العدد 5000 - الأحد 15 مايو 2016م الموافق 08 شعبان 1437هـ

تظاهرة للفصائل الفلسطينية في غزة في الذكرى 68 لـ «النكبة»

نتنياهو يشكك في «حياد» فرنسا إزاء مبادرة السلام إثر تصويت «اليونيسكو»

فلسطيني يرفع مفتاحاً عملاقاً أثناء تظاهرة بمناسبة ذكرى «النكبة» في نابلس  - AFP
فلسطيني يرفع مفتاحاً عملاقاً أثناء تظاهرة بمناسبة ذكرى «النكبة» في نابلس - AFP

الأراضي المحتلة - د ب أ، أ ف ب 

15 مايو 2016

تظاهر عشرات الفلسطينيين في مدينة غزة بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية أمس الأحد (15 مايو/ أيار 2016) لإحياء الذكرى السنوية 68 لـ «يوم النكبة» الفلسطينية.

وانطلق المتظاهرون من ساحة «الجندي المجهول» وسط غزة باتجاه مقر الأمم المتحدة غرب المدينة، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد التمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والقيادي في حركة التحرير الوطنية (فتح)، زكريا الآغا خلال التظاهرة، إن الشعب الفلسطيني متمسك، في الذكرى 68 للنكبة بحقه في العودة، ويرفض كل مشاريع التوطين.

وأضاف الآغا أن «الشعب الفلسطيني لايزال قابضاً على الجمر على رغم المعاناة المتواصلة، وهذا الواقع المؤلم ما يؤكد أنه عصي على الانكسار والهزيمة وسيمضي قُدُمًا على طريق الحرية والتحرير».

وحثَّ الآغا على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية؛ «لأنها سبيلنا الوحيد لمواجهة التحديات وتحقيق أهدافنا المشروعة وتقرير المصير وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس».

من جهته، قال النائب عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوسف الشرافي: إن رهان إسرائيل على أن الكبار يموتون والصغار ينسون سقط مع الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه وخاصة حق العودة للاجئين.

وأكد الشرافي أن «خيار الجهاد والمقاومة هو الكفيل استرداد الحقوق والأرض الفلسطينية التي لا تقبل القسمة على اثنين وإنما هي لأصحابها الحقيقيين ولا يحق لفلسطيني التنازل عنه».

كما حثَّ القيادي اليساري جمال نصار في كلمة القوى الوطنية والإسلامية الأمم المتحدة على تحمل مسئولياتها في تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه وخاصة تقرير المصير والعودة للاجئين.

وكان أطلقت صفارات الإنذار لمدة 68 ثانية عند الساعة الـ12 من ظهر أمس في مدن ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة إيذاناً ببدء فعاليات إحياء الذكرى السنوية 68 للنكبة الفلسطينية.

وتأتي الاحتفالات فيما شكك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أمس في «حياد» فرنسا إزاء مبادرة السلام مع الفلسطينيين على إثر تأييد باريس مؤخراً قراراً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).

وكان وزير الخارجية الفرنسي زار أمس القدس المحتلة ورام الله حيث بحث مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس المشروع الفرنسي لعقد مؤتمر دولي للسلام.

وسيعقد المؤتمر في الخريف، بينما تستضيف فرنسا في غضون اسبوعين اجتماعا وزاريا لتحديد اساسيات المؤتمر الدولي بحضور عشرين بلدا الى جانب الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة، لكن من دون الإسرائيليين والفلسطينيين حتى لا يحكم على الجهود بالفشل مسبقاً.

ولقي ايرولت، كما كان متوقعا، ترحيباً فلسطينيًّا ومعارضة إسرائيلية.

وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته «قلت لـ (وزير الخارجية الفرنسي) ان القرار الفاضح الذي تم اعتماده في اليونيسكو بدعم من فرنسا، والذي لا يعترف بعلاقة الشعب اليهودي بجبل الهيكل الممتدة لآلاف السنين، يلقي بظلاله على حياد فرنسا في المؤتمر الذي تحاول عقده»، في إشارة إلى تصويت فرنسا على قرار اليونيسكو في (إبريل/ نيسان الماضي).

وكررت الحكومة الإسرائيلية معارضتها للمؤتمر الدولي. واكد نتنياهو مرة أخرى لايرولت أن «الطريقة الوحيدة لدفع السلام الحقيقي بيننا وبين الفلسطينيين هي التفاوض المباشر بيننا وبينهم من دون شروط مسبقة».

لكن ايرولت رفض الشكوك التي أبداها نتنياهو، وقال للصحافيين في مطار بن غوريون قرب تل أبيب قبل مغادرته: «فرنسا ليست لديها مصلحة (بالانحياز إلى طرف)، لكنها مقتنعة تماماً بأنه إذا كنا لا نريد لأفكار (تنظيم الدولة الاسلامية) داعش أن تزدهر في المنطقة، فيجب علينا القيام بشيء».

وردًّا على سؤال حول تصريحات نتنياهو، قال الوزير الفرنسي: «لا اريد الخوض في تعليقات بشأن هذه الكلمة أو تلك إنها كلمات استخدمت في ظرف معين». وإسرائيل غاضبة من تبني «اليونيسكو» الشهر الماضي قراراً «يدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية والتدابير غير القانونية التي تتخذها إسرائيل والتي تحدُّ من حرية العبادة التي يتمتع بها المسلمون ومن إمكانية وصولهم إلى الموقع الإسلامي المقدس المسجد الأقصى/ الحرم الشريف».

وأثار هذا النص غضب إسرائيل، وندد نتنياهو بالقرار «السخيف» الذي «يتجاهل العلاقة التاريخية الفريدة بين اليهودية وجبل الهيكل».

ولم يستخدم النص تسمية «جبل الهيكل» التي يطلقها اليهود على باحة المسجد الأقصى، ثالث الأماكن المقدسة لدى المسلمين.

من جانبها، أكدت مصادر فرنسية ترافق ايرولت أن وزير الخارجية سعى خلال لقائه نتنياهو إلى «تبديد سوء التفاهم». ونقلت المصادر عن ايرولت قوله لنتنياهو أن «الصياغات المؤسفة والمهينة التي كان بالإمكان تفاديها أدت إلى سوء تفاهم. فرنسا تأسف لذلك».

وبرر الوزير الفرنسي المبادرة الفرنسية بـ «ضرورة التصرف» أمام «وضع قائم لا يمكن الدفاع عنه» في ظل غياب افق حل الدولتين واستمرار الاستيطان واعمال العنف وتزايد الاستياء لدى الفلسطينيين. وحذر من خطر ان يقوم تنظيم «داعش» بملء الفراغ.

العدد 5000 - الأحد 15 مايو 2016م الموافق 08 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً