العدد 5055 - السبت 09 يوليو 2016م الموافق 04 شوال 1437هـ

البرتغال لتغيير المعادلة أمام فرنسا في نهائي «يورو 2016»

مكاتب المراهنات ترشح البلد المضيف بأرقام مضاعفة

يمثل نهائي كأس أوروبا 2016 لكرة القدم فرصة مثالية لكريستيانو رونالدو ومنتخب بلاده البرتغال لإنهاء سلسلة الإخفاقات المتعاقبة أمام فرنسا.

لطالما شكّل الديوك كابوساً للبرتغاليين، كما أنهم توجوا بلقب آخر بطولتين كبيرتين على أرضهم وأمام جماهيرهم.

وحصد الفرنسيون العلامة الكاملة في المواجهات العشر الأخيرة أمام البرتغال منذ سقوطهم صفر-2 في مباراة ودية 1975، وحسموا المباريات الثلاث التي جمعتهم مع السيليساو لصالحهم على صعيد البطولات الكبرى.

وجاء أول الغيث في نصف نهائي كأس أوروبا 1984، حينما تفوق منتخب فرنسا 3-2 بعد شوطين إضافيين في مرسيليا. وحفلت تلك المواجهة بحماسة منقطعة النظير، إذ كان التعادل سيد الموقف قبل أن يخطف ميشال بلاتيني هدف الانتصار في الدقيقة 119 مانحاً فرنسا بطاقة العبور إلى النهائي، الذي شهد فوزاً عزيزاً لأصحاب الدار 2-0 أمام إسبانيا، مؤكدين أحقيتهم برفع كأس هنري دولوني للمرة الأولى في تاريخهم.

وتبدو فرنسا مرشحة قوية لإحراز اللقب الثالث بعد 1984 و2000، إذ ترشحها مكاتب المراهنات بأرقام مضاعفة عن البرتغال الباحثة عن أول ألقابها الكبرى، مع العلم أنّ الأخيرة خسرت نهائي 2004 بشكل مفاجئ على أرضها أمام اليونان (صفر-1)، عندما كان رونالدو في التاسعة عشرة.

وبعد المشوار الفرنسي المشجع في النهائيات، يتوقع أن يتحوّل الملعب إلى عرس كروي أوروبي، إذ تأمل فرنسا إحراز لقبها الكبير الثالث على أرضها بعد كأس أوروبا 1984 وكأس العالم 1998 على الملعب عينه.

وقال مدرب فرنسا ديدييه ديشان بعد الفوز اللافت على ألمانيا بطلة العالم (2 - صفر) في نصف النهائي: «هناك حماسة وسعادة في فرنسا. إنها قصة رائعة. لا ندعي إيجاد حلول لكامل الشعب الفرنسي، لكن لدينا القدرة على توليد المشاعر ومساعدتهم على تبديد مخاوفهم».

وتبحث فرنسا أيضاً عن تلميع صورتها بعد سلسلة من المخاضات الكروية العسيرة. نهائي مونديال ألمانيا 2006 الذي خسره الفرنسيون أمام إيطاليا بركلات الترجيح في مباراة طرد فيها زيدان بسبب «نطحه» ماركو ماتيراتزي، كان بمثابة نهاية الأمجاد بالنسبة لمنتخب «الديوك»، إذ خرج بعدها من الدور الأول لكأس أوروبا 2008 وكأس العالم 2010، ثم من ربع نهائي كأس أوروبا 2012 ومونديال 2014.

لكن مع جيل جديد يقوده مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني أنطوان غريزمان، تبدلت الأمور، وأصبح هجوم فرنسا إحدى العلامات الفارقة في البطولة، مع غريزمان وديميتري باييت وأوليفييه جيرو والشابين كينغسلي كومان وأنطوني مارسيال.

على الطرف المقابل، تعول البرتغال بشكل كبير على عملاقها رونالدو.

ابن ماديرا، الذي بكى كثيراً بعد نهائي 2004 أمام اليونان، يبحث عن تسجيل اسمه بأحرف ذهبية في تاريخ المنتخب البرتغالي، من خلال تحقيق ما عجز عنه كثيرون من كبار منتخب «سيليساو» وآخرهم لويس فيغو.

انتظر رونالدو (31 عاماً و61 هدفاً في 132 مباراة دولية) اللحظة المناسبة في نصف النهائي ضد ويلز (2 - صفر)، ليطلق رصاصة برأسه بعد تحليقه كالنسر فوق الدفاعات البريطانية، فرفع رصيده إلى ثلاثة أهداف بعد أن أصبح أول لاعب يسجل في أربعة نهائيات مختلفة ومعادلاً رقم بلاتيني (9 أهداف).

يدرك هداف ريال مدريد جيداً، أنّه بعمر الحادية والثلاثين، لن تسنح له فرصة أفضل للحصول على أول ألقابه مع منتخب بلاده.

يقول لاعب وسط البرتغال جواو ماريو: «نؤمن جيداً بقدراتنا، لقد منحنا المدرب هذه الثقة وروحية الفريق».

ويبقى أكبر مخاوف البرتغال قبل النهائي، الحالة الصحية لقلب دفاعها بيبي، إذ غاب لاعب ريال مدريد عن نصف النهائي بسبب إصابة عضلية في فخذه. وبحال غيابه عن النهائي، سيكون برونو ألفيش جاهزاً للحلول بدلاً منه، فيما يعود لاعب الوسط الدفاعي وليام كارفاليو من الإيقاف.

مشواران متناقضان

كان مشوار فرنسا حتى النهائي متوازناً، إذ احتاجت إلى هدف رائع من ديميتري باييت، أحد أبرز نجوم الدورة، لإنقاذها أمام رومانيا افتتاحاً (2-1)، ثم هدفين في الوقت الضائع من غريزمان وباييت لتخطي ألبانيا المتواضعة 2 - صفر قبل أن تتعادل مع سويسرا سلباً.

وفي ثمن النهائي، عانت متاعب كبرى أمام جمهورية إيرلندا فتخلفت بعد دقيقتين بركلة جزاء عوضها غريزمان بثنائية رائعة في الشوط الثاني.

وخاض رجال المدرب ديدييه ديشان أفضل مباراة جيدة في ربع النهائي، فتقدموا الأيسلنديين برباعية نظيفة في الشوط الأول، قبل حسمها 5-2 بثنائية لجيرو وأهداف من بول بوغبا وباييت وغريزمان.

لكنّ العلامة الفارقة كانت في نصف النهائي، إذ استفادت فرنسا من مجموعة إصابات لدى ألمانيا، فتقدمت في الشوط الأول بركلة جزاء لغريزمان، قبل أن يضاعف الأرقام في الثاني.

أما البرتغال فواصلت «زحفها»، فوصولها إلى دور الأربعة للمرة الرابعة في النسخ الخمس الأخيرة والخامسة من أصل سبع مشاركات لم يكن «سلساً» على الإطلاق على رغم أنّ طريقها لم تكن شائكة كثيراً.

وصل رونالدو ورفاقه إلى هذه المرحلة من البطولة بعد أن تخطوا الدور الأول بثلاثة تعادلات مخيبة أمام آيسلندا (1 - 1) والنمسا (صفر- صفر) والمجر (3 - 3)، ثم اصطدموا بكرواتيا في الدور الثاني واحتاجوا إلى هدف من ريكاردو كواريزما في الدقيقة 117 من الوقت الإضافي لكي يخرجوا فائزين في مباراة كان المنافس الطرف الأفضل فيها.

وحجز «برازيل أوروبا» مقعدهم في دور الأربعة عبر ركلات الترجيح بتخطيهم بولندا 5 - 3 بعد تعادل الطرفين 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي في لقاء كانت الأفضلية فيه لروبرت ليفاندوفسكي ورفاقه قبل أن يدخل الشاب ريناتو سانشيز على الخط وينقذ فريق المدرب فرناندو سانتوس. وفي نصف النهائي، أخذ رونالدو الأمور على عاتقه فسجل ومرر واختير أفضل لاعب في مواجهة ويلز (2 - صفر).

العدد 5055 - السبت 09 يوليو 2016م الموافق 04 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً