العدد 5022 - الإثنين 06 يونيو 2016م الموافق 30 شعبان 1437هـ

«بيئيو المعامير» في احتفال يوم البيئة: أهالي القرية يعانون من الملوثات الصناعية

استشاري جراحة الدماغ والأعصاب طه الدرازي
استشاري جراحة الدماغ والأعصاب طه الدرازي

العدلية - محرر الشئون المحلية 

06 يونيو 2016

وجه المشاركون في فعالية «لنتنفس معًا» بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الموافق للخامس من يونيو من كل عام، رسالةً إلى المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان والبيئة جون نوكس، شملت معاناة أهالي المعامير من حجم التلوث الذي يهدد القرية منذ سنين.

وجاء في الرسالة التي كانت ضمن فقرات الاحتفال بيوم البيئة العالمي مساء الأحد (5 يونيو/ حزيران 2016) بمقر الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان بالعدلية، جاء فيها أن المعامير من أكثر المدن تلوثًا وفق التقارير الدولية، وهي محاطة بالملوثات الصناعية، ما يلزم التحرك السريع لانقاذها من هذا الوضع، فعلى سبيل المثال، هناك 600 من الطلبة يتعرضون للسموم يوميًا.

وركزت الفعالية التي نظمها بيئيو المعامير بالتعاون مع الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، على مشاركة العالم في إحياء يوم البيئة العالمي وتوضيح المخاطر المحيطة بالبيئة، والمساهمة في تعريف المجتمع المدني بالإجراءات الشعبية للحفاظ عليها، وهذا ما أكده رئيس الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان أحمد الحجيري، الذي تناول إلقاء الضوء على بعض الاتفاقيات والقرارات الدولية، لكنه شدد على أن هناك تهربًا من جانب الدول، وبخاصة الصناعية الكبرى؛ لكونها المسبب الأساسي لتدمير البيئة والتسبب في الفيضانات والأعاصير والكوارث البيئية، فيما شدد رئيس الجمعية البحرينية للشفافية السيدشرف الموسوي في كلمته أن الأضرار الواقعة على البيئة وعلى الثروة النباتية والحيوانية والبحرية لها أضرارها على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتدهور الصحة العامة.

وأشار إلى أن المصانع والمشاريع الصناعية ترمي المخلفات في مناطق كسترة والمعامير وغيرها من المناطق القريبة من المشاريع، وكذلك مخلفات السفن وأطنان من الملوثات ترمى في البحر والبر وأخرى في الهواء، مذكرًا بما سببه الدفان البحري الجائر على البيئة البحرية، ومع أن الدولة اتخذت بعض الاجراءات والمبادرات الجيدة لكنها ليست كافية، إذ لم يقابلها معالجة للمشكلات البيئية وإلزام مصادر التلويث بالنظم والضوابط.

وقدمت صفاء الخواجة كلمةً ممثلةً عن مركز البحرين لحقوق الإنسان تناولت فيها حق 7 مليارات إنسان يعيشون على كوكب الأرض في أن يحلموا بالعيش في بيئة نظيفة يتنفس فيها الإنسان، موضحةً أن بعض مناطق البحرين تعاني من كوارث بيئية وعلى رأسها المعامير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية ضمن أكثر مناطق تلوث الهواء (وجاءت مدينة حمد أكثر تلوثًا في الهواء من المعامير)، وأن هذه الكوارث البيئية تعاني منها مناطق أخرى كسترة والحد وغيرها من المناطق القريبة من المنشآت الصناعية والمشاريع، وناشدت المجلس الأعلى للبيئة للعمل على إيقاف التجاوزات الضارة بالبيئة واصدار التشريعات التي تحمي البحرين من التلوث.

وتطرق استشاري جراحة الدماغ والأعصاب طه الدرازي في كلمته إلى أثر الملوثات على السكان، لا سيما تلوث المناطق، وخصوصًا في المنطقة الجنوبية من البلاد بنفايات وسموم الكثير من المنشآت، بعضها يرمى في البحر والبعض الآخر يدفن تحت الأرض، مؤكدًا على أن الملوثات تلك تؤثر على صحة الإنسان وتتسبب في: أمراض الجهاز التنفسي، السرطانات، الجهاز الهضمي، وتأثيرات أخرى على الجلد والكلى، علاوةً على التشوهات الخلقية بسبب الملوثات، كما حدث في فترة غزو الكويت بالتسعينات وإصابة بعض الأجنة بالتشوهات.

وقبل ختام الفعالية بأغنية بيئية للناشط البيئي محمد جواد، رئيس لجنة (بيئيو المعامير)، تحدث عضو اللجنة الناشط جاسم حسين، فأشار إلى أن القلق يتزايد يومًا بعد يوم من الانتهاكات البيئية التي تتعرض لها المعامير، فتلك القرية محاطة بنحو 130 منشأة صناعية تطلق سمومها، وما حالات السرطان والتشوهات في منطقة المعامير ومحيطها إلا شاهد على ذلك.

وقال إن المعامير، وعلى الرغم من قربها من أنابيب النفط، إلا أنها الأكثر سوءًا من ناحية الخدمات، وبدأت مشاكلها منذ إنشاء معمل التكرير واستشرت في السبعينات بين الأهالي وإدارة شركة بابكو، وفي العام 2005 نتجت حادثة غاز المعامير الشهيرة، وأدى ذلك إلى تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق وأصدرت توصياتها، لكن لم يتم تنفيذ تلك التوصيات.

وأشاد بصندوق المعامير ونادي المعامير والأهالي والداعمين في إيصال معاناة أهالي القرية، كما هو الحال مع كل المناطق البحرينية التي تعاني من مشكلات التلوث، حتى أنه بعد ورود اسم المعامير ضمن المدن الأكثر تلوثًا، لكن مع شديد الأسف لم يصدر من المجلس الأعلى للبيئة أي توضيح، مختتمًا بالقول أن الجهود ستتواصل من جانب (بيئيو المعامير) بتنفيذ الفعاليات والأنشطة التي تحمل مضمون الدفاع عن البيئة.

العدد 5022 - الإثنين 06 يونيو 2016م الموافق 30 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً