العدد 5040 - الجمعة 24 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1437هـ

القطان: العشر الأواخر من رمضان «زمن الربح»...والدعاء فيها «سيف فتك» الكرب

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

الجفير - محرر الشئون المحلية 

24 يونيو 2016

رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بمثابة «زمن الربح»، داعياً إلى استثمارها في الدعاء فإنها «سيف فتك» الكرب والخطر.

القطان، وفي خطبته يوم أمس الجمعة (24 يونيو/ حزيران 2016)، قال: «إن أمة الإسلام اليوم في كرب شديد، وضائقة عظيمة، وشدة كبيرة، تمر بأصعب مراحلها وأشق أيامها، تكالبت عليها الأمم، وتداعت عليها الدول، وتآمر عليها الأعداء من كل مكان، أجمعوا كيدهم وأمرهم عليها».

ووصف العشر الأواخر بأنها «زمن الربح، وفي تلك الليالي تقضى الحوائج، فعلِّقوا حوائجكم بالله العظيم، فالدعاء من أجلِّ العبادات وأشرفها، والله لا يخيب من دعاه».

وأشار إلى أن «الكرب في ازدياد، والخطر في اشتعال، والمكر في اجتهاد، وليس لها من دون الله كاشفة، وإن من أمضى الأسلحة، وأقوى أسباب الدفاع، وأحدّ سيوف الفتك هو الدعاء، فليس لنا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، فيجب علينا كثرة الدعاء، واللجوء إلى الله تعالى مع البعد عن موانع الإجابة. ولنعلم أن الله تعالى مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وإذا كان الله معنا فلو اجتمعت أمم الأرض بأمضى أسلحتها، وأحدث آلاتها، فإن النصر حليفنا، والتوفيق نصيبنا».

وأكد أن «أمتنا اليوم بحاجة شديدة إلى الدعاء، خاصة لأولئك المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها الذين تسلط عليهم الأعداء والطغاة والصهاينة والكفرة والجبابرة والمستكبرون، فساموهم سوء العذاب والنكال، وقتلوا رجالهم وشبابهم وأطفالهم ونساءهم، فالله الله أن تلحوا بالدعاء، وتتحروا أوقات الإجابة بالدعاء لهم، والدعاء بنصرهم وتثبيتهم على عدوهم».

ولفت إلى أن «شأن الدعاء عجيب وعظيم، وهذا أقل ما نقدمه لإخواننا أن نواسيهم بدعائنا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. فاحرصوا على الدعاء لأنفسكم، وأولادكم وأزواجكم ووالديكم وإخوانكم ووطنكم وولاة أموركم وللمسلمين جميعاً، احرصوا على اغتنام هذه العشر، بالطاعة والعبادة والأعمال الصالحة، وأروا الله تعالى من أنفسكم خيراً، فلربما جاهد العبدُ نفسه في هذه الأيام القلائل، فقبل الله تعالى منه، وكتب له سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وهي تمرُّ على المجتهدين واللاهين سواء بسواء؛ لكن أعمالهم تختلف، كما أن المدون في صحائفهم يختلف، فلا يغرنكم الشيطان فتضيع هذه الأيام كما ضاعت مثيلاتها من قبل».

وأوضح القطان أن «الدعاء دليل إيمان العبد وقوة يقينه بالله تبارك وتعالى. وإن الدعاء كغيره من العبادات، له آداب وشروط وموانع تمنع من حصول أثره».

وذكر بعض الآداب المتعلقة بالدعاء، وهي: «أولاً: ليعلم المسلم والمسلمة أن الدعاء شرعه الله تعالى ليعلم عباده أنهم مفتقرون إليه، محتاجون إلى رحمته وفضله ومنته سبحانه، فإذا صادف الدعاء خشوعاً في القلب، وانكساراً بين يدي الرب، وافتقاراً إليه وتضرعاً ورقة، كان له عظيم الأثر والنفع. ثانياً: من آداب الدعاء، التماس سنة النبي (ص) في الدعاء، فلقد كان عليه الصلاة والسلام، يثني على ربه في الدعاء. ثالثاً: من الأمور المؤثرة في الدعاء، طيب المطعم! نعم طيب المطعم. رابعاً: الإلحاح في الدعاء وعدم استعجال الإجابة، وليعلم المسلم أنه رابح في جميع الحالات، فإما إجابة الدعاء، أو دفع السوء والبلاء، أو ادخارها عند الرب الكريم الواسع العطاء. خامساً: اغتنم أيها المسلم، أوقات إجابة الدعاء، في الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبة، وآخر ساعة بعد العصر يوم الجمعة، وفي شهر رمضان وفي الأوتار من لياليه وفي ليلة القدر خاصة، وغيرها من الأوقات الفاضلة».

وقال: «عندما تنزل الحاجة بالعبد، فإنه ينزلها بأهلها الذين يقضونها، وحاجات العباد لا تنتهي، يسألون قضاءها المخلوقين؛ فيجابون تارة ويردون أخرى، وقد يعجز من أنزلت به الحاجة عن قضائها، لكن العباد يغفلون عن سؤال من يقضي الحاجات كلها؛ بل لا تقضى حاجة دونه، ولا يعجزه شيء، غني عن العالمين وهم مفتقرون إليه، إليه ترفع الشكوى، وهو منتهى كل نجوى، خزائنه ملأى، لا تغيضها نفقة».

وأردف أن «هذا غنى الله، وهذا عطاؤه، وهذه خزائنه، يعطي العطاء الكثير، ويجود في هذا الشهر العظيم، لكن أين السائلون؟! وأين من يحولون حاجاتهم من المخلوقين إلى الخالق؟! أين من طرقوا الأبواب فأوصدت دونهم؟! وأين من سألوا المخلوقين فرُدوا؟! أين هم؟!».

وقال: «نحن في أيام الدعاء، وإن كان الدعاء في كل وقت؛ لكنه في هذه الأيام العشر الأخيرة من رمضان أشد تأكيداً؛ لشرف الزمان، وكثرة القيام، فاجتهدوا في هذه الأيام الفاضلة؛ إذ فيها ليلة القدر، لو أحيا العبد السنة كلها من أجل إدراكها لما كان ذلك غريباً أو كثيراً؛ لشرفها وفضلها، فكيف لا يُصبِّر العبد نفسه لياليَ معدودة؟».

وختم إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، خطبته أمس، بالدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى قائلاً: اللهم احفظ بلادنا البحرين من كل سوء ومكروه، وأدم علينا نعمة الأمن والإيمان والاستقرار، وألف بين قلوبنا رعاة ورعية، وجنبنا كل ما يؤدي إلى تباعد القلوب وتباغضها، اللهم اجمع كلمتنا على الحق، وأطفئ مشاعل الفتنة، وسد مسارب الفوضى، واجعلنا صفاً واحداً على كل من أراد الشر لبلادنا».

العدد 5040 - الجمعة 24 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً