نعود كعادتنا في كل عام مع اللقاءات الرياضية الرمضانية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع باليمن والبركات.

في هذه الزاوية نحاول تسليط الضوء على أحد الرياضيين المميزين والذي ترك بصمة في الرياضة البحرينية.

لقاء اليوم خصص للاعب المنتخب والإداري السابق علاء مدارا «أنوش» الذي لعب مع فريق الأهلي (الترسانة) وفريق الفردوسي ثم عمل في إدارة المنامة وكذلك في إدارة اتحاد السلة قبل أن يبتعد عن اللعبة تماماً.

علاء مدارا يمثل الأجيال القديمة في لعبة كرة السلة البحرينية مع بداية تأسيس الاتحاد البحريني لكرة السلة وبداية المنافسات الرسمية بين الأندية وبداية تشكيل المنتخبات الوطنية لكرة السلة.

ما يميِّز مدارا أو أنوش كما يلقب كان التوثيق التاريخي الرائع الذي مازال يحتفظ به في مكتبه ويحرص على الاعتناء به سواء للصور القديمة أو قصاصات الصحف والمجسمات والكؤوس وكتيبات الاعتزال الخاصة باللاعبين وغيرها مما يمثل تاريخاً لكرة السلة البحرينية.

أنوش نظم في الفترة الأخيرة لتجمع جميل للاعبين القدامى في جيل السبعينيات، دعا من خلاله اللاعبين أو من ينوب عن المتوفين منهم إلى جانب حضور نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة في الفترة من 1975 إلى 2000 محمد المعاودة والذي عاصر هذا الجيل.

التجمع الذي تخلله عرض شريط فيديو يوثق لصور قديمة تعود لبداية ومنتصف السبعينيات، حظي بتفاعل الحضور وأعاد الذكريات القديمة لهم.

الجهود التوثيقية الفردية التي قام بها «أنوش» دفعتنا للالتقاء به في هذا اللقاء للإضاءة على فترات تاريخية مهمة في كرة السلة البحرينية مثلت البداية الحقيقية للعبة ولتشكيل الاتحاد، وأعطتنا انطباعاً مميزاً عن الجيل السابق الذي شكل انطلاق المنتخبات الوطنية.

اللقاء كان شيقاً ومميزاً مع النجم السابق علاء مدارا «أنوش» في مكتبه الهادئ والجميل في منطقة السيف، والذي حرص على حجز زاوية خاصة فيه للعبة كرة السلة صوراً وذكريات، وإليكم نص اللقاء...

قمت بجهد توثيقي كبير للعبة كرة السلة في البحرين وعقدت تجمعاً لقدامى اللاعبين والإداريين، ما الذي دفعك للقيام بذلك؟

- حقيقة مازالت الرياضة وكرة السلة تحديداً تمثل حيزاً كبيراً من حياتي وتفكيري لأن ارتباطي بها ليس ارتباطاً عادياً فهي أعطتني الكثير ومنحتني الكثير من الفرص وحققت من خلالها الكثير من الأشياء وكونت فيها الكثير من العلاقات الاجتماعية التي مازالت مستمرة إلى اليوم.

لذلك حرصت على الاحتفاظ بكل ما يرمز لتلك المرحلة من صور وذكريات وقصاصات صحف وكتيبات، وعملت على تنظيمها وأرشفتها بجهود فردية.

فكرة التجمع الأخير لقدامى اللاعبين والإداريين سعيت إليها لإعادة إحياء الذكريات لسنوات طويلة جداً، وللتأكيد على أهمية هذا الجيل المؤسس فيما وصلت له اللعبة اليوم، لأن من لا يمتلك الماضي لن يمتلك الحاضر أو المستقبل.

هذا يدفعنا للحديث معك عن تاريخ اللعبة في البلاد، وعن بداية تأسيس المنتخبات الوطنية لكرة السلة؟

- لعبة كرة السلة قديمة جداً في البحرين وتعود لأكثر من 100 عام باعتقادي، لأن هناك صوراً مثلاً لوالد نجم كرة السلة البحرينية عبدالمجيد علي «شهرام» وهو يلعب كرة السلة.

الاتحاد البحريني لكرة السلة تأسس في سنة 1975 وقبل ذلك كانت اللعبة تمارس في منافسات رمضانية.

أول منتخب وطني تم تأسيسه في العام 1974 وشارك في الألعاب الآسيوية في طهران، وفي البطولة العربية في الكويت، وفي بطولة في العراق في العام نفسه.

هذا المنتخب لم أكن متواجداً فيه، وبعد ذلك انضممت للمنتخب بعد انتهاء مشاركته في العراق، إذ قمنا بجولة آسيوية في العام 1976 إلى بانكوك وسنغافورة وهونغ كونغ كمعسكر تدريبي خارجي ثم شاركنا في الكويت بالبطولة الآسيوية للشباب، وبعدها بشهرين شاركنا في البطولة الآسيوية للرجال في ماليزيا وبعدها بقرابة 4 أشهر شاركنا في بطولة وليام جونز في تايبيه وحصلنا على لقب الفريق المثالي.

كيف كانت بداياتك في دوري كرة السلة البحريني؟

- الدوري حسبما أذكر بدأ في بداية السبعينيات وكنت حينها لاعباً في صفوف الأهلي (الترسانة) في العام 1975 ولعبت مع فريقي الشباب والأول.

في هذا العام تأسس الاتحاد البحريني لكرة السلة برئاسة سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة وأمانة سر إبراهيم الهاشمي، وقبل ذلك كان هناك هيكل إداري عمل فيه جابر ياسين كأمين للسر وكان حكماً وإدارياً ويعتبر من لاعبي النسور القدامى وكذلك من قدامى الرياضيين في البحرين.

وقبل الدوري كنا نلعب السلة في (الفريق) قبل أن نذهب للعب في الترسانة (الأهلي) بواسطة فريد طه كوني كنت صديقاً لأشقائه، كما أن معظم لاعبي منطقتنا كانوا يلعبون في الأهلي.

وكان يدربنا في تلك الفترة المدرب عبدالرحيم ديم والفريق يتكون من اللاعبين عادل بوغو ويونس نوروز وسلمان رمضان وجواد بقال وسيد مجيد وكامل وعلي بوحديد وغيرهم.

وفي تلك الفترة نفسها كنا نلعب في مدرسة القضيبية إلى جانب نجاح ميلاد ومحمد سلمان وجابر عبدالله وغيرهم.

اختتمت حياتك الرياضية في فترة مبكرة وتركت اللعب لماذا؟

- انتقلت للعب بعدها في فريق الفردوسي وعند اندماجه مع فريق أوال لتشكيل نادي المنامة وبسبب العمل وظروف الحياة قررت تركت اللعب سنة 1980.

وفي ذلك العام تم اختياري للمنتخب للذهاب للبطولة الآسيوية في الهند ولكني لم أذهب بسبب العمل.

ابتعدت بعدها تماماً عن الرياضة لمدة سنتين وعدت بعدها كمدير للفريق الأول لكرة السلة بنادي المنامة مع المدرب عبدالرضا بقال الذي أقنعني بالعمل معه.

كيف كانت بدايات عملك الإداري؟

- بعد عملي كمدير للفريق دخلت بعدها مجلس إدارة نادي المنامة في الفترة من 1987 إلى 1990 قبل أن أنتقل للعمل في الاتحاد البحريني لكرة السلة في الفترة 1990 إلى 1992 وعملت حينها مديراً للمنتخبات وأميناً للسر العام المساعد في الاتحاد.

وبعد خروجي من مجلس إدارة اتحاد السلة ابتعدت عن العمل المباشر وظللت أعمل مع إدارة المنامة من خارج مجلس الإدارة حتى العام 2000 والذي ابتعدت بعده تماماً عن لعبة كرة السلة وعن المجال الرياضي لارتباطاتي العملية الكثيرة.

كيف ترى الفرق بين كرة السلة في السابق والحاضر؟

- هناك فروقات كبيرة، على مستوى اللعبة زادت السرعة كثيراً، إلا أنه على صعيد المشاركات الخارجية كنا في السابق نشارك بشكل أكبر على صعيد المنتخبات بمعدل لا يقل عن 4 مشاركات سنوياً سواء في البطولة الآسيوية أو في بطولة الألعاب الآسيوية أو في البطولات العربية وكذلك البطولات الدولية الودية، أما الآن فإن المشاركة مقتصرة تقريباً على البطولة الخليجية.

على صعيد اللاعبين أيضاً اختلفت الأمور، إذ كنا في السابق نلعب بالمجان، بل إننا نصرف على الفريق في بعض الأحيان، والآن اللعبة أشبه بالاحتراف بالنسبة للاعبين.

حتى على مستوى استخدام الحديد في التدريب لم نكن في السابق نستخدم الحديد وكان أول مرة تم إدخال الحديد في العام 1975 على يد الأكاديمية الأميركية الذين تم جلبهم للارتقاء بصحة الشباب وتم حينها إدخال الكثير من الألعاب مثل الجمباز والقفز وغيرها.

من هم المدربون واللاعبون الذين أثروا في مسيرتك؟

- طبعاً يبقى الأب الروحي لكرة السلة البحرينية سعيد العرادي له دور كبير مع جميع الأجيال، ولكن المدرب عبدالرحيم ديم كان له دور كبير في مسيرتي وكذلك عبدالعزيز صادق وفريد طه الذين تأثرت بهم في بداية مسيرتي.

على مستوى اللاعبين كان هناك اللاعب خليل قمبر الذي يعتبر من أبرز اللاعبين ولكنه لم يستمر طويلاً في الملاعب، في حين أن مثلي الأعلى في الملعب كان اللاعب إبراهيم مهنا.

من دربكم على صعيد المنتخبات في تلك الفترة؟

- بداية مشاركتي مع المنتخبات كانت على يد عبدالرحيم ديم الذي طلب مني الذهاب للمنتخب، وكان يدربه في تلك الفترة المدرب الأميركي جيم كابن، قبل أن يتولى المدرب سعيد العرادي المهمة بدلاً منه.

بعد ذلك قاد المنتخب المدرب الأميركي ريس في بطولة وليام جونز وبعدها تولى المدرب الأميركي رون المهمة والذي استمر مع المنتخب لسنوات طويلة.

المدربون الأجانب طوروا اللعبة كثيراً في البحرين بنسبة 360 درجة من خلال الخطط الجديدة وأساليب التدريب وغيرها.

هل لديك رغبة للعودة للعمل الإداري في نادي المنامة أو اتحاد السلة؟

- الرغبة موجودة بالطبع ولكن يعتمد على بيئة العمل المتوافرة وفي وجود فريق عمل متجانس يمتلكون رؤية واستراتيجية عمل متفق عليها.

بما أننا في أجواء الشهر الكريم، هل سبق أن قضيت شهر رمضان خارج البحرين؟

- نعم، عندما كنت أعمل في بريطانيا أو في فترة الدراسة الخارجية وحقيقة لا أحب قضاء شهر رمضان إلا في البحرين بقرب الأهل والأصدقاء وهناك فرق كبير في معايشة الأجواء داخل وخارج البحرين.

كيف تقضي يومك عادة في الشهر الفضيل؟

- يختلف وقت العمل بالنسبة لي في شهر رمضان، ولكن الشهر الفضيل يكون فرصة للالتقاء بشكل أكبر مع الأهل ومع الأصدقاء ومن لا نستطيع الالتقاء بهم طيلة العام.

هل من كلمة أخيرة؟

- الشكر لك بداية على هذا اللقاء، وأتمنى أن يكون هناك أرشيف بالاتحاد البحريني لكرة السلة يوثق للعبة في البلاد وتاريخها ونجومها، إذ تبقى الرياضة من علمتنا التواصل وحب الناس ويجب أن لا نهضم حق الأجيال السابقة لكي تكون الأجيال الحالية على ثقة أنها لن تهضم في المستقبل.

كما أطالب الشركات بدعم أكبر للرياضة في البحرين وهي قادرة على ذلك وتحقق أرباحاً كبيرة بالإمكان الاستفادة منها في تنمية عمل الاتحادات الوطنية.