نعود، كعادتنا في كل عام، مع اللقاءات الرياضية الرمضانية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الجميع باليمن والبركات.

في هذه الزاوية نحاول تسليط الضوء على أحد الرياضيين المميزين في الموسم المنصرم، والذي ترك بصمة في الرياضة البحرينية.

لقاء اليوم خصص للمدرب الوطني القدير عبدالكريم العنزور الذي جدّد تعاقده مع سلة نادي البحرين للموسم الثالث على التوالي.

العنزور عمل أيضاً مع المنتخبات الوطنية وتخصص في مسابقة 3 أون 3 بعد أن ابتعثه اتحاد السلة لحضور دورة متخصصة ومعسكر تدريبي استمر لمدة 3 أسابيع في قطر، وإليكم نص اللقاء:

جددتَّ للموسم الثالث على التوالي مع سلة البحرين، لماذا لا تغيِّر تجربتك؟

- المعاملة لها دور كبير في استمراري مع سلة البحرين، والمصداقية التي تعمل بها الإدارة برئاسة الرئيس العزيز نبيل الساعي ورئيس الجهاز أحمد الأحمدي والاحترام المتبادل، إلى جانب تواجد جهاز إداري وفني متجانس.

سبق أن عملتُ في عدة أندية بالسابق، لكن لم أشعر بالراحة النفسية التي أشعر بها في فريق البحرين.

إلى جانب ذلك أن الفريق يتقدم ويتحسن من موسم إلى آخر، وهذا يدفعني إلى الاستمرار في هذا المشروع.

كيف ترى حظوظ فريقك في هذا الموسم؟

- أعتقد أن حظوظ الفريق أفضل، وبحكم وجود الرغبة في النادي ولدى اللاعبين وتوافر نوع من الاستقرار من خلال استمرار نصف اللاعبين تقريباً مع الفريق ما سيزيد من التفاهم والانسجام، ويسهل من العمل، بدلاً من بناء فريق جديد في كل موسم.

في الموسم الماضي خسرتم صدارة الدور الخماسي، وفي هذا الموسم الصدارة مهمّة من أجل بلوغ السداسي، هل تتنبهون إلى الأمر؟

- أنا بداية أشكر جميع اللاعبين في الموسم الماضي، فقد كنا الفريق الأحق بصدارة الخماسي وخصوصاً من خلال الدورة الرباعية في نهاية الموسم التي تحدد المراكز من الخامس حتى الثامن، إذ كان من المفترض أن نتحصل على المركز الثالث في هذه الدورة وهو السابع في الدوري، لكن التخاذل الذي حدث في آخر مباراة أدى إلى احتلالنا المركز الثامن.

وكذلك أشيد باتحاد السلة لقيامه بإصلاح الوضع، وسماحه لبطل الخماسي بالصعود المباشر إلى الدور السداسي، وهذا أمر جيد ويحقق نوعاً من الإنصاف للفرق؛ لأنها هناك مكافأة حقيقية للبطل.

يتعاقد نادي البحرين في كل موسم مع عدد كبير من اللاعبين، هل تركزون على الكم أم على الكيف في عملية الاختيار؟

- نحن نرفع شعار البقاء للأفضل، وهذا يسبب الكثير من الصعوبات مع اللاعبين وهو أمر طبيعي، لكن لمصلحة الفريق نبحث عن الأفضل دائماً، ولكن الأفضل ليس من الناحية الفنية فقط، وإنما من الناحية السلوكية أيضاً؛ لأن هناك الكثير من الفرق تتخلى عن أفضل اللاعبين لديها بسبب النواحي السلوكية، وحتى بعض المحترفين لا يستمرون بسبب سلوكهم.

المهم أن يكون الفريق متعاوناً والعلاقات جيدة بين أطرافه، وهذا الأمر سابق للنتيجة.

هل تفضل تدريب الفئات العمرية أم الفريق الأول؟

- أنا تدرَّجت مع الفئات العمرية للنادي الأهلي، وعملت بعد ذلك مع الاتحاد وسترة والنويدرات، واشتغلت على مستوى الفريق الأول مع الاتحاد والبحرين والحد، وأعتقد أني أمتلك الثقة للعمل على صعيد الفريق الأول مع أي فريق في البحرين.

هناك فروقات بين تدريب الفئات العمرية وتدريب الفريق الأول على صعيد برنامج التدريب وطريقة التعامل مع اللاعبين.

حظوظنا ستكون أفضل في هذا الموسم

كنا نستحق المركز السابع في الدوري

نشكر اتحاد السلة لإصلاحه وضع الخماسي

دعوة دولية ستوجه إلى البحرين في 3 أون 3

أريد أيضًا بهذه المناسبة أن أشيد بالبرنامج الوطني للمدربين الذي تنظمه اللجنة الأولمبية وأشكر القائمين عليه وخصوصا نبيل طه ود. حسين، إذ إن هذا البرنامج أسهم في تحول التدريب إلى علم في البحرين، كما أنه غيَّر كثيراً من طريقة تفكير وتعامل المدربين الوطنيين وغيَّر من الأفكار التدريبية، وقد أكسبني هذا البرنامج الثقة في التعامل مع اللاعبين، وعرفني بشكل أدق بطريقة تفكيرهم.

هذا البرنامج يتيح لنا أيضاً كل شهرين الاجتماع مع أحد المدربين العالميين والمتخصصين في علم التدريب ما أسهم في صقل قدراتنا، وأنصح جميع المدربين بالالتحاق بهذا البرنامج.

عملت مساعداً مع مدرب المنتحب الأول في المشاركة الأخيرة، كيف كانت تجربتك؟

- عملت مع الكابتن عقيل ميلاد، وهي مهمة أتشرف بها وكل مدرب لا يمكن أن يرفض تدريب المنتخب، والمدرب عقيل أخ وصديق وقبلاً شاركنا كلاعبين في المنتخبات والتفاهم موجود بيننا، وكانت الفترة قصيرة وأعتقد أننا حققنا نتيجة مرضية.

هل تفضل تواجد المدرب البحريني في المنتخبات الوطنية؟

- المدرب البحريني مؤهل لتدريب المنتخبات الوطنية، وهو الأقدر على فهم عقلية اللاعب البحريني، كما أنه مؤهل بما يكفي وعقليته قريبة من عقلية المدرب الأوروبي، وقد يكون أفضل من ناحية تعامله مع الظروف.

الكثير من الأندية الكبيرة في البحرين تعاقدت مع مدربين عالميين، لكنها لم تنجح معهم؛ لأن المدرب العالمي سيعمل بطريقة احترافية كاملة في حين أن اللاعب في البحرين هاو ويعاني من الكثير من الضغوط ما يؤدي إلى عدم توافق في طريقة التعامل والتفكير وبالتالي نفور اللاعبين وحدوث الاصطدام.

تخصصت في الفترة الأخيرة في بطولات 3 أون 3، تحدث لنا عنها؟

- طلب مني اتحاد السلة أن أتخصص في برنامج 3 أون 3 والتحقت بمعسكر ودورة تدريبية لهذا الغرض في دولة قطر لمدة ثلاثة أسابيع، وكان معسكراً دوليّاً للتعرف على جميع القوانين والمعلومات المتعلقة بهذه اللعبة التي بدأت تكتسب شعبية، وتحظى باهتمام دولي كبير، كما أن اتحاد السلة في البحرين مهتم أيضا بالمسابقة.

وبفضل تنظيمنا عدداً من البطولات في 3 أون 3 فإن تصنيف البحرين الدولي تحسن كثيرا، وأعتقد أن هناك دعوة دولية ستوجه للبحرين للمشاركة في مسابقة عالمية.

واتحاد السلة طلب مني نشر هذه المعلومات وإقامة دورة تدريبية في مجال 3 اون 3 وقد قمنا بذلك.

في أجواء شهر رمضان المبارك، هل سبق أن قضيت شهر رمضان خارج البحرين؟

- نعم قضيت في فترات سابقة فترة من الشهر الفضيل في الخارج عندما كنت لاعباً، ولكني أفضل دائما قضاء الشهر الفضيل في البحرين مع العائلة والأهل والأصدقاء.

الأجواء في البحرين مختلفة، ولا يمكن مقارنتها بالخارج.

كيف تقضي يومك عادة في الشهر الفضيل؟

- في النهار أكون في العمل، وبعد ذلك الراحة في المنزل، وفي الفترة المسائية في بعض مجالس القرآن ومع العائلة، ولا أذهب للغبقات الرمضانية إلا قليلاً.

هل تفضل التدريب في شهر رمضان المبارك؟

- في السنوات الأخيرة يصادف شهر رمضان في فترة التوقف الصيفي، وعادة ما تبرم الصفقات السلاوية في هذا الشهر، كما نشاهد الآن.

ما يقلقنا في نادي البحرين أننا لا نمتلك فريقاً ثابتاً، ففي كل موسم يحدث الكثير من التغييرات على الفريق، ولذلك أجد صعوبة في بناء فريق جديد في كل موسم.

الأندية الأخرى تمتلك استقراراً وهذا يسهل كثيراً من عمل المدرب.

أخيراً، هل من كلمة أخيرة؟

- أبارك لجميع الرياضيين بشهر رمضان المبارك وقرب حلول عيد الفطر المبارك، ونتمنى أن يكون هذا الموسم ناجحاً لسلة البحرين.