العدد 5016 - الثلثاء 31 مايو 2016م الموافق 24 شعبان 1437هـ

اقتصاديون يدعون من المنامة لتبني ضريبة الدخل وتنويع المصادر لمواجهة تقلبات سعر النفط

دول المنطقة لم تتعلم الدروس طوال قرن

الحضور في ملتقى «انخفاض أسعار النفط وتأثيره على اقتصاديات مجلس التعاون»
الحضور في ملتقى «انخفاض أسعار النفط وتأثيره على اقتصاديات مجلس التعاون»

دعا أساتذة اقتصاد على هامش ملتقى عقد في المنامة، البحرين ودول المنطقة إلى تبني سياسية تنويع اقتصادي تتناسب هياكلها الاقتصادية والبنيوية إلى جانب تطبيق نظام لضريبة الدخل بدلاً من ضرائب القيمة المضافة.

ورأى بروفيسور الاقتصاد في الجامعة الأهلية عامر الربيعي أن دول المنطقة لا تتعلم من الدروس والعبر طوال تاريخ النفط الممتد لقرابة القرن الواحد «أزمة النفط ليست الأولى أو الوحيدة فخلال الـ 100 سنة الأخيرة لم تستطع الدول العربية أخذ الدروس».

وقال الربيعي على هامش ملتقى «انخفاض أسعار النفط وتأثيره على اقتصاديات مجلس التعاون»: «اليوم يتحدثون عن تنويع الدخل، أسعار النفط ليست بالأمر الجديد فالأسعار متقلبة طوال السبعين سنة الماضية» إلا أنه أعتبر أن الأسعار الحالية قد تشكل حافزاً للدول النفطية لإعادة التفكير وتبني سياسية اقتصادية أكثر تنوعاً.

واعتبر أستاذ الاقتصاد أن القطاعات المعرفية والخدمات والصناعة هي ما ينبغي على دول المنطقة العمل على تنميته في الفترة المقبلة «هذه الدول لن يكون باستطاعتها أن تستمر على النفط».

وخفف الربيعي من أهمية ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات الخمسين دولاراً «التحسن هو تحسن وقتي».

وضع البحرين أكثر صعوبة

واعتبر الربيعي أن البحرين تعد في وضع صعب مقارنة مع الدول الأخرى المعتمدة على النفط مع تضاؤل احتياطاتها النقدية ونمو الدين العام «يجب على دول الخليج تعزيز احتياطاتها النقدية والتحول من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج في القطاعات الأخرى».

وعاد أستاذ الاقتصاد ليؤكد على السياسات طويلة المدى المتعلقة بتحسين مناعة دول المنطقة إزاء تقلبات أسعار النفط، إذ أشار إلى رأيه بشأن رفع المحروقات وتقنين الدعم «أعتقد أن هذه ردة فعل بسبب هبوط أسعار النفط ولكن هل هناك استراتيجية بعيدة المدى أو متوسطة المدى لتخفيف حدة تأثير النفط».

واعترف الربيعي بصعوبة تحويل اقتصاديات دول المنطقة بعيداً عن الاعتماد عن النفط «هذا ليس بالسهل والبسيط أن نحول الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد صناعي أو معرفي، يتطلب ذلك وقتاً واستراتيجية طويلة الأمد».

«أوبك» أصبحت جزءاً من المشكلة

ودعا الربيعي إلى تحرك مشترك من دول المنطقة «دولة وحيدة لا يمكن أن تحل المشكلة، المشكلة عندما تم تأسيس «أوبك» كان بهدف حل المشكلات لكنها نجدها الآن هي المشكلة، فانخفاض أسعار النفط جاء لعدم اتخاذ قرار حازم من قبل أوبك لتحديد الإنتاج».

دعوة لنظام ضريبي

ورأى أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأهلية محمد شمسه أنه من الواجب تبني ضريبة للدخل بدلاً من ضريبة القيمة المضافة.

واعتبر شمسه أن ضريبة مردود القيمة المضافة أقل مقارنة مع ضريبة الدخل، كما أن ضريبة الدخل سيشعر بها الجميع بمن فيهم محدودو الدخل، إلا أن ضريبة الدخل قد تفرض على أصحاب الدخول المالية المرتفعة.

وأشار إلى أن تبني نظام ضريبي سيساعد دول المنطقة لملافاة الأزمة الاقتصادية «ضريبة الدخل تحقق للبحرين مورداً مالياً مستقراً يخضع للسيادة الوطنية، إذا وجدنا قانون ضريبة مرناً وإدارة كفؤة وصلاحيات للإدارة، سيمكن أن نضع ميزانية البحرين بشكل مستقر وفق حاجة الدولة».

تأثير النفط على أسواق المال

أما الباحث الاقتصادي نزار نعيم فاستعرض ورقة حول تأثير أسعار النفط على أسواق الأسهم مع دارسة حالة سوق الكويت.

وخلص نعيم إلى أن أداء سوق الكويت تأثر على مدى العشرة سنوات الماضية، فمع ارتفاع ما يقارب 1 في المئة في أسعار النفط وجد الباحث أن الأسواق ترتفع بقرابة 0.5 في المئة.

من جانبه، رحب الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية عبدالله يوسف الحواج برعاية وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا للمنتدى، مؤكداً على أن هذه الرعاية إحدى صور الدعم الكبير الذي تحظى به أنشطة وفعاليات الجامعة من الحكومة برئاسة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.

وأوضح الحواج أن هذا المنتدى يهدف إلى إشراك العلماء والأكاديميين ورجال الأعمال وصانعي السياسات، وممثلي الصناعة في مناقشة مفتوحة وبناءة حول الخيارات والسياسات والفرص والتحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي في ضوء التراجع الحالي في أسعار النفط، منوهاً إلى أن الجامعة الأهلية تسعى إلى توجيه بوصلة الاهتمام العلمي للأكاديميين المتخصصين في المجال الاقتصادي نحو مناقشة أسباب تراجع أسعار النفط، وتداعياته الاقتصادية والمالية، للانتقال إلى مرحلة تسليط الضوء على الخيارات السياسية الرئيسية للحد من تأثير انخفاض أسعار النفط، واستشراف المستقبل في هذا المجال، وبحث التعاون الإقليمي المطلوب من بين دول مجلس التعاون الخليجي في ضوء التحديات العالمية الراهنة، لاقتراح بدائل وخيارات التنمية المناسبة في عصر ما بعد النفط.

إلى ذلك، أكد رئيس الجامعة منصور العالي أن الدور الحقيقي للجامعات يتمثل في مشاركتها الفعالة في مناقشة التحديات والصعوبات التي تواجهها عجلة التنمية في مختلف المجالات، وأن الجامعة الأهلية ومن هذا المنطلق تحرص على المشاركة في مناقشة مختلف القضايا التي تهم المجتمع اقتصادية كانت أو اجتماعية أو ثقافية.

ضم الملتقى عدداً من المتحدثين في الجامعة الأهلية وجامعة برونيل البريطانية وكذلك من مجلس التنمية الاقتصادية.

العدد 5016 - الثلثاء 31 مايو 2016م الموافق 24 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:34 م

      الجواب جدا سهل والحل موجود ولا يحتاج الى هذه المؤتمرات وهذه البهرجة الاعلامية ,,, العدل هو الميزان الحقيقي لكل هذه المشاكل لان مع أختفاء العدل تظهر السرقات والفساد وتسود الرأسمالية ,, لان بدونه أي العدل والانصاف لايمكن لاي مجتمع أن ينموا ويزدهر ,,, خلاصة الكلام طبقوا شرع الله وحافظوا على المال العام ,, بعدها لن نجد الفقر ,,, لذلك نحتاج الى يوسف جديد ليكون أمينا على خزائن الارض.

    • زائر 2 | 2:23 ص

      الحلول موجودة في و من الجيوب المتخمة بالأموال و الأراضي و المداخيل التي تصب في أرصدتهم منذ أكثر من 230 سنة مضت... لتُنعِش البلاد و العباد،
      و ما جاع فقير إلا بما متع به غني
      (صدق أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب) عليه السلام

    • زائر 1 | 12:29 ص

      ما يقدرون

      اذا توجد ضريبه على الدخل. يسأل صاحب الدخل عن تمثيله في الحكومه و عن اين تذهب امواله

اقرأ ايضاً