العدد 5000 - الأحد 15 مايو 2016م الموافق 08 شعبان 1437هـ

«الوسط» تستكشف «طريق اللؤلؤ»... والشيخة مي: يُفتتح خلال عامين

تدشين المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية 2018

لقاء الشيخة مي بالاعلاميين خلال افتتاحها دار المحرق أمس الأول  - تصوير : عقيل الفردان
لقاء الشيخة مي بالاعلاميين خلال افتتاحها دار المحرق أمس الأول - تصوير : عقيل الفردان

أماطت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، اللثام عن حزمة مشروعات ثقافية، خلال افتتاحها دار المحرق، أمس الأول السبت (14 مايو/ أيار 2016).

تصدَّر ذلك، الحديث عن طرح مناقصات طريق اللؤلؤ، المشروع الذي نفذت «الوسط» في بعض محطاته أمس (الأحد)، جولة استكشافية، وهو الذي ينتظر الافتتاح بعد عامين، وفقاً لتأكيدات الشيخة مي.

وردَّت الشيخة مي على جملة تساؤلات لـ»الوسط»، خلال اللقاء المنعقد مع عدد من الإعلاميين، من بين ذلك التأكيد على تضمين حرفة القلاليف (صناعة السفن)، في مرحلة لاحقة لمشروع طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث الإنساني العالمي، والذي سيسهم في تدشين المحرق، عاصمة للثقافة الإسلامية في العام 2018.

وأضافت «ضم حرفة القلاليف لطريق اللؤلؤ، يمثل جزءاً من الاحلام الكبيرة للمشروع، ومن المؤمل ان يتم ذلك في العام 2019».

ويبدأ استكشاف طريق اللؤلؤ، من مركز معلومات قلعة بوماهر، حيث المجسم الذي يضم كل المعلومات التاريخية والبيوت التي سيمر بها مسار طريق اللؤلؤ الذي يمتد جنوبًا من قلعة بوماهر، شمالاً إلى مجلس سيادي، ليمر بكل المواقع التي تقع على الطريق البالغة مساحته 3 كيلومترات ونصف.

من جهته، قال مستشار الترميم في هيئة البحرين للثقافة والاثار علاء الحبشي: إن «الهيئة تهدف، عبر تصاميم البيوت والمشاريع التراثية، إلى اتاحة الثقافة للجمهور وذلك عبر الانفتاح على الأحياء السكنية، وما افتتاح دار المحرق الا نقطة بداية قوية جدا لمسار اللؤلؤ».

واضاف «بدأنا منذ العام 2011 في تنفيذ العديد من المشاريع، التي لا تتعلق جميعها بطريق اللؤلؤ من بين ذلك مدرسة الهداية الخليفية، بيت الشيخ سلمان، وفي المنامة ومناطق أخرى في البحرين»، مبيناً أن مدينة المحرق القديمة تضم لوحدها أكثر من 4 آلاف عقار، جميعها تحت أعيننا، ولا نميز عقاراً عن آخر، بل جميعها تمثل منظومة واحدة، بما يحقق الارتقاء بالمجتمع واقتصاده.

وتمثل بيوت المحرق القديمة، محطات رئيسية ضمن مشروع طريق اللؤلؤ الذي يمتد مساحة تبلغ 3 كيلومترات ونصف، من بين ذلك بيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، فيما تبدو البيوت الأخرى نماذج ثقافية وتوثيقية لسيرة مدينة المحرق، وذلك من خلال مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، الذي انطلق بمشاريعه الثقافية عبر ترميم العديد من البيوت، حيث شملت مشاريعه العديد من الممارسات الاجتماعية بدءاً من التطريز والزخرفة في بيت الكورار وحتى تاريخ اللآلئ في عمارة بن مطر.

وخلال جولتها الميدانية، جالت «الوسط» في «دواعيس» المحرق، لتقف على محطات بارزة ضمن طريق اللؤلؤ، من بينها بيت القهوة، فَقاعةُ محاضرات مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، ثم مكتبة اقرأ للطفل، مروراً بعدد من البيوت التي لاتزال في طور الترميم، وانتهاء ببيت سيادي الشهير ومئذنة مسجده العتيقة.

إلى جانب ذلك، يحتل سوق القيصرية مكاناً بارزاً ضمن طريق اللؤلؤ، حيث تخضع متاجره لأعمال ترميم، ليحكي عبرها قصة انتاج اللؤلؤ في البحرين.

في التعليق على المشروع، تقول الشيخة مي: «طريق اللؤلؤ هو المشروع الاكبر الذي نفخر به بوصفه أكبر متحف مفتوح على مستوى الخليج، ويعد بنية اساسية تحتية لسياحة ثقافية».

فيما قالت المشرفة على المشروع، نورة السايح: «مع مطلع العام الجاري بدأنا العمل بشكل مكثف على مسار طريق اللؤلؤ، وذلك بعد الحصول على تمويل من البنك الاسلامي في جدة، بما نسبته 48 في المئة، فيما تمول حكومة البحرين نسبة الـ 52 في المئة».

وأضافت «مسار اللؤلؤ، فكرته الأوسع تتمثل في اعادة تأهيل كل المحرق القديمة، ويتكون من ترميم 18 بيتاً، كل بيت يروي جزءاً من حكاية اللؤلؤ، من بينها بيت سيادي، بيت الجلاهمة، مجلس مراد، عمارة فخرو، بيت فخرو، والى جانب ذلك هنالك 18 ساحة عامة ستكون بمثابة المتنفس لكل «فريج» من «فرجان» المحرق، لتمثل نقطة لقاء بين أهل المحرق وزوار طريق اللؤلؤ».

وتابعت «بجانب ذلك، سيتم انشاء جسر للمشاة يمتد بين قلعة بوماهر (الساحل الوحيد المتبقي)، الى حالة بوماهر، بالاضافة إلى انشاء 4 مبان متعددة الطوابق لتشتمل على ألف موقف للسيارات بما يسهم في انسيابية الحركة المرورية».

وفيما يتعلق بدار المحرق، قالت: إن «الفكرة منها إحياء التراث غير المادي من خلال إحياء الفنون الشعبية الموسيقية، حيث جاءت مع نهاية العام 2011، فيما الاتجاه لإحياء دار في المحرق (دار المحرق)، ودار اخرى في الرفاع ستفتح في (سبتمبر/ أيلول 2016).

ولفتت الى أن «دار المحرق تم احياؤها بطريقة معاصرة، وهي نوع من المجلس التي تنفتح كليًّا على الشارع، فيما يرتفع الستار الخارجي لتصبح الدار مفتوحة للحي والشارع كله، فتصبح جزءاً من المدينة، وعلى هذا المنوال سيتم تصميم بقية المشاريع على طريق اللؤلؤ».

وخلال افتتاح دار المحرق القريبة من دار جناع العريقة، تطرقت الشيخة مي، إلى مشاريع المعارض الزائرة التي ستنقل حضارة البحرين وتاريخها إلى الخارج، وقالت: «دائماً نأتي بكم هنا في المحرق، عاصمة الثقافة الإسلامية والتي ستدشن في العام 2018، ولذلك اخترنا اللقاء في دار المحرق للتعرف على معمارها الفريد الذي حاز حضوراً اعلاميًّا على مستوى مجلات الهندسة».

ووجهت في الوقت ذاته عتبا إلى المثقفين، حين قالت: «حين تنعقد فعاليات ثقافية، من بين ذلك ما يحتضنه مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة، ويقصدها زوار من دول مجلس التعاون، دون أن نجد بينهم المثقف البحريني، فهنالك بعض العتب».

ورفضت الشيخة مي الحديث عن الحاجة إلى ما يشبه المصالحة مع فئة المثقفين، وقالت: «الثقافة مشاعة للجميع، وليست حكراً على هيئة الثقافة، فهنالك برامج أدبية يحتضنها مركز الشيخ إبراهيم الذي هو مؤسسة أهلية غير تابعة للهيئة، وحين يستضيف أسماء لامعة ولا نجد من يحضر من البحرينيين، فبالتأكيد، سيحز في نفسي ذلك».

من جانب آخر، وفي التعقيب على اعتبار الهيئة، العام 2017، عاماً للآثار، قالت الشيخة مي في حديثها عن الحاجة إلى المزيد من أعمال التنقيب والتأهيل للمعابد الدلمونية: «لدينا معبد باربار، ومستوطنة سار أكبر، اللذان هما أكبر مشروعين، إلى جانب تلال عالي، وهي سلسلة من التلال نعمل على إدراج جميعها ضمن قائمة اليونسكو للتراث الانساني والعالمي، كما نعمل على انشاء متاحف لكل موقع».

وأضافت «هنالك مشروع ينتظر من يتبناه، ونعني به متحف في عالي، وهنالك إنشاء متحف في سار ضمن مبادرات سمو أمير دولة الكويت، وكذلك هنالك مشروع متحف لموقع معابد باربار، وكلنا نعلم أهمية ذلك بلحاظ الحيوية التي أضافها متحف موقع قلعة البحرين على الموقع».

واختارت الهيئة العام 2017 لتحضير برنامج متكامل تركز من خلاله على الآثار، والبدء في ذلك بافتتاح القاعة الجديدة الدائمة في متحف البحرين الوطني، الى جانب العمل على الانتقال بآثار البحرين إلى الخارج من بينها روسيا وأميركا وبلدان أخرى.

من جانبها تحدثت مدير ادارة الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والاثار الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، عن معرض «سبيت فاير»، وقالت: «هو معرض غريب من نوعه، ويقام بالتعاون مع احدى الشركات المختصة في صناعة الطائرات الحربية»، وأضافت «سيفتتح المعرض المؤقت في متحف البحرين الوطني في (23 مايو/ أيار حتى اكتوبر/ تشرين الأول المقبل)، ليسلط الضوء على تاريخ الطائرات الحربية».

وتابعت «الى جانب ذلك لدينا مهرجان المسرح الخليجي الذي سيفتتح في (24 سبتمبر/ أيلول المقبل) ليسلط الضوء على المواهب والرواد في الحركة المسرحية الخليجية، ونحن في طور الاستعداد لهذا المهرجان الذي سيحظى بمشاركة الأردن والمغرب للاستفادة من تجاربهم المسرحية».

واحتفاء باليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف بعد غد الأربعاء (18 مايو 2016)، قررت الهيئة افتتاح المتاحف الأربعة للجمهور بالمجان، وهي: المتحف الوطني، متحف قلعة البحرين، متحف قلعة الشيخ سلمان بالرفاع، ومتحف البريد، وذلك بما يسهم في تعزيز الوعي بشأن أهمية المتاحف وتعريف الجمهور بأهمية التراث الى جانب الفعاليات الموسيقية التي سترافق الزوار للمتاحف.

واختتمت هيئة البحرين للثقافة والآثار لقاءها بالإعلاميين، بالحديث عن مهرجان «صيف البحرين»، حيث قالت المشرفة على المهرجان عائشة السادة: «هذا العام وفي إطار الاحتفاء (البحرين وجهتك)، فإن أحد الأعمدة هي المواسم الثقافية وللتو انتهينا من ربيع الثقافة فيما نحضر حاليا لمهرجان صيف البحرين الذي سينطلق في (7 يوليو/ تموز 2016) ليستمر على مدار شهر كامل متضمناً العديد من العروض العالمية والعربية الخاصة بالأطفال، بالاضافة إلى خيمة نخول التي ستنتقل إلى الخيمة الموجودة في موقع متحف البحرين الوطني».

العدد 5000 - الأحد 15 مايو 2016م الموافق 08 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:49 ص

      كل الشكر للشيخه مي على هذا المجهود الكبير فهي فعلا تعمل من اجل احياء التراث ونشر ثفافة السياحه في البحرين الا انني كمواطن اجد نفسي ملزم بارسال هذه الرسالة لكل مسؤل عن السياحه فكما تعلمون ان بندر الدار في سترة توجد شركة سياحية تقوم بنقل السواح العرب والاجانب لجزر فوكلاند وهذا العمل ينمي السياحه الا ان واقع المرفىء يجعل المواطن يخجل فاول ما يقع نظر السائح يرى حجم كبير من المخلفات والقمامه وقد خاطبنا الجهات الرسمية دون الوصول لحل فنتمنى ان تصل هذه الرساله لكل مسؤل

اقرأ ايضاً