العدد 5040 - الجمعة 24 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1437هـ

حي الأعمال في لندن في صدمة بعد قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي

مشهد لحي المال والأعمال في لندن أمس - AFP
مشهد لحي المال والأعمال في لندن أمس - AFP

خيّمت الصدمة على حي المال والأعمال في لندن إثر الاستفتاء الذي أيد فيه البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي، في نتيجة وصفها ديفيد الذي يعمل في الأسواق المالية بالعاصمة البريطانية بأنها «كارثة لعينة».

وكان المسئولون في حي «سيتي» بلندن حذروا قبل الاستفتاء من أن الأوساط المالية البريطانية ستخسر الكثير في حال الخروج من الاتحاد الأوروبي، مبدين مخاوفهم من عاصفة مالية، ولافتين على المدى البعيد إلى احتمال أن تخسر المصارف البريطانية قسماً من حقوق الدخول إلى السوق المالية الأوروبية.

وقال ديفيد الأربعيني بوجوم: «إنها كارثة مطلقة. غالبية البريطانيين لم تكن لديهم أية فكرة عما يصوتون عليه. والآن، كل الذين يملكون منزلاً، أو معاشاً تقاعدياً، أو كانوا يعتزمون القيام برحلة إلى الخارج، باتوا أكثر فقراً بكثير».

وتراجع الجنيه الإسترليني بنحو 12 في المئة مقابل الدولار و8 في المئة مقابل اليورو بعد ورود المعلومات الأولية التي أفادت بانتصار مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما هبطت بورصة لندن بأكثر من 7 في المئة في أولى المبادلات صباح أمس (الجمعة).

وكان العاملون في حي «سيتي» وفي «كناري وارف»، حي الإعمال والمصارف الآخر الحديث في لندن، استعدوا لقضاء الليل بكامله في مراكز عملهم تحسبا لأي احتمال، وأكدت الوقائع صحة تقديراتهم، فأمضوا ساعات الليل أمام شاشاتهم العملاقة، مطلقين أوامر على الهاتف لبيع أسهم وسندات.

عشر سنوات من الغموض

وقال المسئول في مؤسسة «إي تي اكس كابيتال» المالية ديفيد بابييه (34 عاماً): «إن الجنون يسيطر هنا، إنه حمام دم، مجزرة»، مقراً بأنه يعيش «لحظة تاريخية».

وكانت الأسواق توقعت بصورة إجمالية بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، ما يبرر إحباط الموظفين الذين التقتهم وكالة فرانس برس صباح أمس (الجمعة).

وقال الموظف الخمسيني مايك تومسون الذي التقته «فرانس برس» في الشارع في وقت كانت الحركة لاتزال خفيفة في ساعات الصباح الأولى: «ستتأتى عن ذلك فوضى كبيرة، إنني قلق جداً. والآن قد تحصل اسكتلندا على استقلالها في غضون سنتين».

وفي الصباح الباكر كان معظم العاملين في حي المال والأعمال يسرعون للوصول إلى مكاتبهم حيث سيقضون يوماً طويلاً وشاقاً، واكتفى العديد منهم بالقول: «عذراً، لا وقت» رداً على أسئلة الصحافيين.

غير أن وندي المحامية توقفت دقيقة لتبدي قلقها وهي تخرج من سيارة أجرة، وقالت: «ستكون هناك بعض الأضرار المالية التي لم تكن في حسبان الناس. الخدمات المالية هي التي توجه اقتصاد لندن، واقتصاد لندن هو الذي يوجه الاقتصاد البريطاني، وبالتالي فإن ذلك سيؤثر للأسف على الجميع».

وهي تخشى أن تعمد بروكسل إلى جعل البريطانيين «يدفعون ثمن» قرارهم الانفصال عن الاتحاد.

وكان الذهول يهيمن على العاصمة البريطانية، وبدا سكانها وكأنهم مازالوا يأملون أن يستفيقوا من كابوس.

وقال فيليب الموظف الأربعيني في مكتب محاماة: «الأمر غريب، يبعث صدمة. من الجنون أن نستيقظ على وضع كهذا، إنه يطرح الكثير من الأسئلة حول اسكتلندا والاقتصاد»، مضيفاً «لا ندري ما سيحصل للسنوات العشر المقبلة».

العدد 5040 - الجمعة 24 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً