 1:22 ص

      الصراحه الكلام صح احنا عانينا من هالاشكال كل مابنروح نبحث عن شغل يبون يساعدونا لكن بمقابل

    • زائر 13 زائر 10 | 2:52 ص

      تصور لو كان هذا الموقف في سوريه وهي عايشه في بلد من بلدان العالم مثل لبنان ،ماذا تفعل المراءة وهي تريد أن تعيش ولا تجوع ،ويؤتونك ضعاف النفوس يستغل ضعفك لمساعدات لكي ينقض على فريسته .
      وكثير من المواقف التي تحدث إلى الفتياة يستغل الحاجه إلى عمل قبيح.

    • زائر 9 | 1:05 ص

      إكمالا للآيتين السابقتين اللتان استشهدت بهما قد يقول البعض التنظير بسيط لكن التطبيق صعب . وأقول نعم هو صعب خاصة في هذا الزمن لكن الارتباط بالله ومحاولة الاستعانة به يسهّل الكثير فمن استعان بالله وجده عونا له قد لا يتحقّق الأمر في بداية الأمر لكن ما إن يصدق العبد في الاستنجاد والاستعانة بالله والالحاح في طلبه فإنه سيتلقى الجواب الالهي معينا له حتما . (استعينوا بالصبر والصلاة)

    • زائر 8 | 1:02 ص

      ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )
      (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
      تلك آيتان من كتاب الله لتضعهما هذه المرأة ومن هي او هو مثلها او في وضع يشابهها فذلك جزاء الصابرين والممتحنين .
      نعم هو امتحان صعب لكن الجزاء ايضا كبير

    • زائر 7 | 12:56 ص

      السلام عليك يا فاطمة الزهراء.

      تقول، عليها السلام. خير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا الرجال يروها . نحن ف زمن رديء تلاشت القيم و الأخلاق حتى من هم مؤتمنين أمثال رجال دين تزيغ قلوبهم فما بالك بالناس العاديين. ..هناك قصص لواحد من أصحاب العمائم استغل العلاقات الزوجيه ممايشوبها من خلاف للوصول لمبتغى حيواني ودنيء. سترك ياالله. ..

    • زائر 6 | 12:40 ص

      أوضح رجاءً

      أي قياس إعتمدته في إحصائياتك والتي تبدو متعددة ؟ وفيم إعتمدت عليه في استخلاص نتيجة ذلك ؟

    • زائر 5 | 12:36 ص

      كما ان هذا النوع من الشياطين نادر فان هذا النوع من النساء نادر ايضا

      كثيرات هن النساء اللواتي تعرضن لهذه المحنه فقد الزوج سواء بالموت او السجن او السفر وصانو انفسهم وترفعوا عن الشكوى للاغراب او قبول المساعدة الا ممن تثق بهم والافضل ان يكون من الاهل كالاب والاخوان وحتى لو اضطر الامر لمساعدة الجمعيات الخيريه عليها ان تجعل الاخ او الاب واسطه لايصال المساعدات فنحن في زمن مخيف وجب فيه اخذ اقصى حالات الحذر

    • زائر 3 | 12:31 ص

      اتعاطف مع المراة ولكن

      كان الاجدر بها من البدايه ان لا تفتح الباب للغرباء وغير المحارم وما دامت تعمل ما الحاجه لان تقبل المساعده اي كان نوعها من الاخرين وعليها ان تكون حذرة حتى في بث شكواها وهمومها لاي كان خصوصا ضعاف النفوس فقد تكون الفضفضه بداية الانزلاق والعياذ بالله

    • زائر 2 | 10:45 م

      المقال يشرح حالة من ملايين الحالات في عالمنا اليوم و أمس و أول أمس و غدا.
      لو تقدم شخصا و ساعد ماديا في هذه الحالة فإن المشكلة لا تنحل. الأساس الذي بني عليه هذا الكون هو السبب في الوضع البشري التعيس. من يمكنه تغيير الأساس؟

    • زائر 1 | 10:37 م

      الكاسر

      قلة طل
      حسب إحصائياتي انهم يمثلون ٧٥٪‏ من الناس

    • زائر 4 زائر 1 | 12:34 ص

      الإحصائية اللي كاتب عنها منشورة وين؟

اقرأ ايضاً