العدد 5021 - الأحد 05 يونيو 2016م الموافق 30 شعبان 1437هـ

العالم يستعد لوداع محمد علي كلاي الجمعة في «لويفيل»

محمد علي كلاي
محمد علي كلاي

تتوجه أنظار العالم بأسره إلى لويفيل مسقط رأس محمد علي كلاي الذي يدفن (الجمعة) 10 يونيو/ حزيران 2016 في هذه المدينة الصغيرة، بعد مراسم تأبين وموكب جنائزي لتكريم بطل الملاكمة الاسطوري وصاحب القناعات الثابتة.

ومحمد علي كلاي الذي كان من أبرز شخصيات القرن العشرين في عالم الرياضة وخارجه، توفي مساء الجمعة عن 74 عاما بعد معركة طويلة ضد داء باركنسون. وكان محاطا بأقربائه بمن فيهم أبناؤه التسعة.

وروت واحدة من بناته هانا (السبت) في نص مؤثر اللحظات الأخيرة لوالدها. وقالت: «كل اعضائه توقفت عن العمل الواحد تلو الآخر لكن قلبه بقي يخفق. بقي يخفق 30 دقيقة. لم ير احد شيئا مماثلا من قبل». وأضافت انها «اشارة اضافية الى قوة روحه وإرادته».

وتابعت أن «قلوبنا تشعر بحزن كبير، لكننا سعداء بأن والدنا بات حرا الآن».

وأعادت الاسرة جثمان محمد علي إلى لويفيل أمس (الأحد). وقد أعلنت أنه سيدفن الجمعة المقبل في مقبرة في لويفيل في ولاية كنتاكي (وسط شرق الولايات المتحدة) بعد موكب جنائزي سيعبر مسقط رأسه ليتاح وداعه لأكبر عدد من الاشخاص.

وستنظم مراسم دينية متعددة الديانات برئاسة إمام كما طلب محمد علي نفسه، بحضور الرئيس الأميركي الاسبق بيل كلينتون، الذي سيلقي خطاب وداع الرجل الذي كان يعتبره صديقه.

وقال الرئيس باراك اوباما ان «محمد علي كلاي كان الأعظم».

وتدفق عدد كبير من هواة رياضة الملاكمة والمعجبين بمحمد علي كلاي السبت على سكتسديل في ولاية اريزونا، أمام المستشفى الذي أمضى فيه ساعاته الأخيرة، ليتركوا بطاقات خطوا عليها بضع كلمات وورودا وبالونات.

وفي كنتاكي وفي مكان غير بعيد عن المنزل الذي أمضى طفولته فيه ووضع امامه معجبوه باقات الورود، ترأس رئيس بلدية لويفيل مراسم تأبين «لرجل عمل ومبادئ» عاش في هذه المدينة وكانت خلال شبابه تشهد تمييزا بين السود والبيض.

لا مشكلة مع الفيتكونغ

أثار الاعلان عن وفاة اسطورة الملاكمة العالمي سلسلة من ردود الفعل التي أجمعت على الاشادة به. وقال بطل الملاكمة الاميركي مايك تايسون إن «الله جاء ليأخذ بطله».

كاسيوس كلاي هو حفيد عبد، وقد أصر على تعلم الملاكمة لينتقم من مجهول سرق دراجته الهوائية عندما كان طفلا.

وبسرعة اخذ يحقق بفضل قوة قبضتيه، النصر تلو الآخر وأصبح بطل دورة الالعاب الاولمبية في روما في 1960 ثم بطل العالم بحسب تصنيف الجمعية العالمية للملاكمة في 1964 بفوزه على سوني لينستون بالضربة القاضية في الجولة السابعة. وقد غير اسمه الى محمد علي بعد اعتناقه الاسلام في 1964.

غداة ذلك قرر تغيير اسمه الى كاسيوس اكس تيمنا بزعيم «المسلمين السود» مالكولم اكس. وبعد شهر اعتنق الاسلام وغير اسمه الى محمد علي.

وبعد أن اصبح بطل العالم بلا منازع في الوزن الثقيل، صدم الرجل «الاعظم»، كما كان يصف نفسه، الولايات المتحدة في 1967 برفضه اداء الخدمة العسكرية والتوجه للقتال في حرب فيتنام. وقد صرح في 17 فبراير 1966 «ليست لدي مشكلة مع الفيتكونغ» الذين كانوا يقاتلون الاميركيين.

سجن محمد علي وجرد من الألقاب التي حصل عليها ومنع من ممارسة الملاكمة لثلاث سنوات ونصف السنة بعدما أغضب غالبية الرأي العام الاميركي. لكن آخرين رأوا فيه أحد أعمدة الثقافة المضادة وبطل قضية السود الذين كانوا يناضلون من أجل المساواة في الحقوق.

مثل مارتن لوثر كينغ

أصبح محمد علي مجددا بطل العالم في 1974 بحسب تصنيف الجمعية العالمية والمجلس العالمي بفوزه بالضربة القاضية في الجولة الثامنة على جورج فورمان في ما اطلق عليه تسمية «معركة في الادغال» في كينشاسا بزائير التي اصبحت اليوم جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وخسر لقبه بالنقاط امام ليون سبينكس في 15 شباط/ فبراير 1978، ثم استعاده في 15 سبتمبر من السنة نفسها.

واعتزل في 1979، لكنه اضطر للعودة الى الحلبة بعد سنتين في سن التاسعة والثلاثين بسبب إساءته ادارة ثروته. وفي اكتوبر 1981 مني بهزيمة ساحقة امام مواطنه لاري هولمز الذي كان اقوى منه بكثير. كما هزم في السنة نفسها امام تريفور بيربيك وكانت تلك آخر مباراة يخوضها.

وتوقف كلاي عن اللعب نهائيا بعد 56 فوزا في 61 مباراة بينها 22 في بطولة للعالم و37 بالضربة الفنية القاضية.

وفي 1996، بدا مريضا وأضعفه داء باركينسون في حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية في اتلانتا. وفي 2005، منح وسام الحرية الرئاسي وهو ارفع وسام مدني في الولايات المتحدة.

وقد أصبح ظهوره بشكل علني نادرا تدريجيا. وكان آخر تجمع عام شارك فيه في فينيكس عشاء لجمع تبرعات لابحاث مكافحة داء باركينسون. وقال في 1987: «الله اصابني بمرض باركينسون؛ لأرى انني لست سوى مجرد رجل مثل الآخرين ولدي نقاط ضعف مثل الجميع».

العدد 5021 - الأحد 05 يونيو 2016م الموافق 30 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً