أبى فريق الأهلي أن يودع الموسم من دون أن يكون له نصيب من كعكة مسابقات كرة اليد، وذلك حين عوض إخفاق خسارته لكأس الاتحاد، بالفوز بدرع الدوري العام بفوزه في المباراة النهائية بفارق هدف وحيد 26/ 25، في لقاء ارتقى منذ دقائقه الأولى إلى مستوى الطموحات، كنهائي للدوري وختام مسابقات الموسم الذي كان مختلفاً في كل شيء.

ولم يكن الفوز الأهلاوي بالسهل، حتى مع وصول الفارق في بداية الشوط الثاني إلى 6 أهداف، إذ إن باربار كان قريباً من إحراز البطولة، لولا إضاعته للفرصة قبل الأخيرة.

الشوط الأول

دخل الفريقان سريعاً إلى المباراة، بداية مثيرة وقوية على عكس المتوقع، مع المفاجأة التي أحدثها باربار في دفاعه بلعبه بدفاع ضاغط على جميع لاعبي الأهلي ومراقبة لكل لاعب، ليفاجأ لاعبو الأهلي بذلك ويفقدوا الكرة تلو الأخرى، فاستغلها باربار وعبر هجمات مرتدة سريعة «فاست بريك» لمحمود عبدالقادر وسع الفارق إلى 3/ صفر في 3 دقائق.

لكن ذلك لم يخرج لاعبي الأهلي من تركيزهم، وتمكنوا من العودة للنتيجة بسرعة من خلال تحركات اللاعبين السريعة المستغلة للثغرات الكبيرة التي يكلفها الدفاع المتقدم لباربار، لينجح في تقليص الفارق، وبسرعة أيضاً تحقيق التعادل 6/6 في الدقيقة 11.

وعمد مدرب الأهلي لإشراك حسن السماهيجي بدلاً من صادق علي الذي كان هداف الفريق في مباراتي الفريقين الأخيرتين، لاستغلال إمكانات السماهيجي في التعامل مع الدفاع المتقدم من خلال اختراقاته السريعة، التي ساهمت في هذه العودة السريعة للنتيجة، فكان السماهيجي السبب في تحقيق التعادل.

وشهدت الدقائق التالية جملة من الأخطاء الفنية من الفريقين اللذين عابهما الاستعجال ورغبتهما في التسجيل بسرعة، لدرجة أن الأهلي وقع في أخطاء مشي بالكرة 4 مرات، كما وأن باربار دخل في سلسلة من أخطاء التمرير التي كلفته خسارة النتيجة.

ولم يقدم دفاع الفريقين ما يمكن الاستناد عليه، إذ نجحت غالبية الهجمات في تحقيق نهايتها، أو يقف في وجهها حارسا الفريقين وخصوصاً صلاح عبدالجليل الذي تصدى للكثير من الكرات الباربارية، وهو ما جعل النتيجة متقاربة جداً ولا يزيد فيها الفارق إلى هدفين للأهلي 14/ 12، ليعود باربار لتقليصه.

وعندما نظم الأهلي دفاعه 5/1 متحرك نجح في توسيع الفارق إلى 3 أهداف 16/ 13 في الدقيقة 29، بل وكانت له الفرصة لإنهاء الشوط لصالحه بفارق 4 أهداف على رغم نقصه العددي، لكنه فشل في تسجيل فرصته الأخيرة، بل ولاحت لباربار الفرصة للخروج من الشوط بفارق هدفين، لكن صلاح عبدالجليل كانت له كلمة أخرى أمام محمود عبدالقادر، لينهي الأهلي الشوط الأول بفارق 3 أهداف 16/ 13.

الشوط الثاني

ومع انطلاقة الشوط الثاني استغل الأهلي النقص العددي الذي انهى به باربار الشوط الأول ونجح في توسيع الفارق بسرعة فائقة وفي ظرف الدقائق الثلاث الأولى إلى 6 أهداف 19/ 13، بفضل تألق حارسه صلاح عبدالجليل وتنظيمه الدفاعي الذي أربك لاعبي باربار في التسديد السلبي أو حتى التمرير الخاطئ، لينجح الأهلي بالاستفادة من ذلك وتوسيع الفارق.

ومع إيقاف لاعب الأهلي مهدي مدن لدقيقتين، استعاد باربار توازنه ونجح في تقليص سريع للفارق إلى 3 أهداف 19/16، مستفيداً كذلك من تصديات حارسه عيسى خلف الذي بدأ الشوط الثاني، ولم تكد صفوف الأهلي تكتمل، إلا وعاد النقص من جديد، وهذه المرة بعد طرد مباشر للاعبه مهدي مدن الذي ضرب بكوعه لاعب باربار صادق مهدي بعد احتساب الخطأ إليه، ليكلف هذا الطرد مواصلة باربار تقليص الفارق إلى هدفين فقط 20/18. هذا الوضع أجبر مدرب الأهلي التونسي محمد بوغزالة على طلب وقت مستقطع عاجل.

وظهر ثأثير الطرد على الأهلي لما لإمكانات مهدي الكبيرة وخصوصاً الدفاعية، إذ نجح باربار في المرور منه، وتقليص الفارق إلى هدف 22/21، معتمداً على الاختراق من العمق وخصوصاً ناحية علي عبدالقادر وأحمد المقابي الذي حقق هدف التعادل 22/22 بفضل اختراق آخر.

ومع تواصل التألق للحارس عيسى خلف، نجح باربار في قلب النتيجة والتقدم 23/ 22، بفضل تحركاته السريعة أمام الدفاع الأهلاوي الذي ظل ثقيلاً.

دقائق مثيرة

ولم يعد الأهلي للنتيجة إلا مع ايقاف لاعب باربار صادق مهدي لدقيقتين، ليستغل ذلك بقلب النتيجة 24/ 23، وكانت الإثارة في الدقيقتين الأخيرتين، بابار يسجل والأهلي يرد، قبل أن يضيع محمد جاسم المقابي فرصة باربار، ليعود الأهلي وبعد وقت مستقطع للتسجيل مع تبقي أقل من 30 ثانية، ولم يتمكن باربار بعدها من التسجيل، لتنتهي المباراة لصالح الأهلي بنتيجة 26/ 25.

أدار اللقاء الحكمان الدولي حسين الموت والقاري علي عيسى، وشهدت قراراتهما احتجاجات كثيرة من قبل لاعبي باربار، وخصوصاً مع احتساب هدف للأهلي في كرة احتج عليها لاعبو باربار كثيراً، وأكد عليها الحكم، واتضح عدم دخولها بحسب الإعادة التلفزيونية، وكذلك الكرة الأخيرة في المباراة التي كانت حاسمة لباربار وتلقى فيها علي عبدالقادر ضربة من يد أحد لاعبي الأهلي، ليخرج الطاقم التحكيمي وسط حراسة الشرطة بعد احتجاجات لاعبي باربار، وفيما عدا ذلك فإن الطاقم أدار اللقاء بجدارة كاملة.