العدد 5013 - السبت 28 مايو 2016م الموافق 21 شعبان 1437هـ

تفاقم مرض الربو مع الملوثات الهوائية

أفنان وهف القحطاني- تخصص كيمياء تطبيقية 

28 مايو 2016

مع التقدم الصناعي السريع وتنوع التقنيات الحديثة واكتساح المصانع لبعض الأحياء السكنية  وتدمير بيئتها النظيفة بالغازات المتطايرة وعوادم الشاحنات والمخلفات الصناعية الكيميائية وأيضا الإسراف في قطع الأشجار التي تساعد على تنقية الهواء من الملوثات الجوية يصبح الإنسان وخصوصاً مريض الربو عرضة للمؤثرات الخارجية من العديد من الغازات السامة والمضرة بصحة الجهاز التنفسي . 

حيث أن مرض الربو مرض مزمن يصيب الممرات الهوائية للرئتين، وينتج عن التهاب وضيق الممرات التنفسية؛ مما يمنع تدفق الهواء إلى الشعب الهوائية؛ مؤدياً إلى نوبات متكررة من ضيق بالتنفس مع أزيز بالصدر (صفير بالصدر) مصحوباً بالكحة والبلغم بعد التعرض لاستنشاق المواد التى تثير ردود فعل أرجية (حساسية) أو تهيج للجهاز التنفسي، وهذه النوبات تختلف في شدتها وتكرارها من شخص إلى آخر، وهو من أكثر الأمراض شيوعًا بين الأطفال. 

من غير الواضح لماذا يصاب بعض الناس بمرض الربو بينما لا يصاب آخرون، ومن المرجح الاعتقاد بإن مرض الربو هو نتيجة لمزيج من عدة عوامل بيئية وجينية (وراثية).

العوامل التي تثير الربو تختلف من شخص إلى آخر فالتعرض إلى عدد كبير من المستارجات (مادة تسبب فرط التحسس - Allergen) من شأنه إثارة علامات وأعراض الربو، ومن بينها تلوث الهواء و يندرج تحت هذا النوع خمس ملوثات رئيسية: 

لغازات الناتجة عن عمليّات الاحتراق الكامل أو غير الكامل مثل: ثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد النيتروجين وغيرها.

عادم المَركبات من المُرَّكَبَات العضويّة الناتجة عن عمليّات حرق الوقود كالمِيثان وهو أحد الغازات الّتي تؤدي إلى زيادة ظاهرة الاحتباس الحراريّ.

عوالق الهواء من المُرَّكبات الصَّلبة مثل الجراثيم والبكتيريا والمبيدات والعَفَن وغيرها.

العناصر المشعّة، والعناصر الثقيلة والنوويّة الناتجة من عمليّات التصنيع النوويّ والذريّ. 

الروائح النتنة والمؤذية التي تتصاعد من مكبّات النفايات ومن البِرَك الآسنة ومن تسرّبات الصرف الصحّيّ.

فعوادم السيارات تطلق غاز ثاني أوكسيد النيتروجين وثاني أوكسيد الكربون ولهذة الغازات القدرة على تعديل الخواص الالتهابية للخلايا المبطنة للشعب الهوائية، والوظيفة الأساسية لهذه الخلايا هي حماية الرئتين من العوامل البيئية والميكروبية·

و قد يتعرض مريض الربو في المنزل دون وعي منه لغاز ثاني أوكسيد النيتروجين بكميات قليلة من استخدام الفرن المزود بالغاز حيث تكثر أزمات الربو في الشتاء لقلة التهوية في المنزل. 

و لغاز الأوزون قدرة أكبر على تهييج الشعب الهوائية، والمصدر الرئيسي لهذا الغاز هو الشمس حيث تحدث تفاعلات كيميائية معقدة بين أشعة الشمس وأوكسيدات النيتروجين والهيدروكربونات المتصاعدة من عوادم السيارات لهذا فإن مشاكل الأوزون تكون أكثر وضوحا في الصيف. فتجد مريض الربو لا يطيق البقاء في هذه الأجواء الحارة ويبحث عن مكان يوجد به تهوية جيدة، إذا يجب توعية مريض الربو عن العوامل التي تثير المرض والإبتعاد عنها قدر المستطاع وأخذ الأدوية اللازمة واتباع تعليمات الطبيب.

العدد 5013 - السبت 28 مايو 2016م الموافق 21 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً