العدد 5030 - الثلثاء 14 يونيو 2016م الموافق 09 رمضان 1437هـ

النجاح والمستقبل!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أوّلاً نبارك لأبنائنا الذين تخرّجوا من مرحلة الثانوية العامّة، ونبارك للمتميّزين تميّزهم، وأيّاً كانت الدرجات، فالنجاح ليس سهلاً بالتأكيد، بل هو ثمرة تعب وشقاء وجهد منقطع النظير، واليوم ينتظر أبناؤنا المستقبل على أحرّ من الجمر، منهم من سيواصل دراسته، ومنهم من سيتوجّه إلى سوق العمل.

ننصح أبناءنا أن يواصلوا الدراسة الجامعية وألاّ يتوجّهوا الى سوق العمل من دون الدراسة، فقد تكون الحاجة هي سبب التوجّه إلى سوق العمل، ولكن لتطوير الذات لابُدّ من مواصلة الدراسة والمثابرة عليها.

الدراسة الجامعية هي من أهم مقوّمات المجتمع المتقدّم، وتصوّروا لو قمنا بخطّة قامت بها المملكة العربية السعودية حفظها الله، خطّة ابتعاث الطلبة من 90 في المئة وصاعداً إلى شتّى بقاع الأرض، ماذا سيحدث للخرّيجين؟!

بالطّبع سيحدث الكثير وسيتعرّف أبناؤنا على ثقافات الآخرين، ولن يتعصّبوا لسياسة ولا لاستغلال ديني واضح وضوح الشمس، وسنجني طاقات بشرية يرقى بها المجتمع، وبالتّالي سنبني البحرين مرّة أخرى.

هذه الخطوة لا يجب أن تكون من قبل وزارة التربية والتعليم فقط، بل يجب أن تكون من جميع مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والتجّار؛ فالتجّار لهم دور كبير في عملية التنوير والابتعاث إلى الخارج، وهناك جامعات مقيّدة في وزارة التربية والتعليم يستطيع التجّار الرجوع إليها لكي يبتعثوا أبناؤنا الطلبة.

عملية الهدم بسيطة جدّا، حكر العقول وعدم اطّلاعها على الثقافات الأخرى، وعدم الاهتمام بالبحث العلمي الذي يتقدّم به المجتمع، وبالتّالي انهيار المجتمع على المستوى الديني المتعصّب والسياسي الشديد والاقتصادي والاجتماعي، فتنهار القيم وتبدأ التكتّلات والخوف من الآخر، ومن ثمّ نزرع عدم الثقة بيننا.

أمّا البناء فإنّه صعب جدّاً، ويحتاج إلى مدّة طويلة ودراسة استراتيجية بعيدة المدى، حتى نحقّق الحلم الذي ننشهده في بناء الطاقات البشرية، التي ستعود على الجميع بالخير والنماء، وذلك لا يتأتّى من مكان واحد أو جهة واحدة، بل هي مسئولية جماعية تقع على عاتقنا، وأوّل المسئولية تقع على التجّار.

قد نشدّد على أهمّية تعاون التجّار في بناء الدولة، ذلك أنّهم لديهم القدرة على تمويل المشاريع التي تخدم الدولة، وأوّل المشاريع هي مشاريع الاستفادة من العقول البشرية، وفي البحرين بالذّات لدينا الكثير من العقول النيّرة التي نستطيع الاستفادة منها.

أبناؤنا الطلبة لا تتخاذلوا ولا تتكاسلوا عن طلب العلم، ولو في اليابان، فلقد قرأنا في الصحف المحلّية دعم وزارة التربية والتعليم للمنح في اليابان، وفتح الأبواب من أجل التقديم لها، فتوجّهوا إلى العلم أينما كان ولا تضعوا الصعوبات والعراقيل.

أيضاً أولياء الأمور كونوا سنداً لأبنائكم، ولا تحدّدوا وجودهم الجغرافي، ففي الخارج سيتعلم الأبناء ثقافات أخرى، وسيطّلعون على ما لم يطّلعوا عليه وهم في بيتهم الأوّل البحرين، ولا تخافوا من البُعد، ففي البُعد مصلحة في بعض الأحيان، ونبارك لكم مرّة أخرى نجاح أبنائنا في كل شبر من البحرين الحبيبة، هذه الأيام هي أيام فرح ومباركة لا تُنسى أبداً أبداً.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5030 - الثلثاء 14 يونيو 2016م الموافق 09 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:36 م

      واسطات تلعب دور

      ابناء يتعبون في الدراسة و يتحصلون على معدلات تفوق ٩٠٪ . لكن لا يحصلون على بعثات و منح واذ حصلوا على بعثة تكون الرغبة الاخيرة .محسوبيات في البلاد في كل شي

    • زائر 3 | 6:22 ص

      ابنائنا وبناتنا الله يحفضهم يتعبون ويدرسون ويتفوقون واخيرا لايوجد اليهم وظائف خسارة على بلادى توظف الاجنبي وتتخلى عن المواطن المشتكى لله

    • زائر 2 | 2:30 ص

      شكرا للاستاذة مريم وانا من المتتابعين لمواضيعش الحلوة ذو فائدة وانشاء اللةتحذو مملكتنا الحبيبة ومؤسساتها الحكومية والمجتمعية حذو المملكة العربية السعودية والالتفات لابنائها لخلق اجيال وشعب متعلم مثقف لكى يبنى وطنة

    • زائر 1 | 2:03 ص

      من وين الفلوس عشان اندخل عيالنا الجامعة؟!! كل الوزارات وجهات العمل تطلب إن يكون المتقدم للوظيفة جامعي !! من وين وشلون فهمونا؟؟؟!!

اقرأ ايضاً