العدد 5011 - الخميس 26 مايو 2016م الموافق 19 شعبان 1437هـ

قرية تراثية تعيد إلى الذاكرة مشاهد من الماضي الجميل

رجال الشرطة بزيهم القديم أمام محل للخياطة
رجال الشرطة بزيهم القديم أمام محل للخياطة

قامت مجموعةٌ من الشباب بتنفيذ قرية تراثية في أحد الساحات الداخلية في قرية السنابس، خلال مطلع هذا الأسبوع، وتضمّنت مشاهد من القرية البحرينية القديمة.

الفكرة راودت المجموعة الناشطة، وخلال أيام بدأ تحويل المقترح إلى واقع ملموس، بجهود ذاتية تطوعية، وعمل بروح جماعية، ولتجهز هذه القرية التراثية المصغّرة خلال أسبوع واحد فقط.

الساحة التي أقيمت عليها كانت محدودة، لكن تم استغلالها بطريقة ذكية، حيث قسّمت لتضم عدة مشاهد من السوق القديم، مع روادها، بالملابس التي كانت تستخدم في النصف الأول من القرن العشرين. ومن بين هذه المشاهد محل بيع الأقمشة، والخياط الذي يستخدم ماكنة الخياطة التي تعمل باليد، وتعلق من خلفه في المحل مجموعة من الملابس الرجالية والنسائية. فيما جلس بجواره اثنان من رجال الشرطة، بعقال وغترة حمراء، ويمسكان عصا سوداء، مع قميص خاكي وسروال قصير (شورت)، فيما بدا لافتاً اختلاف لون جوربيهما، وحين تسال يقال لك أن جورب الضابط رصاصي، بينما جورب الشرطي العادي أسود.

المحل المجاور، يبدو قهوة شعبية مصغرة، حيث أدوات إعداد الشاي والقهوة، ووراء البائع «حِبّ»، الوعاء الفخاري القديم المغطى بقطعة خشبية دائرية وقطعة قماش، وكان يستخدم لتبريد الماء، فتشربه بارداً في فصل الصيف.

المحل الآخر، خصص لبيع «المديد»، وهو أثاث منزلي أساسي كان يستخدم في المنازل والمساجد، قبل أن ينتشر استخدام السجاد اليدوي والصناعي. وهو مصنوعٌ بطريقة جميلة، تتداخل فيه الألوان، بما يدلّ على مهارة الحرفي البحريني القديم، وسعره في متناول الجميع.

محل آخر خُصّص للتعريف بمنتجات النخلة، فمن سعفها وخوصها وجريدها وجذوعها كان البحريني يصنع الكثير، من السلال والقفاف (لجمع الملابس) والسُفَر (التي تُبسط لتناول وجبات الطعام)، والسبتات (المستخدمة لجمع مقتنيات المنزل)، فضلاً عن الأقفاص المستخدمة من الجريد لصيد الأسماك. ويتفنن فيها الصانع بإدخال عدة أشكال وألوان، وكانت حرفةً تمارسها وتتقنها الكثيرات من النساء.

أمام هذه المحلات التي تكشف جانباً من حياة الناس في السوق القديم، هناك عربةٌ خشبيةٌ تقطع الشارع، وكانت تستخدم لنقل البضائع في السوق، يجرها سائقها في الطريق، وينقل فوقها بعض البضائع والخيش والقفاف والأقفاص. مثل هذه العربة ظلت موجودةً حتى وقت متأخر في السوق القديمة أو السوق المركزي بالعاصمة المنامة. هذه العربة يشتغل بها العمال الفقراء، يكسبون عبر هذا العمل الشاق قوت يومهم، وخلّدها أحد الأدباء البحرينيين في قصة بعنوان «موت صاحب العربة»، لتعيده القرية التراثية مع عربته إلى الحياة.

سائق العربة... “الحمالي” الذي أعادته القرية إلى الحياة
سائق العربة... “الحمالي” الذي أعادته القرية إلى الحياة
كل هذه المنتجات المنزلية من خيرات النخلة
كل هذه المنتجات المنزلية من خيرات النخلة
في «القهوة»... الرجل وخلفه “حِبُّ الماء”... ثلاجة زمان
في «القهوة»... الرجل وخلفه “حِبُّ الماء”... ثلاجة زمان
صناعة المديد... أثاث أيام زمان
صناعة المديد... أثاث أيام زمان
تفصيل الملابس عند الخياط
تفصيل الملابس عند الخياط
وجهان في المقهي الشعبي وأمامهما «غضارة الباجلا» و«بالدي الماء» - تصوير محمد المخرق
وجهان في المقهي الشعبي وأمامهما «غضارة الباجلا» و«بالدي الماء» - تصوير محمد المخرق

العدد 5011 - الخميس 26 مايو 2016م الموافق 19 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 6:10 ص

      عمل رائع

      يعطيكم العافية . عمل رائع و جميل يدل على كفاءة وقدرة الشباب البحريني الاصلي

    • زائر 15 | 3:40 ص

      مشروع و عمل جبار

    • زائر 14 | 3:39 ص

      هؤلاء وطنيووون ابنا عن جد

    • زائر 12 | 2:29 ص

      عمل جدا جدا رائع بالتوفيق وانشاءالله دائما تسوون مثل هذه العروض بس خسارة ما جفناه على الطبيعة خلص العرض؟؟؟

    • زائر 9 | 1:55 ص

      هل حضرت وزارة الاعلام

      هل بؤرك العمل من الوسائل الرسمية ام غض النضر عنة كل هذا ما زال يتجاهلون قدرات المواطن

    • زائر 11 زائر 9 | 2:23 ص

      صدقت ولا جهه رسميه و اعﻻمبه سلطة الضوء على هذا العمل الرائع الذي قام شباب بحريني محب لوطنه ....فعﻻ إنجاز عمل محترف من هواه
      بس بدون تقدير يعطيكم العافية شباب اغلى وطن

    • زائر 8 | 1:25 ص

      فايق الروعة جدا ممتاز الأداء والإخراج
      والشكر كافتا على من قام بالعمل هذه
      القريه الا تحي تاريخنا

    • زائر 10 زائر 8 | 2:04 ص

      زائر

      بوركت الأيادي الوطنيه

    • زائر 6 | 11:40 م

      بوركت سواعدكم

      حفظكم الله عمل رائع يجسد الماضي الجميل ياليت كانت ايام عرضه اكثر مشكورين عودها هاااا

    • زائر 7 زائر 6 | 1:22 ص

      ممتاز

      ممتاز عاشوا أهل ألبحرين الطيبين

    • زائر 5 | 11:16 م

      مقترح

      شكرا على ما تقدمونه .. نريد منكم عملا جادا يعلم أولادنا ضرورة اﻹلتزام بأداء الصلاة في أوقاتها وكذلك بقية مكارم اﻷخلاق من بر الوالدين والصدق وعفة اللسان والجلوس في الطرقات والحجاب ووو
      ويعطيكم العافية

    • زائر 13 زائر 5 | 2:46 ص

      هناك في السنابس وفي كثير من القرى ولله الحمد الكثير من المشاريع تدرس الصلاة والقرآن والأخلاق ... جُزيتم خيرًا

    • زائر 4 | 11:08 م

      لفتة جميلة

      اعجبني تعليق رجل الشرطة بشأن إختلاف لون الجورب مع زميله .

    • زائر 3 | 10:39 م

      عبدالعزيز الدوسري

      قمة الجمال والابداع وأكثر من رائع والله شي خيالي ماشاء الله عليكم مناظر لا يمكن ان يجسدها سوي ابن الوطن الأصيل مشكورين لجميع القائمين علي هذا المجهود الجبار الله يعطيكم العافية ويكثر من امثالكم رجعتونا 60 سنة ما احلي ذاك الزمن الجميل.

    • زائر 2 | 10:22 م

      عمل مبدع الله يعطيهم العافية

    • زائر 1 | 10:06 م

      عمل فني رائع ...
      لم أراه واقعا" لكن الصور تنطق بتراث الأجداد الذي تتغنى به الأجيال عبر العصور ..
      وفقكم الله وبوركت جهودكم وإلى المزيد من الإبداع والتألق ..

اقرأ ايضاً