العدد 5005 - الجمعة 20 مايو 2016م الموافق 13 شعبان 1437هـ

«النهضة التونسية» تعلن فصل نشاطها السياسي عن الديني

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وزعيم حزب النهضة راشد الغنوشي في المؤتمر أمس  - AFP
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وزعيم حزب النهضة راشد الغنوشي في المؤتمر أمس - AFP

أعلن زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس أمس الجمعة (20 مايو/ أيار 2016) أن الحركة ستفصل نشاطها السياسي عن النشاط الديني في خطوة تسعى من خلالها فيما يبدو إلى النأي بنفسها عن الإسلام السياسي. وأكد زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي، أن الحركة «حريصة على النأي بالدين عن المعارك السياسية»، داعياً إلى «التحييد الكامل للمساجد عن الخصومات السياسية والتوظيف الحزبي؛ كي تكون مجمعة لا مفرّقة»، حسبما نقلت قناة «سي إن إن العربية».

وتابع الغنوشي، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر العاشر لحركة النهضة أمس (الجمعة)، أن الحركة «تُساند الدولة بشكل مطلق في حربها على الدواعش والتكفيريين».


الغنوشي: يجب النأي بالدين عن المعارك السياسية... ونساند الدولة في حربها على الدواعش

حركة النهضة التونسية تعلن فصل نشاطها السياسي عن الديني

رادس (تونس)، الوسط - المحرر السياسي، وكالات

أعلن زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس أمس الجمعة (20 مايو/ أيار 2016) أن الحركة ستفصل نشاطها السياسي عن النشاط الديني في خطوة تسعى من خلالها فيما يبدو إلى النأي بنفسها عن الإسلام السياسي.

وأكد زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي، أن الحركة «حريصة على النأي بالدين عن المعارك السياسية»، داعيًا إلى «التحييد الكامل للمساجد عن الخصومات السياسية والتوظيف الحزبي؛ كي تكون مجمعة لا مفرّقة»، حسبما نقلت قناة «سي إن إن العربية».

وتابع الغنوشي، في كلمة مطولة خلال افتتاح المؤتمر العاشر لحركة النهضة مساء أمس الجمعة (20 مايو/ أيار 2016) الذي انعقد بالقاعة الرياضية في رادس، أن الحركة «تُساند الدولة بشكل مطلق في حربها على الدواعش والتكفيريين»، قائلًا: إن تونس «أقوى من حقدهم وستهزمهم بإذن الله».

وأضاف الغنوشي أن حركة النهضة «لم تتوقف عن التطور خلال مسيرتها الطويلة، من حركة عقدية تخوض معركة من أجل الهوية الى حركة احتجاجية شاملة في مواجهة نظام شمولي دكتاتوري، إلى حزب ديمقراطي وطني متفرغ للعمل السياسي بمرجعية وطنية تنهل من قيم الاسلام، ملتزمة بمقتضيات الدستور وروح العصر».

وقال الغنوشي، في معرض حديثه عن نموذج الدولة: إنها «لا تدار بالإيديولوجيا والشعارات الفضفاضة والمزايدات، بل بالبرامج والحلول الاجتماعية والاقتصادية التي تحقق الأمن والرفاه»، متحدثًا عن أن الدولة العادلة «يجب أن تكفل تطبيق القانون والدستور وتحمي الحريات».

ولفت الغنوشي إلى أن المواطن التونسي «ملّ من صراعات السياسيين، وهو معني أساسًا بالأمن ومقاومة الاٍرهاب وغلاء المعيشة والنمو الاقتصادي وبمعاناة محدودي الدخل والفقراء والمحرومين والجهات المهمشة»، داعيًا النخبة السياسية إلى وضع «عقد وطني للنهوض بالشباب حتى لا يبقى شاب أو شابة في دائرة التهميش، دون عمل ولا بيت ولا زواج».

وجدّد الغنوشي دعم الحركة لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي كان حاضرًا في المؤتمر، مردفًا: «إني أقول اليوم لمن يراهن على غنيمة سياسية من إظهار العداوة للنهضة: لا تقسموا بلادنا، أيدينا ممدودة للجميع، نقول لهم إن التوافق يتسع للجميع، داعيًا إلى مصالحة وطنية شاملة مع كل الأطراف، تشمل المصالحة بين الدولة والمواطن والمصالحة بين الماضي والحاضر.

ووصف الغنوشي مسيرة الثورة في تونس بـ «قصة نجاح سياسي وتعاف أمني وتعاطف دولي توج بمنح تونس جائزة نوبل للسلام»، مشيرًا إلى أن بلاده هي «الشمعة الوحيدة المضيئة في دول الربيع العربي، وهي التي حافظت على هذه الشمعة، دلالة على أن العرب مهيؤون للديمقراطية».

من جانبه، قال قائد السبسي في خطاب في افتتاح المؤتمر: «أتيت اليوم (أمس) إلى هنا لمؤتمر حركة النهضة تقديراً مني للجهود التي قام بها هذا الحزب لدعم التوافق والمصالحة الوطنية، ممّا أهله للمشاركة في حكومة توافقية عملت على إنقاذ وطننا التونسي من مخاطر الانزلاق نحو المجهول في ظل وضع إقليمي ودولي مضطرب».

ونوه قائد السبسي بـ «التطور الذي عرفته حركة النهضة (...) الذي تجلى في الإقرار بضرورة العمل على التحول إلى حزب سياسي وطني ومدني يقطع مع الشمولية العقائدية واحتكار النطق باسم الدين وهو مشاع بين كل التونسيين».

وأفاد «نأمل ان تتوصلوا من خلال أشغالكم الى التأكيد على أن النهضة اصبحت حزبا مدنيا تونسيا قلبا وقالبا، ولاؤه لتونس وحدها (...) هذا ما نصبو الى أن تقيموا عليه البرهان من خلال ما سيتمخض عن مؤتمركم هذا من لوائح».

وقال: «كما آمل ان تؤكد اشغال مؤتمركم ايضا على خصوصية حركة النهضة المستمدة من طبيعة المجتمع الذي نشأت فيه، مما يفرض اعتبار السياق الاجتماعي والسياسي التونسي وحده لا غيره عند تقرير سياستها».

وتابع «أتطلع إلى أن يكون المشروع السياسي للنهضة بعد إقرار المراجعات التي اعلنتم عنها في إطار مؤتمركم هذا، منسجما كل الانسجام مع السياق الوطني العام ومستجيبا لانتظارات الشعب التونسي».

وقال: «إن التزامكم بهذه التوجهات سينزل بردا وسلاما على أنفس التونسيين وسيجلب للجميع الطمأنينة على نموذج العيش التونسي المتسم بالانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى، ونبذ الغلو والتطرف الديني والتزمت والعنف. كما أنهم سيطمئنون على مستقبل ديمقراطيتنا الوليدة ومكاسبنا الحداثية ودولتنا المدنية وإسلامنا الأصيل المتجذر في تراثنا الإصلاحي وتقليدنا التنويري».

وسيواصل نحو 1200 من المؤتمرين أعمالهم السبت والأحد في الحمامات (60 كلم جنوب العاصمة).

وكانت النهضة فازت بأول انتخابات في تونس بعد الإطاحة مطلع 2011 بنظام الديكتاتور زين العابدين بن علي الذي حكم تونس 23 عاماً قمع خلالها الإسلاميين.

وقادت الحركة من نهاية 2011 حتى مطلع 2014 حكومة «الترويكا» وهي تحالف ثلاثي ضم مع النهضة حزبين علمانيين هما «التكتل» و»المؤتمر من أجل الجمهورية».

واضطرت «الترويكا» الى ترك السلطة لحكومة غير حزبية بهدف إخراج البلاد من ازمة سياسية حادة اندلعت اثر اغتيال اثنين من أبرز معارضي الاسلاميين، ومقتل عناصر من قوات الأمن والجيش في هجمات لجماعات جهادية.

وفي 2014 خسرت النهضة في الانتخابات التشريعية التي فاز بها حزب «نداء تونس» الذي اسسه الباجي قائد السبسي في 2012 بهدف الوقوف بوجه الاسلاميين وتأمين «توازن سياسي» مع حركة النهضة.

وبعد الانتخابات، شكل نداء تونس والنهضة وحزبان صغيران آخران ائتلافا حكوميا رباعيا، ما أثار غضب قواعد الحزب الاسلامي المعارضة لنداء تونس.

وكان راشد الغنوشي أفاد في حوارٍ معه نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس الأول الخميس «نخرج من الاسلام السياسي لندخل في الديمقراطية المُسْلمة. نحن مسلمون ديمقراطيون ولا نعرّف انفسنا بأننا (جزء من) الاسلام السياسي».

وقال: «نحن نؤكد أن النهضة حزب سياسي، ديمقراطي ومدني له مرجعية قيم حضارية مُسْلمة وحداثية (...). نحن نتجه نحو حزب يختص فقط في الأنشطة السياسية».

العدد 5005 - الجمعة 20 مايو 2016م الموافق 13 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً