العدد 5050 - الإثنين 04 يوليو 2016م الموافق 29 رمضان 1437هـ

الايراني الراحل عباس كياروستامي أحد رواد السينما الواقعية

كان الايراني عباس كياروستامي الذي توفي في فرنسا عن 76 عاماً من أشهر المخرجين الايرانيين في القرن العشرين حاصدا الجوائز في المهرجانات الدولية.

ولد كياروستامي في 22 حزيران 1940 في طهران وكان يهتم اولا بفن الرسم وتابع دروسا في معهد الفنون الجميلة فيما كان يعمل مصمم غرافيك ويخرج الاعلانات في الوقت نفسه. وقد حقق شهرة اولا بفضل افلامه الدعائية القصيرة ومقدمات الافلام.

في العام 1971 انجز عمله الاول وهو فيلم قصير بعنوان "الخبز والشارع". واعتبارا من العام 1974 مع فيلم "الراكب" فرض نفسه سريعا كأحد رواد "السينما الواقعية". وكان اول افلامه الكبرى في العام 1977 بعنوان "التقرير" وقد تناول فيه موضوع الانتحار.

قرر كياروستامي البقاء في بلاده بعد الثورة الاسلامية في العام 1979 واضطر شأنه في ذلك شأن زملائه التقيد بالقواعد المفروضة. وتسلم ادارة معهد قانون للسينما الذي اسس في عهد الشاه لكنه واصل عمله في ظل النظام الجديد.

الا انه سعى دائما الى الاحتفاظ ببعض الاستقلالية فاخرج العام 1987 "اين منزل صديقي؟" الذي لاقى استحسانا كبيرا في الخارج.

خلال التسعينات فرض كياروستامي نفسه كمخرج عالمي الابعاد مع ثلاثية "كوكر" ولا سيما الجزء الاول منها "وتستمر الحياة" الذي يتناول من جوانب مختلفة الزلزال الذي اجتاح شمال غرب ايران في العام 1990.

كان هذا النوع السينمائي يعرف ب"الواقعية السوداء" الساعية الى التفاصيل مع حرص على اشراك اكبر عدد من الناس العاديين. وتجمع افلامه التي ارادها دوما اداة للتفكير وصورت بغالبيتها العظمى في مواقع على الارض وليس في الاستوديو، بين الخرافة والتوثيق والجمال.

كان يتمتع باسلوب خاص، مجتهد لكنه غير طيع تلازمه دائما نظارات بعدسات قاتمة.

وقد بدأ يحقق الجوائز العالمية ولا سيما السعفة الذهبية لمهرجان كان العام 1997 مع فيلم "طعم الكرز" حول الرغبة بالعيش وهشاشة رجل خمسيني. وقد واجه مشاكل في ايران لان الممثلة الفرنسية الشهيرة كاترين دونوف قبلته على وجنته عندما سلمته الجائزة الامر الذي اثار امتعاض المحافظين في بلده.

وفي العام 1999 فاز فيلم "ستحملنا الريح" حول الكرامة في العمل والمساواة بين الرجل والمرأة بجائزة الدب الفضي في مهرجان البندقية الايطالي.

وفي واحد من اخر اعماله في العام 2012 "مثل شخص مغرم" وهو فيلم "لا بداية له ولا نهاية" كما وصفه كياروستامي بنفسه، اختزل حياة ثلاثة من سكان طوكيو وهم طالبة تعمل مومسا وزبونها المسن وعشيقها الغيور.

وفي فيلمه "نسخة طبق الاصل" الذي نالت الفرنسية جولييت بينوش جائزة افضل ممثلة العام 2010 عن دورها فيه في مهرجان كان، انتقل المخرج الايراني الى ايطاليا.

عنه كتب الرئيس السابق لمهرجان كان جيل جاكوب في تغريدة يقول "لم يكن عباس اكبر سينمائي ايراني فحسب كان روسيلليني طهران وكان ايضا مصورا باهرا، كان يجسد الفن بحد ذاته".

اما المخرج الفرنسي الكبير جان لوك غودار فله جملة شهيرة مفادها "السينما ولدت مع غريفيث وانتهت مع كياروستامي".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً