العدد 5013 - السبت 28 مايو 2016م الموافق 21 شعبان 1437هـ

انطلاق مؤتمر "شباب ضد التطرّف" برعاية الشيخ عبدالله بن خالد

افتتح نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة  اليوم الأحد (29 مايو/ أيار 2016) أعمال جلسات مؤتمر "شباب ضد التطرف" الذي يستمر يومين وينظمه المركز برعاية رئيس مجلس أمناء المركز سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وبالتعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات في البحرين.

واستهل نائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي خالد بن خليفة آل خليفة المؤتمر بكلمة أشار فيها إلى أن مركز عيسى الثقافي يمثل بيت الثقافة والمعرفة، وأن هذا المؤتمر الهام يُعاين واقعنا العربي ويشخص ظاهرة من ظواهره، وهي ظاهرة التطرف، من أبعاد ترتبط بالشباب وتحاكي واقعهم.

وأضاف أن "الأمم تزهو بشبابها دوماً، وترنو بقدراتهم وإبداعاتهم في كل المجالات، فهم روح الغد وصانعو المستقبل، وهم مُؤمنون على ثروات الأوطان ومقدراته، وتلك مسؤولية عظيمة في ظل ما تعيشه أمتنا من تشرذم وانقسامات ونزاعات كان ضحاياها الأوائل هم الشباب".

وأكد نائب رئيس مجلس الأمناء أن المجتمع اليوم يشهد عظمة قدر الشباب، وليكون مركز عيسى الثقافي بؤرة من بؤر العطاء الإنساني، وحاضناً من حواضن الارتقاء التي يعتلي منابرها الشباب البحريني الأمين، ليوصلوا رسالتهم عن الاعتدال والتسامح بين الناس إلى أقرانهم، وللتصدي لأكثر الظواهر التي تواجهها مجتمعاتنا تعقيداً، ألا وهي ظاهرة التعصب الفكري والتطرف الأيديولوجي.

وأضاف "قد حتمت الظروف المحيطة التي يعيشها واقع منطقتنا المرير بالأخذ في الاعتبار توعية الشباب وتحصينهم معرفيا وتمكينهم من استيعاب ظاهرة التطرّف من شتى النواحي، ولعل أجمل ما في الأمر هو تولي الشباب أنفسهم هذه المهمة النبيلة، فتكون بذلك الرسالة أكثر بلاغة وتأثيراً".

وأكد أن المؤتمر ينعقد انطلاقاً من توجه مركز عيسى الثقافي إلى تبني المبادرات الفكرية الشبابية، واتخاذه "شباب ضد التطرف" شعاراً للعام 2016، حيث يهدف المؤتمر إلى احتواء فئة الشباب البحريني ومناقشة القضايا والتحديات التي يواجهونها في ظل موجة التطرف الفكري التي تعصف بالمنطقة، ودورهم في معالجتها، على اعتبارهم الفئة المحركة للمجتمع ومصدر ازدهار الأوطان وتقدمها، بالإضافة إلى نشر مفهوم الوسطية والاعتدال وتقبل الآخر واحترام الاختلافات، من خلال إتاحة الفرصة لهم لتقديم أفكارهم ولاستعراض جهودهم وتجاربهم الفكرية والإبداعية بلغة عصرية مشتركة بينهم.

وأوضح أن هذا المؤتمر يحمل في طياته جهوداً جبارة، جاءت ثمارها في الأوراق التي أعدها بكل اقتدار طلاب وطالبات من نخبة طلبة وطالبات جامعات البحرين، تحت إشراف أساتذة أجلاء، وتناقش التطرّف من عدة أبعاد، والتي نأمل في أن تحصد ثمارها عاجلاً أو آجلاً، وان نرى عوائدها في مجتمعنا ووطننا الحبيب.

كما اشكر كافة القائمين على هذا المؤتمر من مركز عيسى الثقافي، مشيداً بتعاون كل من جامعة البحرين والجامعة الأهلية والجامعة الملكية للبنات وجامعة العلوم التطبيقية وجامعة المملكة وكلية البحرين التقنية "بوليتكنك البحرين" والأكاديمية الملكية للشرطة ومؤسسة المبرة الخليفية، وشركة سوفرين على أدوارهم الفاعلة والمتكاملة التي أسفرت عن ولادة هذا الجمع المبارك.

من جهة أخرى، أكد رئيس جامعة البحرين رياض حمزة أن انعقاد هذا المؤتمر في هذا الصرح العلمي لمركز عيسى الثقافي هو دعوة لاهتمام الجامعات في مملكة البحرين لحماية أجيالها من خطر التطرف الفكري والذي استشرى على خريطة الوطن العربي ليحصد الأخضر واليابس، ويجعل الدول العربية تعاني من انعكاسات خطيرة على عدد من بنياتها الاجتماعية ما يستوجب ان تتداعى جميع المؤسسات الأكاديمية لدرء هذه الاخطار وحماية أجيالها من خطر هذا التطرّف للحفاظ على الذاتية الثقافية للمجتمعات العربية، لذلك جاء هذا المؤتمر كباكورة تعاون بين مركز عيسى الثقافي وجامعة البحرين وجميع الجامعات لدرء هذا الخطر.

وأضاف حمزة أنه اذا كان التطرّف في جوهره حركة في اتجاه مخالفة القيم الاجتماعية والقانونية والأخلاقية يتجاوز مداها الحدود التي وصلت اليها هذه القمم بينما نجد الجامعات بتكوينها الأكاديمي تتمثل وظيفتها الاساسية في تقديم المعرفة في الاستجابة للاحتياجات الفعالة والأساسية لتنمية المجتمع، وقوانينه واخلاقة من خطر هذا التجاوز فيما يعرف بالتطرف الفكري.

كما أكد رئيس جامعة البحرين أن نشر مفهوم الوسطية والاعتدال وتقبل الآخر واحترام الاختلافات، فضلا عن المناداة بالحرية الأكاديمية في مجال البحث العلمي ومقارعة الحجة بالحجة للارتقاء بالمعرفة في المجتمعات هو ما تدأب الجامعات على ممارسته ضمن تقاليدها الأكاديمية، منوهاً إلى أنه من الطبيعي أن تكون الجامعات هي من أقدر مؤسسات المجتمع على محاربة التطرّف بشتى أشكاله، إذ إن الجامعة وليدة بيئتها والجامعة تعكس مجتمعها.

وأوضح أن الجامعة تلعب دوراً اكاديميّاً في حماية طلبتها من خطر التطرّف الفكري سواء من خلال الوسطية في مناهجها وفي مقررات العلوم الانسانية التي تدرس في كليات الآداب والحقوق فضلاً عن مقرري التاريخ الحديث والمواطنة ومقرر حقوق الانسان كمقررين ضمن المقررات الإجبارية لجميع طلبة الجامعة او من خلال الأنشطة اللاصفية الطلابية والتي تتيح للطلبة ممارسة أنشطتهم الثقافية والاجتماعية في جو الانفتاح على مختلف الفئات والمشارب بما يعوّد الطالب على تقبل الآخر واحترام الاختلافات، مشددا على ان مشاركة جامعة البحرين في هذا المؤتمر تعد فرصة لبناء الشخصية الجامعية لطلبتها وتفجيراً لطاقات الطلبة الثقافية والفكرية من خلال مساهمتهم في هذا المؤتمر الذي يستضيف نخبة متميزة من شباب الجامعات في البحرين.

بعدها ألقى رئيس الجامعة الأهلية منصور العالي كلمة ذكر فيها أن هذا المؤتمر يعد انطلاقة هامة، وجاء في وقت يحتاجه الجميع للأخذ بيد الشباب والشابات ليأخذوا زمام المبادرة في تقديم حلول يعجز عنها الأكاديميون والسياسيون وعلماء الاجتماع وأرباب الاعمال ورجال القانون؛ وذلك ليقفوا ضد التطرّف.

وأضاف العالي أن انعقاد هذا المؤتمر وجهود مركز عيسى الثقافي في تنظيم مثل هذه الفعالية يأتي ضمن البصمة الاجتماعية والثقافية الواضحة التي يضعها المركز في توجيه الفكر الاجتماعي والثقافي.

وأكد العالي أنه قد حان الوقت الى سن ووضع القوانين والتشريعات اللازمة من قبل الهيئات الدولية لمنع اية قناة من ان تدخل الى اي بلد الا بعد حصولها على الترخيص لذلك البلد في وقت انتشرت فيه قنوات الفتن والتطرف التي تبث سمومها في المجتمعات العربية وفي نفوس الشباب.

كما دعا الى فتح المجال للشباب للابداع والمشاركة في الأنشطة وشغل أوقات الفراغ والمشاركة في مختلف النوادي سواء الفنون او المسرح او المناظرة وتغيير المناهج بحيث تركز على جوانب الابداع والفكر الحر وتشجيع الشباب على تقبل الآخرين، مؤكدا أن أمن الوطن هو خير للجميع وان الاختلاف هو سر الاتفاق.

بعدها بدأت أولى جلسات المؤتمر والتي أدارها حسين ضيف وتحدثت فيها الطالبة فاطمة القلاف عن التطرّف الفكري وأسبابه وطرق القضاء عليه، وتحدث فيها أيضاً الطالب حسين جباري عن رؤية فولتير، كما شاركت فيها الطالبة ابتسام عمر عن الغلو والتطرف كما شاركت الطالبة إسراء العرادي عن التطرّف كمشكلة عالمية.

اما الجلسة الثانية فأدارها أبوبكر زهر وتحدث فيها الطالب حمد الماجد عن الاعلام والتطرف، وتحدثت فيها الطالبة فاطمة الشروقي عن الاعلام وتضخيم الأحداث، بالاضافة الى الطالبة فاطمة البلوشي التي تحدثت عن دور الاعلام الإيجابي كما تطرق الطالب أحمد بن خالد آل خليفة عن السلاح الجديد للتطرف.

وَمِمَّا يجدر ذكره أن المؤتمر يتناول أربعة محاور رئيسة، هي أولاً: نشأة واسباب وآثار ومخاطر التطرف، ثانيًا: التطرف من منظور فكري وقانوني وديني واجتماعي، ثالثًا: الإعلام والتطرف، رابعًا: حماية وتحصين النشء والشباب والمجتمع من التطرف.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً