في مؤتمر لأمراض الغدد الصماء، التقيت بأستاذة كنت طالبا عندها أيام الدراسة الجامعية في بريطانيا، أتذكر جيدا ما قالته من استغرابها للعدد الكبير لحالات (نقص فيتامين د) في الكويت. فمن المعروف أن تركيب فيتامين (د) في الجسم يعتمد بشكل أساسي وبنسبة كبيرة على التعرض للأشعة فوق البنفسجية، لكن الواقع أن قلة التعرض للشمس - لظروف مناخية أو اجتماعية -  مضافاً لذلك سوء العادات الغذائية جعل من نقص فيتامين (د) أحد أكثر الحالات شيوعا في المنطقة العربية - وتحديداً الخليجية- على الرغم من كونها الأعلى بعدد الأيام «المشمسة» في العام.

تكمن أهمية هذا الفيتامين في كونه عاملاً أساسياً بالتحكم بمستوى (الكالسيوم) في الجسم، والذي يعد بدوره عنصراً ضرورياً لصحة العظام ما يمثل أهمية بالغة حين يتعلق الأمر بالأطفال. فنقص فيتامين (د) قد يسفر عن اختلال في تكوين العظام ما يجعل منها أكثر هشاشة، وهو ما يعرف طبياً بمرض (الكساح) أو لين العظام (Rickets) لدى الأطفال. تختلف أعراض هذا المرض بحسب شدة النقص وقد تشمل عيوب في شكل العظام من قبيل كبر حجم الرأس أو تقوس الرجلين، تأخر في المهارات الحركية كالجلوس أو المشي، آلام في الأطراف، تأخر التسنين وغيرها.

وللوقاية من المشاكل الناجمة عن نقص فيتامين (د) توصي الجمعيات والمنظمات المهتمة بصحة الأطفال بعدد من النصائح نوجزها فيما يلي:

1.  إعطاء فيتامين (د) كمكمل غذائي بجرعة 400 وحدة دولية لكل طفل يرضع رضاعة طبيعية.

2. الحرص على أن تكون المواد الغذائية كالحليب البقري أو الحبوب أو عصير البرتقال مدعمة بفيتامين (د).

3. أن تحرص النساء الحوامل على تناول قدر كافي من هذا الفيتامين سواء من الموارد الطبيعية كالألبان والأسماك أو بشكل مكملات غذائية تضمن انتقال قدر كاف منه إلى الجنين.

4. التعرض للشمس - مع أخذ الاحتياطات الخاصة - لمدة 10 - 15 دقيقة باليوم بالنسبة للأطفال الأكبر سناً.

بالتغذية السليمة واتباع نصائح الأطباء والمتابعات الدورية سيكون من السهل جدا أن نحافظ على صحة الأطفال من نقص فيتامين (د).

د. عبدالله تقي

طبيب أطفال

مستشفى الفروانية

دولة الكويت