العدد 5031 - الأربعاء 15 يونيو 2016م الموافق 10 رمضان 1437هـ

كيري يحذر روسيا والأسد من عدم احترام وقف الأعمال القتالية في سورية

عائلة فرت من قرية قرب منبج السورية جراء الاشتباكات  - reuters
عائلة فرت من قرية قرب منبج السورية جراء الاشتباكات - reuters

حذّر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أمس الأربعاء (15 يونيو/ حزيران 2016) روسيا والرئيس السوري بشار الأسد من مغبة عدم احترام وقف الأعمال القتالية، في وقت تسببت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة وبينها «جبهة النصرة» بمقتل العشرات من الطرفين جنوب حلب.

وقال كيري إثر لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارة إلى النرويج «على روسيا أن تفهم أن صبرنا ليس بلا حدود. وفي الواقع هو محدود جداً في ما يتعلق بمعرفة ما إذا كان الأسد سيوضع أمام مسئولياته أم لا» على صعيد الالتزام بوقف الأعمال القتالية.

وأضاف أن الولايات المتحدة «مستعدة أيضاً لمحاسبة عناصر من المعارضة» ممن يشتبه بارتكابهم انتهاكات أو الذين «يواصلون المعارك في انتهاك لوقف إطلاق النار».

واعترف كيري بأنه «تبين أن وقف الأعمال القتالية هش ومهدد ومن الحيوي إرساء هدنة حقيقية» مضيفاً «ندرك هذا الأمر وليس لدينا أي أوهام».

وأكد أن الولايات المتحدة تعمل على اتفاق لإحياء وقف إطلاق النار وتأمل التوصل إليه في الأسبوعين المقبلين، ما سيسرع وتيرة إيصال المساعدات الإنسانية إلى مئات آلاف المدنيين المحاصرين في سورية.

وقال كيري «لن أطلق أي وعد يلزمني، لكن مباحثاتي مع (الوزير الإيراني) ظريف تجعلني أعتقد أن هناك سبلاً للتوصل إلى ذلك».

اتهام بـ «الانحياز»

وتعليقاً على أداء الأمم المتحدة في ملف المساعدات إلى المناطق المحاصرة، اتهمت 55 منظمة سورية قريبة من المعارضة أو محسوبة عليها بينها الدفاع المدني والشبكة السورية لحقوق الإنسان والمجالس المحلية في بلدات ومدن عدة، المنظمة الدولية بـ «الانحياز» إلى النظام السوري في عملية إيصال المساعدات.

وقالت في تقرير أعدته حملة «من أجل سورية» نشر أمس (الأربعاء)، «اختيار المنظمة الدولية تقديم التعاون مع الحكومة السورية كأولوية مطلقة على ما سواه».

ويستند التقرير إلى شهادات موظفين حاليين وسابقين في الأمم المتحدة وعاملي إغاثة وناشطين معارضين ومدنيين محاصرين في مناطق عدة في سورية.

وورد في التقرير «اختارت الأمم المتحدة الامتثال للقيود المفروضة من قبل الحكومة السورية على نشاطاتها وعملياتها على الأرض. وكنتيجة لذلك، درجت في الأمم المتحدة ثقافة الخضوع في التعاطي مع الحكومة».

ورداً على الاتهامات، شدد منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في سورية، يعقوب الحلو على أن الأمم المتحدة «لا تساعد السوريين بناءً على مكان وجودهم ولكننا نساعد السوريين وفق الحاجة». وأوضح أن إرسال قافلة مساعدات إلى منطقة محاصرة من دون الموافقة اللازمة من السلطات أشبه بـ «مهمة انتحارية للعاملين في المجال الإنساني».

وأقر بأن الحكومة «عرقلت» إيصال المساعدات إلى بعض المناطق المحاصرة لكنه سأل «هل علينا نتيجة ذلك أن نترك (المحاصرين) الآخرين عرضة للجوع؟».

وبحسب الأمم المتحدة، يعيش نحو 592,700 شخص في مناطق محاصرة في سورية.

معارك جنوب حلب

وفي حلب، أدى قصف جوي إلى إصابة مستشفى تدعمه منظمة أطباء العالم غير الحكومية، لكنه لم يسفر عن ضحايا.

وقالت المنظمة إن «مستشفى عمر بن عبد العزيز، الواقع في شرق حلب والمدعوم من منظمة أطباء العالم تعرض للتدمير».

وأكد مراسل «فرانس برس» في حلب أن المستشفى هو بين الأهم في شرق حلب لكنه أوضح أن الغارة الجوية استهدفت مبنى يبعد عشرة أمتار عن المستشفى الذي لحقت به أضرار طفيفة، ومن المفترض أن يستأنف عمله في غضون يومين بعد إجراء التصليحات.

ميدانياً، تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة وجبهة «النصرة» والفصائل المقاتلة المتحالفة معها من جهة أخرى في ريف حلب الجنوبي، تسببت بمقتل أكثر من سبعين مقاتلاً من الجانبين منذ الثلثاء وإصابة العشرات بجروح، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتمكنت قوات النظام بدعم جوي مكثف من الطيران الروسي وسلاح الجو السوري من استعادة السيطرة على بلدتي خلصة وزيتان في ريف حلب الجنوبي بعد ساعات من سيطرة «جبهة النصرة» والفصائل عليهما.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أن بلدة خلصة تحظى «بموقع استراتيجي، إذ تقع على تلة تشرف على طريق إمداد لقوات النظام ينطلق من جنوب حلب ويربط مطار النيرب العسكري بمناطق سيطرة قوات النظام في غرب حلب».

ونقلت صحيفة «الوطن» السورية في عددها أمس (الأربعاء) أنه «بعد تدخلها بشكل خجول خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، عاودت المقاتلات الروسية مهامها بقوة في حلب باستهداف مواقع جبهة النصرة والميليشيات المتحالفة معها».

على جبهة أخرى، أفاد المرصد بقصف كثيف تعرضت له مواقع تنظيم «داعش» في مدينة منبج شمال شرق حلب، جراء قصف للتحالف الدولي بقيادة واشنطن على مواقع المتطرفين في غرب المدينة وقصف لقوات سورية الديمقراطية على مواقع التنظيم في شرق المدينة.

وبدأت هذه القوات هجوماً في المنطقة نهاية الشهر الماضي وتمكنت من تطويق منبج وقطع طرق إمداد الإرهابيين إلى مناطق أخرى تحت سيطرتهم وباتجاه الحدود التركية.

العدد 5031 - الأربعاء 15 يونيو 2016م الموافق 10 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً