العدد 5058 - الثلثاء 12 يوليو 2016م الموافق 07 شوال 1437هـ

عاهل المغرب... شكراً!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

انتشر بالأمس مقطع صوتي قطّع القلوب، فما كان من النّاس إلَّا البكاء والدعاء لأطفال لم يرحمهم من وجب عليه رحمتهم، مقطع مؤلم امتزج فيه ضعف الطفولة وجبروت الكبار، في موقف مقزّز وبشع!

وقد كشفت صحيفة مغربية تفاصيل المقاطع الصوتية التي انتشرت في أرجاء الوطن العربي، بل في أرجاء العالم كلّه، لما قام به أب مريض غير عاقل أبداً بضرب ابنيه بطريقة وحشية وتعذيبهما بأقسى درجات القسوة، وتصوير هذه المشاهد التي لا يستطيع المشاهد مهما بلغ من القوّة مشاهدتها، وإرسال المقاطع إلى أمّهما التي نشرتها إلى العالم.

وقد قامت عناصر الدرك الملكي المغربي بالقبض على الأب في الـ 29 من شهر رمضان الماضي وإحالته إلى النيابة العامّة، وقد تقرّر سجن الأب لمدّة 5 سنوات، وحرمانه الوصاية على ابنيه وتحويلها إلى جدّتهما بعد ثبوت ما قام به من ضرر جسدي ونفسي على الطفلين!

ما هذه القسوة في هذا الزمن؟! إنّه زمن غريب عجيب، فقضيّة هذا الأب ليست الأولى، وقد شهدنا مثلها في البحرين، آباء وأمّهات بعيدون كل البعد عن الرحمة والحب والعطف، وقد انقلبت الموازين، ففي السابق كنّا نخاف على الوالدين من ابن عاق، اليوم بتنا نخاف من الوالدين على أبنائهم!

والمقاطع الصوتية كما ذكرنا سابقاً تؤثّر في النفس إمّا سلباً وإما إيجاباً، وأكذب عليكم إن قلت بأنّي استطعت النوم بالأمس، فيا ترى كم أم تعاني مما عانته أم هذين الطفلين وهي تشاهد هذه المناظر؟! وكيف تستطيع الدولة مساعدتها ومساعدة أبنائها؟! ولا نخفي عليكم بأنّ هناك آباء وليس أمّهات يعانون من قسوة الأمّهات وعنفهنّ مع الأبناء!

في البحرين قامت وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة فاطمة البلوشي، وهي مشكورة على هذا العمل العظيم، بتبنّي ملف الأبناء الذين تعرّضوا إلى الإساءة، وتقدّم هذا الملف كثيراً في البحرين، ولكن في مجمل الأحوال نحتاج إلى توعية الجمهور في حال شهدنا مواقف عنف للطفل أو المرأة لمن نتوجّه؟! هل نتوجّه الى الخط الساخن في وزارة التنمية الاجتماعية أم الى مركز الشرطة؟! ففي موقف غريب اتّصلت بنا احدى النساء تشتكي من جارتها التي تضرب أبناءها ضرباً مبرحاً، في العمارة، وطلبت منّا أن نكتب عن هذا الموضوع حتى يقوم أحد المسئولين بحل المشكلة، ولكن من يريد المشاكل، ومن يريد التدخّل؟! وهل يعتبر هذا تدخّلاً أم مساعدة لأحدهم؟!

عاهل المغرب جلالة الملك محمد السادس... شكراً على الاستجابة والتصرّف الفوري والسريع لانتشال هذين الطفلين من براثن والد عقيم المشاعر، ونتمنّى أن يكون مكانهما عند أمّهما إن استحقّت ذلك، فليس هناك أفضل من كنف الأم على أبنائها.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5058 - الثلثاء 12 يوليو 2016م الموافق 07 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:30 ص

      أحسنتي أختي العزيزة مريم الشروقي على هذا الموضوع الرائع! صدقتين والله! بالأمس كنا نخاف على الوالدين من الإبن العاق واليوم بتنا نخاف من الوالدين على أبنائهم! أنا أيضا ضحية لأمور من والدي لا أستطيع الإفصاح عنها وأتركها لله جل جلاله لينظر لها وليغفر له إن شاء الله! بارك الله فيش!

    • زائر 4 | 3:43 ص

      الحمدلله الذي كشف هذا الاب واقعا في شر عمله موثقا على نفسه جريمته النكراء التي هزت الضمائر في زمن قست فيه المشاعر لكثرة مناظر التنكيل وانواع التعذيب من القوي على الضعيف بين البشر .

    • زائر 3 | 3:42 ص

      اختي مريم
      ياليت تكتبين عن الاطفال الي بالسجون من اعمار 12 سنه الى ما فوق
      هناك حلول وعقاب
      اذا الطفل .. بمفهوم شطانه اليهال وعدم ادراك الصح من الخطا
      ماعليه ناخذه وبصوت من الظابط المناوب راح يرتعد وتعهد على ولي الامر بعدم ارتكاب الفعل وتنتهي السالفه
      عمر الزهور وببراءة الطفولة تقضى بسجون لا يدخلها الا المجرمين اليافعين المدركين

    • زائر 6 زائر 3 | 8:38 ص

      والله في أبهات يشجعون أولادهم
      اجرنا زوجي عجز يكلمه عن ولده
      وهو يقوليه هذا لحمايه الشباب
      ماينفع تعهد يخلون كل ولي أمر يدفع الف دينار
      وشوف جيفه بيعدلون الابو والولد

    • زائر 2 | 11:18 م

      اختنا مريم تشكرين على الموضوع

    • زائر 1 | 10:55 م

      مقطع يعور القلب وبعيد عن الانسانية

اقرأ ايضاً