العدد 5018 - الخميس 02 يونيو 2016م الموافق 26 شعبان 1437هـ

دور القلم الصحافي!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ما دور القلم الصحافي في ترشيد الخلاف وردم الطائفية وتقسيم المجتمع؟! ما الأسباب التي تؤدّي إلى تطرّف القلم الصحافي؟! هل هي أسباب ماديّة أم أسباب اجتماعية، أم هي مكوّن من كل ما ذكرناه؟!

نعتقد أنّ القلم الصحافي مسئول أمام المجتمع لترشيد الخلاف وردم الطائفية والتقسيم والمحاصصة، وليس دوره جلّاداً ولا قاضياً يفصل بين المجتمع البحريني، فنحن كما ذكرنا سابقاً ونكرّره مجتمع واحد ولسنا عدّة مجتمعات، وموجودون في هذه الأرض، ولدينا نفس الهوية، ونتقاسم نفس المشكلات، ونتواجد في الأزمات نفسها.

للأسف إذا حاد القلم الصحفي عن الحيادية وعن النظرة الثاقبة للمستقبل، فإنّ هذا القلم هو قلم لا فائدة منه في إصلاح المجتمع ومعالجة همومه وخلافاته، وإن كان هذا القلم يكتب بخطٍّ معتدل، فإنّه بالتأكيد سيزداد قوّة بسبب تعاطي أطراف المجتمع جميعاً معه.

إنّ الخلاف هو علاقة متنافرة بين أطراف وقابل للتحوّل، وبالتّالي فإنّ الخلاف لا يدوم سرمدياً، ولابد من علاجه عن طرق الصلح ألا وهو إيقاف العنف، وعن طريق الإصلاح ألا وهو معالجة أسباب الخلاف، والمصالحة أيضاً هي الأخرى طريق للحل بمعالجة آثار الخلاف النفسية والاجتماعية.

وبعد أن يتم الصلح والإصلاح والمصالحة نستطيع التطلّع إلى المستقبل المشرق، والمستقبل المشرق لا يتأتّى من خلال الصحافة المنفردة والمتطرّفة برأيها، بل عن طريق الصحافة المسئولة، التي تنتقد في الخير، وتعارض في الخير، وتحب الخير لجميع أطراف المجتمع.

وهناك مراحل لتقليل الخلاف والأزمة الموجودة في المجتمع، المرحلة الأولى هي التشخيص وعدم إنكار وجود أزمة أو مشكلة أو خلاف، ومن ثمّ الاستشراف، وبعدها تأتي مرحلة العلاج، وهي من أهم المراحل الانتقالية في المجتمع.

النسيج البحريني كان ومازال نسيجاً قوياً على رغم الشوائب التي تحيط به، والأقلام المتطرّفة الخبيثة تذكّرنا بحديث الرسول (ص) الذي قال فيه: (إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالح والجليس السوءِ كحامِلِ المسك ونافخِ الكِيْرِ، فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحاً طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحاً خبيثَة) أخرجه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري.

صدق رسول هذه الأمّة الذي جاء ليتمّم مكارم الأخلاق، فالأقلام الصحافية كثيرة، ولا ينجح منها من يؤجّج ويحرّض، بل ينجح من يحاول ردم الطائفية والتقسيم، ومن يحاول الإصلاح، ويزيد من المصالحة، لأنّ صفات المجتمع الصحّي وجود النقد ووجود الاختلاف، والمجتمع المريض هو الذي لا توجد فيه خلافات ولا نقد بنّاء يساعد في البناء والتقدّم والتنمية. وجمعة مباركة لكل قلم يحاول إصلاح الأمور داخل البيت البحريني، ولكل قلم يجاهد من أجل الوطن في المصالحة، ولكل قلم يساعد القيادة والشعب من أجل النهوض وترشيد الخلاف. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5018 - الخميس 02 يونيو 2016م الموافق 26 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:25 ص

      صباح الخير

      ما قل ودل أكثر الإعلام والكتاب في الخليج العربي عامه كله كذب وافتراء ونفاق وطائفيه وتغيير للواقع الكل يتغنى بها وكلما عمق القلم في تفريق و تمزيق المجتمع كلما زاد شهره وتئلق ماديا وتنناسي قوله تعالى القلم ما يسطرون

    • زائر 4 | 12:38 ص

      ليس المقال أن ترسل لقلمك العنان فتكتب كل ما يجري به فكرك ، و كل ما يعن لك من رأي في أي لحظة من عمر المقال ، بل هو كتابة واعية تنضد فيها الأفكار وفق خطة معلومة وضعها الكاتب لبيان قضيته و بلورة اطروحته . هنا بيت الداء و علة القصور عندما تجد الكاتبة كحاطب الليل !!!!!!!

    • زائر 3 | 12:23 ص

      القلم كالسيف ف يد المقاتل , ولكن الان ليس له قيمة .

    • زائر 2 | 11:43 م

      أزمة الوطن تؤرق كل بحريني وأساس حلها هو المواطن اعتماد المواطنة لأطراف الازمة الثلاثة السلطة والجمعيات الدينية قبول المواطن فيها هو البداية الصحيحة لحلحلة الازمة وإرجاع الثقة بينها وهذه هي بحد ذاتها هي المصالحة الوطنية وبعدها يهون تسوية أي خلاف ولو أخذ بعض الوقت قبول البحريني كبحريني فقط يغني عن أي شي اخر

    • زائر 1 | 11:02 م

      التموضع في خندق الطائفية وحب الذات من غير ما تستحق وقصر النظر عما تؤول اليه الكلمة من أثر في المجتمع وبالخصوص من الذين يمتلكون خاصيه الكاريزما المؤثرة . و ضحالة الثقافة التاريخية و الدينية و العرفية لمجتمع ما . كل ذلك وغيره من أسباب التطرف وعدم عقلنه القلم العربي . ... البصري

اقرأ ايضاً