العدد 5028 - الأحد 12 يونيو 2016م الموافق 07 رمضان 1437هـ

جيل «ماحسينا بالجوع والعطش».. نوم إلى وقت الفطور!

الوسط – محرر المنوعات 

تحديث: 12 مايو 2017

رغم أن معظم الناس يدركون مكانة شهر رمضان عن سائر الشهور وأنه شهر عبادة وتقرب إلى الله عز وجل بفعل الطاعات وترك المنكرات والقيام بالعبادات المشروعة فيه على أكمل وجه كقيام الليل وقراءة القرآن وتدبر معانيه والصدقة وصلة الرحم والعطف على الفقراء والمساكين، إلا أن طبيعة الحياة الاجتماعية المعاصرة اليوم تجعلهم في كثير من الأحيان يلهون عن الطاعات ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الرياض" السعودية اليوم الإثنين (13 يونيو / حزيران 2016).

فتجد بعضهم يعكف معظم الوقت على شبكات التواصل الاجتماعي، تويتر، الفيس بوك، الواتس اب، السناب شات في متابعة أمور لا طائل منها سوى إضاعة الوقت وتفويت الفرصة بينما البعض منهم يشغل نفسه في تتبع القنوات الفضائية التي تتسابق على عرض المسلسلات في رمضان وكذلك المسابقات الرمضانية التي تتسابق عليها أيضاً القنوات الفضائية وربما يمر رمضان ويمضي وهو لم يقم بزيارة أحد من أقاربه أو يتواصل معه.

كما لوحظ في السنوات الأخيرة الإسراف العجيب وغير الطبيعي في أصناف المأكولات وأنواع المشروبات التي تشهدها الموائد الرمضانية والتي يتغير معها السلوك الغذائي بشكل سلبي وخطير، ولعل تصدر السناب شات قائمة التواصل الاجتماعي وخصوصاً من جانب النساء تجعل من البذخ والإسراف سمة اجتماعية في هذا الشهر الفضيل.

"الرياض" تستطلع رأي بعض المختصين لمعرفة أبرز ما يشهده الشهر الفضيل اليوم من عادات وكيفية التعاطي معها.

عادات جديدة

ويؤكد استشاري علم نفس وسلوكيات أسرية ، ماجد قنش - أن المظاهر الروحانية التي هي من خصائص شهر رمضان واعتاد الناس عليها منذ قرون بدأت تتلاشى أمام واقعنا المؤسف في ظل المظاهر السلبية التي باتت من سمات هذا العصر الذي كثرت فيه وسائل اللهو والترفيه وتعددت فيه أيضاً المحفزات على التباهي والمفاخرة فكل هذه الأشياء كان لها أثر نفسي وسلوكي على التصرفات العامة في أوساط المجتمع، وفقدنا من خلالها العادات الطيبة والجميلة التي أرساها لنا رمضان ومنها على سبيل المثال وليس الحصر صلة الرحم والتعاون بين الجيران وحب الخير للجميع ومسامرة أهل الحي في فناء المنازل وفي باحات المساجد، وحلت مكان هذه الأشياء الجميلة ظواهر سلبية نتجت عنها العزلة والحساسية المفرطة إلى جانب التصرفات الممقوتة كالحسد والغيبة والنميمة، وتفشَّت بين البعض في رمضان في السنوات الأخيرة ظاهرة في غاية السوء وهي الكسل وكثرة النوم وقلة العمل، وكأنه شهر الكسل والخمول لا شهر الجدّ والنشاط.

ثورة تكنولوجية

وقال عطاالله الشمري - إعلامي -: إن الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي عموماً أبرز ما أفرزه العالم الجديد ووصل إلينا في المنطقة العربية والمملكة خصوصا وهذا بالطبع أثر على سلوكياتنا ليس فحسب وإنما في سائر أيامنا والسبب برأيي لأن الإنترنت تسبب في حالة إدمان على معرفة الآراء الشخصية للناس ومتابعة الأحداث الشخصية لهم، ماذا فعلوا؟ أو ماذا قالوا اليوم؟ وهذه الوسائل عندما تساهلنا فيها ومع مرور الوقت تسببت للبعض في الجلوس على هذه الشبكات لأكثر من أربع ساعات، وبالتالي أخذت وقتا كان يمكن أن يكون للعبادة في شهر رمضان، وإذا اردنا معرفة حجم الإدمان على الشبكة العالمية، ننظر إلى عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة والذي بلغ بحسب هيئة الاتصالات السعودية إلى 22 مليون مستخدم في عام 2015م.

 

أنماط خاطئة

من جهتها أكدت د. مها عجيب -استشارية تغذية علاجية- أن للصيام فوائد صحية كثيرة منها تنقية الجسم من السموم وتقوية المناعة وتنشيط العمليات الحيوية بالجسم، ولكن الأنماط الغذائية الخاطئة مثل تناول عدد زائد من الوجبات، والنوم بعد تناول الوجبات مباشرة في شهر رمضان قد يسبب أضرارا صحية عديدة كعسر الهضم والانتفاخ وزيادة الوزن والأمراض المزمنة، وتناول السكريات والعصائر المحلاة بالسكر والدهون والمقليات بكميات زائدة عن حاجة الجسم قد يجعل احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة عالية جداً ويسبب السمنة وزيادة الوزن، وكذلك يزيد من احتمالية حدوث أمراض القلب والشرايين.

احتياجات رمضانية

وحول ما يتعلق بالتوازن بين النوم والعبادات في رمضان وتنظيم أوقات النوم بينت د.مها أن الجسم يحتاج إلى ساعات نوم تتراوح من 6 إلى 8 ساعات للشخص البالغ حتى يقوم بوظائفه الحيوية بصورة سليمة، وفي شهر رمضان يختل توازن النوم وقتاً وزمناً مما يؤثر بصورة سلبية على صحتنا، ولذلك يجب الموازنة ما بين احتياجات الجسم وبين العبادات فيمكننا أخذ زمن من الليل للتعبد والتهجد بما لا يؤثر سلباً على صحتناً وترك زمن كاف للنوم ليلاً، حتى نترك مجالا لكل هرمونات الجسم للتوازن ولتفرز بصورة طبيعية وتحفز التمثيل الغذائي والنمو والمحافظة على التوازن الكيميائي في اجسامنا ونستعيض عن نقص ساعات النوم الليلية بنوم نهاري مع المحافظة على أن تكون معظم ساعات النوم ليلاً مثلاً النوم 5 ساعات ليلاً ومن 2إلى3 ساعات نهاراً.

وحذرت د.مها من المكوث أمام التلفاز لفترات طويلة أوقات السهر في ظل المغريات من البرامج الرمضانية المعتادة التي تتسابق عليها القنوات الفضائية في رمضان، مضيفة أن التعرض للإضاءة القوية والسهر والجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة يتسبب في ضعف البصر وزيادة مشاكل ضعف عضلات العيون وضعف التركيز والذاكرة وزيادة قابلية تعرضنا للضغوطات النفسية وأيضاً يقلل من الراحة وعمق النوم نهاراً.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً