صرح قائد كبير في الشرطة العراقية بأن الإعلان عن تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم «داعش» بات «وشيكاً».

وقال قائد الشرطة الاتحادية، الفريق الركن رائد شاكر جودت في تصريح صحافي: «إن القوات العراقية تتقدم بسرعة من أربعة محاور للوصول إلى المجمعات الحكومية وسط الفلوجة وتحريرها من «داعش»، وسط انهيار كبير للتنظيم وفراره إلى مناطق غربي المدينة، وخاصة في منطقتي الحلابسة والبو علوان».

على صعيد آخر، قال محققون من الأمم المتحدة، إن تنظيم «داعش» يرتكب إبادة جماعية ضد الإيزيديين في سورية والعراق في مسعى لإفناء هذه الجماعة الدينية العرقية.

الأمم المتحدة: «داعش» يرتكب إبادة جماعية ضد الإيزيديين

ضابط عراقي: تحرير الفلوجة من «داعش» بات وشيكاً

جنيف، بغداد - رويترز، د ب أ

صرح قائد كبير في الشرطة العراقية بأن تحرير الفلوجة من داعش بات وشيكاً وأن الإعلان عن تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم «داعش» بات «وشيكاً».

وقال قائد الشرطة الاتحادية، الفريق الركن رائد شاكر جودت في تصريح صحافي: ان القوات العراقية تتقدم بسرعة من أربعة محاور للوصول إلى المجمعات الحكومية وسط الفلوجة وتحريرها من داعش، وسط انهيار كبير للتنظيم وفراره إلى مناطق غربي المدينة، وخاصة في منطقتي الحلابسة والبو علوان».

وأوضح أن «العمليات العسكرية لهذا اليوم (أمس) أسفرت عن تدمير 70 هدفاً لداعش، شملت مقرات وطرق إمدادات من محاور الجنوب الشرقي للمدينة، فضلاً عن تضييق الخناق على داعش وسط الفلوجة، وتدمير 15 سيارة مفخخة وقتل العشرات من عناصر التنظيم».

وذكر الضابط العراقي أن «القوات العراقية تمكنت من تحرير مناطق الخضراء والرسالة وجبيل وسدة الفلوجة والشقق السكنية وناظم تقسيم الفلوجة والشهداء الثانية وشارع 60 ومحطة الصرف الصحي ومعمل غاز الفلوجة والجسر الثاني في محور جنوب الفلوجة والطالعة وبستان التكريتي».

على صعيد آخر، قال محققون من الأمم المتحدة أمس (الخميس) إن تنظيم «داعش» يرتكب إبادة جماعية ضد الإيزيديين في سورية والعراق في مسعى لإفناء هذه الجماعة الدينية العرقية التي تضم 400 ألف شخص من خلال القتل والاستعباد الجنسي وجرائم أخرى.

ومثل هذا التصنيف -وهو نادر بموجب القانون الدولي- يمثل أول حالة إبادة جماعية معترف بها من جانب جماعة بدلاً من دولة أو ميليشيات تتصرف نيابة عن دول.

وجاء في التقرير الذي استند إلى مقابلات مع عشرات الناجين أن مقاتلي تنظيم «داعش» يأسرون بشكل منهجي الإيزيديين في العراق وسورية منذ أغسطس/ آب 2014 سعياً «لمحو هويتهم» في إطار حملة تنضوي تحت تعريف الجرائم الواردة في ميثاق الإبادة الجماعية الموقع العام 1948.

وأكّد التقرير أن «الإبادة الجماعية للإيزيديين مستمرة».

ويحدد التقرير الذي يقع في 40 صفحة ويحمل عنوان «جاءوا ليدمروا: جرائم تنظيم الدولة الإسلامية ضد الإيزيديين» تحليلاً قانونياً لنوايا التنظيم وأفعاله التي تهدف إلى محو المجموعة التي تتحدث الكردية والتي يعتبر المتشددون أفرادها كفرة.

وقال رئيس لجنة التحقيق، باولو بينهيرو في إفادة صحافية إن «جرائم الإبادة الجماعية يجب أن تدفع لأفعال أكثر حزماً على المستوى السياسي بما يشمل مجلس الأمن».

وتابع قوله «مر عامان تقريباً على الهجوم على جبل سنجار ولم يتم شيء لإنقاذ هؤلاء الناس». وكان يشير إلى قلب المنطقة التي يعيش فيها الإيزيديون في شمال العراق والتي اجتاحها تنظيم «داعش» في أغسطس/ آب 2014.

وقال العضو في اللجنة، فيتيت مونتاربورن إنهم حصلوا على «معلومات مفصلة عن الأماكن والانتهاكات وأسماء الجناة» وبدأوا بتبادلها مع عدد من السلطات المحلية التي تقاضي المقاتلين الأجانب.

وحث المحققون المستقلون الأربعة الدول الكبرى على إنقاذ 3200 امرأة وطفل على الأقل ما زالوا قيد الاحتجاز لدى تنظيم «داعش» ولإحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية من أجل ملاحقتهم قضائياً.

وقال المحققون إن على العراق وسورية واجباً لمنع ومعاقبة وملاحقة مرتكبي الإبادة الجماعية لأنهما من البلدان الموقعة على الميثاق.

ومن بين ضحايا الإبادة الجماعية في التاريخ الأرمن العام 1915 واليهود خلال محرقة النازي والتوتسي في رواندا العام 1994 والبوسنيون المسلمون في سربرنيتشا في 1995.

وقالت المحققة كارلا ديل بونتي «لم يخفِ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نيته إفناء إيزيديي سنجار وهذا أحد العوامل التي أتاحت لنا استنتاج أن أفعالهم ترقى إلى الإبادة الجماعية».

وأضافت «بالطبع نحن نعتبر هذا بمثابة خريطة طريق للملاحقة القضائية... الملاحقة القضائية المستقبلية».

وتابعت قولها إن الدول الخمس الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن - بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة - اتفقت على ضرورة محاربة «داعش»: «لذا ينبغي ألا تكون هناك مشكلة في اتخاذ قرار بالملاحقة».

وقتل تنظيم «داعش» وأسر واستعبد بشكل منهجي آلاف الإيزيديين عندما احتل منطقة سنجار في شمال العراق في أغسطس 2014.

وذكر التقرير أنه عثر على ما لا يقل عن 30 قبراً جماعياً الأمر الذي فجر دعوات لمزيد من التحقيقات.

ويقول التقرير إن الإيزيديات تعاملن على أنهن «إماء» في سوق العبيد بالرقة وحمص وأماكن أخرى وتباع بعضهن إلى عائلاتهن مرة أخرى مقابل مبالغ تتراوح بين عشرة آلاف و40 ألف دولار بعد الأسر والاغتصاب المتكرر.

وأضاف التقرير أن المتشددين بدأوا يقيمون مزادات لبيع العبيد على الإنترنت باستخدام تطبيق تلجراف المشفر لتوزيع صور الأسيرات الإيزيديات من النساء والفتيات «مع ذكر تفاصيل عن أعمارهن وحالتهن الاجتماعية وأسعارهن».

وأضاف «لم تتعرض أي جماعة دينية في المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم (داعش) في سورية والعراق إلى الإفناء الذي عانى منه الإيزيديون».

وقال التقرير «إن مقياس الفظائع التي ارتكبت وطبيعتها العامة وحقيقة استهداف الضحايا عن عمد وبشكل ممنهج جراء انتمائهم إلى جماعة معينة في مقابل استبعاد أفراد من جماعات أخرى كانت عوامل أخرى تمكنت اللجنة من خلالها من استنتاج نية ارتكاب الإبادة الجماعية».