العدد 5026 - الجمعة 10 يونيو 2016م الموافق 05 رمضان 1437هـ

كأس أوروبا 2016 رهان ضخم بمكاسب محدودة لهولاند

جعل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من استضافة كأس أوروبا 2016 لكرة القدم رهانا مهما قد لا يعود عليه بربح كبير بل ربما بخسارة وسط الاحتجاجات الاجتماعية العارمة في البلاد، فيما يرى خبراء انه لن يفيده في الانتخابات الرئاسية 2017.

هذه البطولة هي الحدث الكبير الأخير الذي ينظم في البلاد قبل الانتخابات في ربيع 2017، وانطلقت وسط التوتر الناجم عن هاجس الاعتداءات واحتجاجات اجتماعية وإضرابات لا تبدو أنها ستخبت قريبا.

كما أن الرئيس الاشتراكي الذي يهوى كرة القدم افتتح البطولة فيما وصلت شعبيته أدنى مستوياتها. لذلك تتوالى التساؤلات حول احتمالات نهوضه بثبات مستفيدا من بطولة ينجح في تجنيبها تبعات الأزمة الاجتماعية أو حتى من فوز أو سجل جيد لمنتخب فرنسا. لكن أغلبية الخبراء يشككون في ذلك.

قال المحلل السياسي غاييل سليمان من مؤسسة اودوكسا للاستطلاعات "كلا، بالطبع لا، ليس واردا على الإطلاق! لدينا رئيس شعبيته سيئة جدا. لا يمكن لفرنسوا هولاند أن يحصد مكاسب تذكر". أضاف "هذه المكاسب لن تتغير مع بطولة أوروبا، لكن التحدي الكبير هو ألا تنهار شعبيته بالكامل بسبب البطولة".

كما صرح المؤرخ الرياضي بول ديستشي "إذا تواصلت التحركات الاجتماعية والمشاكل المختلفة والإرهاب، حتى لو فازت فرنسا بكأس أوروبا فلن يعود ذلك الا بمكاسب ضئيلة على فرنسوا هولاند". وأوضح "ستسري البهجة بالطبع، لكنها عابرة، كالكرز والربيع. الفرنسيون أذكياء كفاية لأدراك الفرق بين هذه الفترة القصيرة والحياة اليومية".

بعد ثمانية أشهر على الاعتداءات الجهادية في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 في باريس (130 قتيلا، مئات الجرحى) بات سيناريو وقوع اعتداء آخر في أثناء بطولة أوروبا كابوسا يقض المضاجع.

لكن ما يبدو أكثر ضررا هو الاحتجاجات الاجتماعية الرافضة لإصلاح قانون العمل التي تخللتها منذ انطلاقها في مارس/ آذار أعمال عنف وإضرابات وقطع طرقات توالت في الأسابيع الأخيرة وما زالت مستمرة.

تقصير لن يغتفر - "لن يغفر لفرنسوا هولاند تقصيره بعدما بدأت النفايات تتكدس في الشوارع وانقطعت حركة القطارات".

في الواقع أشار عدد من الاستطلاعات مؤخرا إلى رفض أغلبية الفرنسيين (54 في المئة) استمرار الإضرابات والتظاهرات، لكن حوالي 60 في المئة اعتبروا هولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس مسئولين عن الوضع.

وينوي الرئيس الفرنسي حضور جميع مباريات منتخب فرنسا في الدور الأول من البطولة. فصورة الرئيس اليميني السابق جاك شيراك وقميص المنتخب الأزرق على كتفيه في أثناء كاس العالم 1998 لا تزال في الاذهان، لا سيما وان فوز فرنسا على أرضها تزامن مع انتعاش شعبية الرئيس السابق ورئيس وزرائه الاشتراكي ليونيل جوسبان.

لكن الخبراء يذكرون بان تحسن شعبية الحكومة آنذاك بدا قبل انطلاق البطولة في انعكاس لانتعاش اقتصادي.

قبل أسبوع المح هولاند في زيارة إلى لاعبي المنتخب الفرنسي إلى انتخابات 2017 الرئاسية. وقال انه في المسابقات "لا شيء مضمونا مسبقا"، مشيرا إلى تفضيل "الدخلاء" غالبا على "الأوفر حظا".

كما لم ينس الوصف الذي التصق به قبل عام على انتخابه: "السيد 3 في المئة"، النسبة التي نالها في الاستطلاعات قبل الانتخابات التمهيدية الاشتراكية التي هيمن عليها آنذاك المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان.

لكن الرئيس سيضطر إلى رفض "عرض خدمات" اللاعب السابق في نادي باري سان جيرمان زلاتان ابراهيموفيتش، على ما أفاد المتحدث باسم الحكومة ستيفان لوفول متهكما الأربعاء. ففي مقابلة مع صحيفة لو موند أكد النجم السويدي المعتاد على التصريحات الاستفزازية قدرته على "إعادة الشعبية" إلى الرئيس الفرنسي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً