العدد 5030 - الثلثاء 14 يونيو 2016م الموافق 09 رمضان 1437هـ

مقتل شرطيين فرنسيين في «عمل إرهابي جديد» تبناه «داعش»

شرطة مكافحة الشغب الفرنسية توقع بأحد المتظاهرين - reuters
شرطة مكافحة الشغب الفرنسية توقع بأحد المتظاهرين - reuters

طعن مهاجم بايع تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» قائدا بالشرطة الفرنسية حتى الموت أمام منزله قبل أن يقتل رفيقته وهي شرطية أيضاً في هجوم وصفته الحكومة الفرنسية بأنه «عمل إرهابي خسيس».

واحتجز المهاجم ويدعى العروسي عبد الله (25 عاماً) ابنهما البالغ من العمر ثلاثة أعوام رهينة في هجوم ليل الإثنين. ولم يصب الطفل أذى لكنه كان مصدوماً بعد أن اقتحمت قوات خاصة من الشرطة المنزل وقتلت المهاجم.

وقال مدعي باريس فرانسوا مولان إن عبد الله ولد في فرنسا وهو من أصول مغربية وسجن العام 2013 لمساعدته إسلاميين متشددين على السفر إلى باكستان وكان تحت مراقبة أجهزة الأمن وشمل ذلك التنصت على اتصالاته الهاتفية وقت الهجوم.

وأضاف مولان في مؤتمر صحافي أن المهاجم أبلغ مفاوضي الشرطة خلال الحصار بأنه استجاب لدعوة زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي «بقتل الفاسقين في ديارهم هم وعائلاتهم».

ومضى مولان قائلاً «كان القاتل مسلماً متديناً وكان صائماً شهر رمضان وقبل ثلاثة أسابيع بايع... أبو بكر البغدادي».

وعثرت الشرطة على سكين ملطخ بالدماء في موقع الهجوم إلى جانب قائمة بأهداف أخرى محتملة تشمل مغني راب وصحافيين ورجال شرطة.

ووقع الهجوم في وقت تعيش فيه فرنسا حالة تأهب قصوى بسبب استضافتها لبطولة أوروبا لكرة القدم التي بدأت يوم الجمعة. وفرضت الحكومة حالة الطوارئ في فرنسا في أعقاب هجمات باريس التي شنها مسلحون ومفجرون تابعون لتنظيم «داعش» في نوفمبر/ تشرين الثاني وقتل فيها 130 شخصاً.

وصور المهاجم جزءاً من الهجوم بكاميرا فيديو وبثه بشكل مباشر على موقع «فيسبوك» وفقاً لما ذكره ديفيد تومسون وهو صحافي متخصص في شئون المتشددين الإسلاميين. وربط المهاجم في رسالته على موقع التواصل الاجتماعي بين الهجوم وبطولة أوروبا لكرة القدم التي تستضيفها فرنسا حالياً وقال «بطولة أوروبا ستكون مقبرة».

وسدد المهاجم الذي قالت الشرطة ومصادر قضائية عدة طعنات للقائد بالشرطة الذي كان يبلغ من العمر 42 عاماً في معدته مساء الإثنين.

وبعد ذلك تحصن في المنزل بضاحية ماينانفيل الواقعة على بعد 60 كيلومتراً غربي باريس واحتجز رفيقة الرجل جيسيكا شنايدر البالغة 36 عاماً وابنهما رهينتين.

وأعلن تنظيم «داعش»الدولة مسئوليته عن الهجوم. وقالت إذاعة «البيان» التابعة للتنظيم على الإنترنت «مكن الله تعالى أحد جنود الخلافة في مدينة ليميرو بالقرب باريس من قتل نائب رئيس مركز الشرطة وزوجته طعناً بالسكين ولله الحمد والمنة».

وإذا تأكدت مسئولية التنظيم عن الهجوم فسيصبح هذا أول هجوم لمتشددين على الأراضي الفرنسية منذ الهجمات التي استهدفت مقاهي ومطاعم وقاعة حفلات وملعباً لكرة القدم في باريس في نوفمبر.

وقال وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف بعد اجتماع طارئ للحكومة «ارتكب عمل إرهابي خسيس أمس في ماينانفيل».

وبعدها زار الوزير بلدية ليميرو حيث كان يعمل القائد بالشرطة.

وقال الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند إن الهجوم «عمل إرهابي لا يمكن إنكاره» مضيفاً أن التهديد الإرهابي في فرنسا كبير جداً.

وفتشت الشرطة منزل عبد الله وأماكن أخرى أمس الثلثاء (14 يونيو/ حزيران 2016) واحتجزت ثلاثة أشخاص مقربين منه لاستجوابهم.

وبدأت تظهر تفاصيل عن المهاجم. فوفقاً لوثائق لمحكمة فرساي ولد عبد الله في بلدة مولون القريبة وعاش في مانت لا جولي حيث أسس مطعماً للوجبات السريعة في أبريل/ نيسان.

وصدر عليه حكم بالسجن لثلاث سنوات في 2013 لمساعدته متشددين إسلاميين على السفر إلى باكستان. وقال مصدر مطلع على التحقيق إن اسمه ورد في تحقيق منفصل يجرى حالياً بشأن شخص سافر إلى سورية لكنه لم يعتبر مصدر تهديد.

وكتب الصحافي، ديفيد تومسون -المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية المتشددة والذي يعمل في راديو (إر.إف.آي)- على «تويتر» قائلاً إن عبد الله صور نفسه بالفيديو في موقع الهجوم ونشر التسجيل على موقع «فيسبوك».

وأضاف أن عبد الله قال بينما كان الطفل يقف خلفه «لا أعرف بعد ماذا سأفعل معه».

وجاء إعلان تنظيم «داعش» مسئوليته عن الهجوم بعد يوم واحد من إعلان التنظيم المتشدد مسئوليته عن إطلاق النار في ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية والذي قتل فيه 49 شخصاً.

يأتي ذلك في ما وقعت مواجهات عنيفة أمس (الثلثاء) في باريس عندما قام مئات الملثمين برشق عناصر الشرطة بكل ما وصلت إليه أيديهم، على هامش تظاهرة ضمت عشرات آلاف الأشخاص احتجاجاً على إصلاح قانون العمل ما أسفر عن 26 جريحاً.

وتشهد فرنسا تظاهرات وحركة احتجاجات واسعة ضد إصلاح قانون العمل منذ مارس/ آذار الماضي، وغالباً ما تتخلل هذه التحركات مواجهات مع قوات الأمن التي هي أصلاً في حالة جهوزية خوفاً من اعتداءات إرهابية، على غرار ما حصل الإثنين.

وأعلنت السلطات الفرنسية أن 26 شخصاً أصيبوا بجروح بينهم ستة متظاهرين و20 من عناصر الأمن خلال صدامات عنيفة وقعت خلال تظاهرة باريس.

وتم توقيف 16 شخصاً خلال هذه التظاهرة.

وقالت الشرطة إن «مئات الملثمين» اصطدموا مع الشرطة بعيد انطلاق التظاهرة وأطلقوا باتجاه عناصرها الحجارة وغيرها. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريقهم.

العدد 5030 - الثلثاء 14 يونيو 2016م الموافق 09 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً