العدد 4995 - الثلثاء 10 مايو 2016م الموافق 03 شعبان 1437هـ

المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يشارك في إعادة تأهيل تدمر السورية

المنامة - هيئة البحرين للثقافة والآثار 

تحديث: 12 مايو 2017

ضمن عمله المستمر للمشاركة في الجهود الدولية للحفاظ على التراث الإنساني في الوطن العربي، حضر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ممثلا بمديره منير بوشناقي في آخر الجهود الدولية الرامية إلى إعادة تأهيل مدينة تدمر الأثرية في سوريا، والمسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، حيث شارك بوشناقي بتنسيق مع المديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا في وفد دولي زائر إلى المدينة نهاية الأسبوع الماضي. وقد ضم الوفد الذي زار المدينة مجموعة من مسؤولي التراث والآثار السوريين وعددا من سفراء الدول في منظمة اليونيسكو مثل جنوب أفريقيا، الهند، الصين، البيرو، الفلبين وغيرها.

وقال بوشناقي حول هذه المهمة: "زيارتنا إلى مدينة تدمر الأثرية هو تكريس لدور المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في حفظ وصون الإرث الإنساني العربي وتأكيد على أهمية هذا الميراث للشعوب العربية"، مشيراً إلى أنه شهد خلال الزيارة تعاوناً كبير ما بين جميع الأطراف المعنية بإعادة تأهيل المدينة واسترجاع قيمتها الأثرية الكبيرة للوطن العربي والعالم.

وتأتي هذه المهمة إلى سورية في متابعة للمهمة التي نظمتها اليونيسكو إلى مدينة تدمر نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي، حيث عمل وفد من مركز التراث العالمي بالمنظمة إلى المدينة على تقديم تقرير أولي حول تأثير الأحداث الدائرة في البلاد على المواقع الأثرية فيها.

وضمن الوفد المشارك في هذه الزيارة، توقف الدكتور منير بوشناقي على عدد من المواقع الرئيسية في مدينة تدمر كقوس النصر الذي تعرض لتدمير جزئي، معبد بل الذي تعرض لتدمير تام ومعبد بعل شامين الذي دمّر كذلك تدميراً كاملاً. كما وزار منير بوشناقي متحف مدينة تدمر الذي وصف حالته "بالكارثي"، حيث تعرض المتحف للتخريب في كافة قاعاته.

وحول نتائج هذه الزيارة، قال منير بوشناقي إن معاينته المباشرة لموقع المدينة برفقة مسؤولي التراث والآثار السوريين والخبراء العالميين أتاح لهم تقديم تقييم حقيقي حول الأضرار التي تعرضت لها المواقع في مدينة تدمر، وهو ما سيؤدي إلى وضع خطة ترميم دقيقة تأخذ في عين الاعتبار حجم الأعمال التي ستقوم بها المؤسسات المحلية والدولية.  كذلك فإن بوشناقي أشار إلى أن من ضمن نتائج هذه الزيارة، العمل على تكوين لجنة دولية مهمّتها تنسيق كافة الجهود التي ستقدمها الدول، المؤسسات المعنية بالتراث والجامعات العالمية الراغبة في المشاركة بإعادة إحياء ما دمرته الأحداث في مدينة تدمر.

ويذكر أن مدينة تدمر تبعد 200 كيلومتر شمال شرقي مدينة دمشق وقد سجلت على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو عام 1980. تضم المدينة آثارا تعود إلى القرنين الأول والثاني للميلاد وكانت تعد حينها إحدى أكبر المراكز الفنية في الشرق الأوسط، فقد تميزت المدينة بإبداعات فنية ومعمارية تجمع التقنيات الإغريقية بالرومانية وفيها زخارف معمارية تدمرية تتجسد فيها تيارات فنية مختلفة. ويعود تاريخ المدينة إلى أبعد من ذلك، فقد ذكرت لأول مرة في بعض الآثار البابلية التي يعود تاريخها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً