المرأة الحديدية، البطلة الذهبية، وأسرع امرأة عربية، اشتهرت بكونها من أوائل النساء اللاتي مثَّلن البحرين في البطولات الرياضية الأولمبية لألعاب القوى. حققت النصر وأثبتت جدارتها فأصبحت رمزاً يقتدى به. انتقلت من البطولات كأسرع عداءة إلى تولي المناصب الإدارية في المجال الرياضي. معنا في هذا الحوار البطلة رقية الغسرة:

حدثينا عن نفسكِ؟

- رقية منصور الغسرة، عداءة سابقة في المسابقات القصيرة للسرعة (100- 200 متر)، بطلة آسيا في 200 متر وبطلة عربية. حاليّاً عضو في الاتحاد البحريني لألعاب القوى وعضو في اللجنة الأولمبية البحرينية، وفي الاتحاد الآسيوي رئيس لجنة الموهوبين.

من أعطاكِ أول فرصة للظهور في بطولة عالمية؟

- كان انضمامي للاتحاد البحريني لألعاب القوى العام 2000، إذ كان يحتاج المنتخب إلى فتيات، فضمتني مُدرستي سوسن تقوي في المرحلة الثانوية إلى الاتحاد.

برأيكِ، هل الأبطال يولدون أم يصنعون؟

- لابد من وجود موهبة من الولادة، ووجود شخص يصقل هذه الموهبة وينقب عنها؛ إذ هنالك العديد من المواهب في المدارس والنوادي في البحرين تنتظر الاكتشاف لتبرز. بالنسبة لي ولدت بموهبة لأكون بطلة، فرأى الاتحاد أن لدي الإمكانات فدُربت وصُقلتْ موهبتي على يد مدرب جزائري حتى فزت بالبطولة العربية.

بعد الاعتزال لفترة طويلة عن البطولات العالمية، هل تفكرين في العودة؟

- لا، لأن 80 في المئة من الطموح الذي أردت تحقيقه حققته، و20 في المئة الذي لم أحققه أترك المسئولية، مُتيحةً المجال للشباب والشابات في تحقيقه؛ لأنهم أبطال المستقبل.

أيئستِ في وقت معين وقررت الاعتزال قبل ظرفكِ الصحي؟

- إن العدّاء عندما يشعر بالتَّعب والضَّغط، ويبقى معزولاً عن عائلته وأصدقائه، يخبر نفسه بأن هذا آخر تدريب سيخوضه، لكن بعد تذوق طعم الفوز عند خط النهاية يغمره شعور بالراحة عند تحقيق أرقام قياسية، فلا يستطيع ترك الرياضة لكونها بالدم. كما أن الضغط مرحلة مؤقتة يجب على العداء فيها أن يزيل الضغط بالحديث الإيجابي ليطغى على مرحلة اليأس.

كيف انتقلتِ من أسرع امرأة عربية إلى تولي المناصب الإدارية؟

- حدث ذلك بعد اعتزالي لفترة، اقترح أعضاء مجلس إدارة الاتحاد أن أتولى منصباً إداريّاً فتقبلت نظرتهم لي؛ وخصوصاً أنني توليت لجنة الموهوبين لاكتشاف المواهب في مدارس البحرين للبنين والبنات لألعاب القوى؛ فنحن نتعاون مع وزارة التربية والتعليم لاكتشاف الموهوبين ولتزويد المنتخب بهذه الطاقات. فهذا من ضمن مجالي الأمر الذي شجعني على أن أبرز من خلاله، ومهد لي الانضمام إلى اللجنة الأولمبية كرئيسة للجنة اللاعبين، كما ترشحت كعضو في الاتحاد الآسيوي كبطلة آسيوية، والفضل يعود إلى سمعتي المعروفة، إذ يعد هذا الدعم الثاني في الاتحاد الآسيوي. كما أنني نشطت في العمل التطوعي منذ الصغر ما ساعد على بناء شخصيتي أكثر. كما أن خبرتي كلاعبة ساعدتني في فهم اللاعبين، وتزويدهم بما يحتاجون إليه.

لماذا تخصصتِ بإدارة الأعمال في الجامعة على رغم ميولك الرياضية؟

- درست في البداية الرياضة؛ لكن بسبب ظروف خاصة لم أستطع الإكمال؛ ففي منتصف مشواري الرياضي قررت أن أدرس إدارة الأعمال كشيء خارج عن الرياضة من باب التغيير عن حياتي الرياضية.

أثناء الجري في البطولات ما الذي تشعرين به؟

- عند خط الجري اللاعب ينسى كل شيء، ويفكر بشيء واحد، وهي التضحيات التي قام بها في حياته والتي لا يريد أن تذهب سدى ، فأنسى العالم، وأفكر بعلم البحرين أمامي لأرفعه.

ما هو أهم إنجاز في حياتكِ؟

- فوزي في استاد الدوحة 2006 كان في قطر الذي حققته بعد إصابة في الكاحل وسط المعسكر التدريبي. كان تحدياً بالنسبة لي بالتمرن في المضمار مع الصعوبة والقلق وانتظار المقربين لهذه اللحظة فكانت فترة من التخوف. الحمد لله حققنا النجاح وحصلنا على الميدالية، كما أن عاهل البلاد اتصل لتهنئتي، وأخبرني بفخره بي، وأنا فخورة بهذا الاتصال.

مُنْ قدوتكِ في الحياة؟

- والداي، ونوال المتوكل التي كانت بطلة أولمبية، وأصبحت الآن تتولى مناصب دولية خارجية.

ما هي توجهاتكِ المستقبلية؟

- أخطط لإكمال الماجستير والدكتوراه في إدارة الأعمال.

ما النصائح التي تقدمينها لكل مقبل في المجال الرياضي؟

- المجال الرياضي يتفرع من مديرين وإداريين ولاعبين، فكل شخص يملك فكرة لهذا المجال لابد أن يتحلى بالعزيمة والإصرار، وأشجعه على الدخول بشرط ألا ينهزم من أول محاولة.

شكر خاص توجهينه إلى من؟

- لوالديَّ والأهل، ومدربي نور الدين طاجين الذي أعتبره فرداً من العائلة بالنسبة لي؛ لدعمه لي، ولتواجده معي معظم الوقت أكثر من عائلتي نفسها، كما أشكر الجمهور الذين كانوا وما زالوا يدعمونني للنجاح.