العدد 5008 - الإثنين 23 مايو 2016م الموافق 16 شعبان 1437هـ

اليوم العالمي للتنوع الثقافي

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الـ21 من مايو/ أيار من كل عام، تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للتنوع الثقافي والتنمية، وذلك وفقاً للإعلان العالمي لليونسكو الصادر في العام 2001، وما تبع ذلك في العام 2005 من إصدار أربعة أهداف ضمن اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، تتضمن دعم نظم مستدامة لحوكمة الثقافة، وتحقيق تبادل متوازن من السلع والخدمات الثقافية وانتقال الفنانين والعاملين الآخرين في مجال الثقافة، ودمج الثقافة في برامج وسياسات التنمية المستدامة، وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

وتوضح أدبيات اليونسكو أهمية الحوار بين الثقافات من منطلق أن ثلاثة أرباع الصراعات في العالم لها أبعاد ثقافية، في حين أن التبادل والحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب على قاعدة التفاهم المتبادل واحترام تساويها في الكرامة، يعتبر شرطاً مسبقاً وأساسياً لتحقيق التماسك الاجتماعي والمصالحة بين الشعوب والسلام بين الأمم.

إن ما يمر به العالم العربي اليوم من صراعات وحروب سياسية وطائفية دامية ومآسٍ يدفع ثمنها الأطفال والأبرياء من النساء والشيوخ، وما نشهده في عدد من البلدان من قتل على الهوية، وفي كثير من الأحيان قتل عشوائي، ما هو إلا نتيجة غياب ثقافة قبول الآخر المختلف، سواءً سياسياً أو دينياً أو طائفياً، وذلك ما يتجلى بكل وضوح من خلال الحملات الإعلامية الطائفية التي تغذّي روح الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد.

كما أن حالة الاستبداد والقمع السياسي والأمني التي طالت شعوب العالم العربي في السنوات الماضية، وفرض رؤى السلطات الحاكمة بالقوة بالتوازي مع البطش بجميع الحركات المنادية بالديمقراطية والحرية، ساهمت بشكل كبير في زرع الكراهية وروح الانتقام لدى الشعوب العربية بدلاً من المحبة والتسامح والاحترام.

من المستحيل إشاعة روح التسامح والمحبة والتسامح بين الناس في ظل التسلط السياسي والجهل، ففي حين يخلق التسلط روحاً ناقمة تواقة للإنتقام، يصنع الجهل فكراً منغلقاً متشدّداً يرى أنه الوحيد على الحق في حين أن الباقين جميعهم مخطئون على ضلال وكفر.

يقول الكاتب الروسي الكبير مكسيم غوركي إن «الثقافة هي ما يبقى فينا بعد أن ننسى كل ما قرأناه»، وكشعوب عربية لا تقرأ، فإن ثقافتنا تنحصر فيما درسناه في المدارس بشأن التاريخ العظيم للأمة العربية والإسلامية، وأننا خير أمة أخرجت للناس، وما غذّانا به المجتمع من ثقافة التعالي على باقي شعوب العالم وحتى احتقارها، خصوصاً الشعوب الفقيرة، في حين أنها تسبقنا ثقافياً وديمقراطياً وعلمياً بعشرات السنين، ولم يعلّمنا المجتمع أن نحترم الإنسان مهما كانت ديانته، ومهما كان لونه أو دينه أو ما يملكه من مال؛ لأنه في النهاية يبقى إنساناً يشعر بما نشعر به نحن من إهانة أو حزن، وله أسرة تحبه ويحبها.

في اليوم العالمي للتنوع الثقافي يجب أن نتذكر بأننا لم نختر شيئاً مما نحن عليه الآن. فنحن لم نختر قوميتنا أو ديننا أو مذهبنا أو حتى أسماءنا، كما أن الآخرين لم يختاروا ذلك أيضاً، لقد وجدنا في هذا العالم مختلفين؛ ولكن ليس أعداء.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 5008 - الإثنين 23 مايو 2016م الموافق 16 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:57 ص

      التربيه هي اساس كل شيئومنذ الصغر لان اذا تربى شخص على حب الاخرين ونظر له بانه اخ لك في الانسانيه لا يغلق الباب ويتعالى عليه

    • زائر 2 | 2:08 ص

      كل شي اقحمنا بالدين

اقرأ ايضاً