العدد 5032 - الخميس 16 يونيو 2016م الموافق 11 رمضان 1437هـ

قصف جوي على مدينة حلب يهدد الهدنة بعد ساعات على سريانها

الحكومة السورية: المعارضون استخدموا «مواد سامة»

انفجار ضخم سببه قصف جوي على مدينة منبج السورية - reuters
انفجار ضخم سببه قصف جوي على مدينة منبج السورية - reuters

تعرضت هدنة جديدة في مدينة حلب السورية للانتهاك بعد ظهر أمس الخميس (16 يونيو/ حزيران 2016) إثر قصف جوي استهدف الأحياء الشرقية، بعد ساعات على إعلان روسيا، أبرز حلفاء دمشق، وقفاً لإطلاق النار مدته 48 ساعة.

وأفاد مراسل لـ «فرانس برس» في شرق حلب عن غارات وقصف بالبراميل المتفجرة بعد ظهر أمس على أحياء عدة في المدينة، بعد هدوء استمر منذ ساعات الصباح.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان شن «قوات النظام غارات على أحياء عدة بينها قاضي عسكر والسكري وباب النيرب».

وبمبادرة من موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية دخول «نظام تهدئة حيز التنفيذ في حلب لمدة 48 ساعة... بهدف خفض مستوى العنف المسلح وتهدئة الوضع» من دون تحديد الجهة التي ناقشت معها موسكو القرار.

وفي دمشق، أعرب مصدر سوري قريب من النظام عن الاستياء إزاء القرار الروسي.

وقال لوكالة «فرانس برس»: «الأمر ذاته يتكرر، ففي كل مرة يتقدم فيها الجيش شمال مدينة حلب ويقترب من تطويق المدينة، تتدخل روسيا لإقرار وقف لإطلاق النار بالتوافق مع الأميركيين» مضيفاً «من الواضح أن موسكو لا تريد لنا أن نستعيد حلب».

وكانت الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل بحكم المحاصرة منذ مطلع الشهر الجاري مع استهداف قوات النظام أي حركة على طريق الكاستيلو، وهي طريق الإمداد الوحيدة المتبقية لهذه الأحياء نحو مناطق تحت سيطرة الفصائل في ريف حلب الغربي.

وتستهدف قوات النظام بالبراميل المتفجرة والصواريخ الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل فيما تطلق الفصائل عشرات القذائف على الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام.

استراحة لـ «القتلة»

وبحسب مراسل «فرانس برس»، تمكن السكان في الأحياء الشرقية في ساعات الصباح من الخروج إلى الأسواق لشراء مستلزمات الإفطار مستغلين الهدوء الذي لم تعرفه المدينة منذ أسبوعين على الأقل.

وجاء الإعلان الروسي عن تطبيق الهدنة بعد ساعات على تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من مغبة عدم احترام وقف الأعمال القتالية وتأكيده أن «على روسيا أن تفهم أن صبرنا ليس بلا حدود».

ولم يعلن أي طرف انهيار الهدنة بالكامل رغم سقوط 300 قتيل خلال أسبوعين في حلب بعد نحو شهرين على تطبيقها، ما دفع راعيي الاتفاق، الولايات المتحدة وروسيا، إلى الضغط من أجل فرض اتفاقات تهدئة، ما لبثت أن سقطت بدورها.

ورأى المرصد السوري من جهته أن «الهدنة المؤقتة لساعات، ليست من أجل التوقف عن إراقة دماء المدنيين وارتكاب المجازر بحقهم، إنما هي بمثابة استراحة للقتلة ومرتكبي المجازر بحق أبناء مدينة حلب والشعب السوري قبل استئناف ارتكابهم لجرائمهم».

ويتوقع محللون ألا تصمد هذه الهدنة أكثر من سابقاتها في غياب أي جهد حقيقي لإعادة إطلاق مفاوضات السلام المجمدة في الوقت الراهن.

هدنة «صورية»

ويقول مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، كريم بيطار لوكالة «فرانس برس»: «يشكك السوريون بشكل متزايد في فعالية هذه الهدن المؤقتة التي باتت تبدو مصطنعة وعقيمة شأنها شأن جلسات التفاوض التي تعلق عليها الآمال في كل مرة قبل أن تثير الخيبات».

ويضيف «يبدو أننا مجدداً أمام وقف إطلاق نار صوري لا تدعمه أي عملية سياسية حقيقية».

وتزامن سريان وقف الأعمال القتالية نهاية فبراير/ شباط مع مفاوضات غير مباشرة بين النظام السوري والمعارضة في الأمم المتحدة في جنيف. وجرت منذ يناير/ كانون الثاني ثلاث جولات إلا أنها لم تحقق أي تقدم. ولم يحدد الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا أي موعد لجلسة جديدة جراء التباعد الكبير في وجهات النظر.

وأقر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف على هامش منتدى روسيا الاقتصادي في سان بطرسبرغ أمس (الخميس) بأنه «لا تقدم في العملية السياسية... ولم تتسن إعادة إطلاق الحوار السياسي بين جميع الأطراف».

وحمّل الأميركيين مسئولية عرقلة الحوار السياسي معتبراً أن واشنطن «لا تتمكن أو لا تريد الضغط على حلفائها في المنطقة» في إشارة إلى الدول الداعمة للمعارضة لا سيما السعودية وتركيا.

وانعكس جمود مفاوضات جنيف والتصعيد العسكري سلباً على إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة قبل أن توافق دمشق الأسبوع الماضي على إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة مستثنية حي الوعر في مدينة حمص (وسط) ومدينة الزبداني بريف دمشق.

لكن الأمم المتحدة أعلنت أمس موافقة دمشق على نقل مساعدات إلى حي الوعر الذي لم تدخله أي قافلة «منذ أكثر من ثلاثة أشهر».

ويعد حي الوعر آخر نقطة تحت سيطرة الفصائل في مدينة حمص، وتم التوصل أواخر العام 2015 إلى اتفاق لإخراج المقاتلين منه مقابل فك الحصار من دون أن يتم استكمال تنفيذه.

وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، ينس لاركي لوكالة «فرانس برس» إن الأمم المتحدة مستعدة لإدخال قافلة بعد الحصول على «إذن» دمشق.

ويقيم وفق الأمم المتحدة نحو 600 ألف سوري في مناطق محاصرة في سورية.

من جهة أخرى، أقر المدير العام لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جون برينان أمس (الخميس) بأن تنظيم «داعش» يحتفظ بقدراته على «شن هجمات إرهابية» في العالم رغم جهود التحالف الدولي ضد المتطرفين.

في سورية، رفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية أمس أسعار المحروقات وتحديداً البنزين الذي ازداد سعر الليتر الواحد منه بنسبة أربعين في المئة تقريباً، وفق وكالة الأنباء الرسمية «سانا».

وفي تطور أخر، قالت وسائل إعلام رسمية في سورية أمس (الخميس) إن المعارضين استخدموا «مواد سامة» ضد القوات السورية المتمركزة إلى الشرق من دمشق الأربعاء دون تحديد نوع المادة الكيماوية المستخدمة.

وقال متحدث باسم «جيش الإسلام» المعارض في المنطقة إن الحكومة تكذب.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر عسكري تأكيده أن «التنظيمات الإرهابية استهدفت مساء أمس بالمواد السامة إحدى نقاط الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية بريف دمشق» مضيفاً أن المعتدين استخدموا «المواد السامة ذات التأثير العصبي ما أدى إلى إصابة عدد من العناصر باختناقات ومضاعفات تنفسية».

وعرضت وسائل إعلام حكومية لقطات لجنود يرتدون أقنعة أوكسجين لمساعدتهم في التنفس أثناء تلقيهم إسعافات أولية من زملائهم.

وقال جندي للتلفزيون الرسمي إنهم يعانون صعوبة في التنفس وعدم القدرة على الحركة.

وقال جندي آخر أثناء سؤاله بأحد المستشفيات إن «قنبلة دخان» سقطت عليهم فبدأ يشعر بتلك الأعراض.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان - الذي يراقب الصراع السوري الذي يدخل عامه السادس - إنه لا تتوفر لديه أي معلومات بشأن تلك التقارير.

العدد 5032 - الخميس 16 يونيو 2016م الموافق 11 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً