العدد 5004 - الخميس 19 مايو 2016م الموافق 12 شعبان 1437هـ

نسمع بعقولنا... لا بآذاننا

نبيل حسن تمام comments [at] alwasatnews.com

طبيب بحريني

السمع هو عبارة عن عملية معقَّدة، حيث تشمل تناغماً لعمل جميع أجزاء الأذن؛ لتحويل الموجات الصوتية المحمولة في الهواء إلى معلومات صوتية يسمعها ويفهمها العقل. وتمر الموجات الصوتية عبر الصيوان والقناة السمعية لتصطدم بطبلة الأذن لتخلق حركة فيزيائية تحرك بها عظيمات الأذن الثلاث في الأذن الوسطى لتبدأ موجات في سائل القوقعة، وهي جزء من الأذن الداخلية لتحفز الخلايا الحساسة في جهاز كورتي المسؤل عن خلق ذبذبات كهربائية تنتقل عبر العصب الثامن من كلتا الأذنين إلى جذع المخ وثم تنتقل إلى مراكز السمع الأولية والثانوية في المخ حيث تترجم لكلام مفهوم بواسطة العقل.

إن أحسن نمط لاكتساب اللغة والتخاطب لدى الأطفال هو السمع، لذلك فإن السمع والتخاطب مترابطان ويمران بتطور تدريجي بحسب النمو الطبيعي للإنسان، حيث إن حاسة السمع تبدأ منذ الأسبوع العشرين من الحمل ويستطيع الجنين أن يسمع الأصوات من حينها، لذلك تستطيع الأم مخاطبة جنينها منذ مطلع الشهر الخامس من حملها.

ومنذ اليوم الأول للولادة وحتى الشهر الثالث فإن الطفل يتعرف على صوت الأم، ويهدأ أو يبتسم عند سماع صوتها وقد يناغي أو يجفل عند سماع الأصوات العالية. وما بين الشهر الرابع والشهر السادس فإن الطفل يحرك عينيه ورأسه تجاه الأصوات ويستجيب للتغيرات في نبرة الصوت وينتبه إلى الألعاب التي تصدر أصواتاً. ومن الشهر السابع حتى بلوغه العام الأول فإن الطفل يلتفت نحو الأصوات ويستمع لمن يحادثه ويستجيب لبعض الأوامر. وما بين العام الأول والعام الثاني فإن الطفل يستوعب ما بين 150 و200 كلمة ويستطيع التعرف والإشارة بيده إلى بعض الأشياء التي تعرف عليها سابقاً ويهتم لبرامج الراديو والتلفزيون ويتفاعل مع بعض الأسئلة الموجهة إليه.

وهناك أجهزة حديثة للكشف المبكر على السمع للأطفال حديثي الولادة ومنذ الأسابيع الأولى بعد الولادة، ونذكر منها جهازين.

الأول: الانبعاث الصوتي التلقائي ويسمى OAEs وهو جهاز مكون من قطعة صغيرة شبيهة بسدادة الأذن وتوضع في الأذن الخارجية وتصدر صوتاً ينبعث وينتقل عبر طبلة الأذن ليصل إلى القوقعة وثم يرجع صدى هذا الصوت ويتم تسجيله بواسطة الجهاز على شكل ذبذبات تبين وظيفة السمع، حيث يستغرق دقيقة واحدة لكل أذن، ولا يسبب ألمًا، ويتم إجراؤه في العيادة الخارجية.

الثاني: فحص استجابة جذع الدماغ ويسمى ABR وهو جهاز يقيس الذبذبات الكهربائية التي تنتقل من الأذن الداخلية إلى جذع المخ والمخ، وذلك بواسطة وضع أقطاب على جبهة الرأس وعلى الأذنين حيث يعمل الكمبيوتر على تسجيل هذه الذبذبات ويسجلها على شكل منحنيات وتموجات بيانية، ونستخلص من تلك المنحنيات مدى السمع ودرجته واضطرابات السمع ودرجته ونوعه.

إن طريقة عمل جهاز إي بي آر مهمة جدًّا ويحتاج إلى فني متخصص ومتدرب على العمل عليه، ويحتاج إلى طبيب متخصص في العلوم السمعية لقراءة البيانات والتقرير، ويجب عمله في بيئة هادئة وتفادي أية مواد معدنية قد تؤثر على نتائجه. ويجب أن يكون الأطفال أو الكبار في حالة هدوء واسترخاء تام، لذلك يجب إعطاء محلول منوم بالنسبة إلى الأطفال وهو محلول «كلورال هايدريت»، ويتم تناوله دقائق قبل الفحص حيث يستغرق الفحص ما بين 45 و60 دقيقة.

وجب الحرص على متابعة هذا التطور الطبيعي لكلا السمع والتخاطب لدى الأطفال بهدف اكتساب النطق واللغة، وفي حال كان هناك شك وجب الكشف المبكر على السمع بهدف الكشف المبكر لأي اعتلال سمعي أو أي تأخر في النطق والتخاطب وذلك بالكشف المبكر لدى الأخصائيين ومن ثم التدخل المبكر سواءً عن طريق العلاجات الطبية أو التأهيلية.

إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"

العدد 5004 - الخميس 19 مايو 2016م الموافق 12 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً