العدد 5061 - الجمعة 15 يوليو 2016م الموافق 10 شوال 1437هـ

84 قتيلاً و50 بين الحياة والموت نتيجة «اعتداء نيس»

شهدت فرنسا اعتداءً مروعاً مساء أمس الأول الخميس (14 يوليو/ تموز 2016) في يوم عيدها الوطني، إذ انقضَّ مهاجم من أصل تونسي بشاحنته على الحشود المتجمعة لمشاهدة عرض الألعاب النارية التقليدي بهذه المناسبة في نيس جنوب شرق البلاد فقتل 84 منهم على الأقل.

ولا يزال عدد الضحايا مرشحاً للارتفاع، إذ أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس (الجمعة) أن هناك نحو 50 شخصاً «بين الحياة والموت» نتيجة الاعتداء، مشدداً على «أننا لم ننتهِ من الإرهاب بعد».

وأثار الاعتداء موجة من الإدانات في العالم بأسره، وتلقت فرنسا صباح أمس (الجمعة) سيلاً من رسائل «التضامن» من قادة العالم بأسره.

«اعتداء نيس» يأتي بعد 8 أشهر من «اعتداءات باريس» التي أوقعت 130 قتيلاً في نوفمبر/ تشرين الثاني، لتغرق فرنسا مجدداً في مشاهد من الرعب والدماء، وهذه المرة في منطقة سياحية تشهد إقبالاً كبيراً على كورنيش «برومناد ديزانغليه» الشهيرة المحاذية للبحر المتوسط، على الكوت دازور.


84 قتيلاً و50 بين الحياة والموت نتيجة «اعتداء نيس»

نيس (فرنسا) - أ ف ب

شهدت فرنسا اعتداء مروعا مساء أمس الأول الخميس (14 يوليو/ تموز 2016) في يوم عيدها الوطني، إذ انقض مهاجم من أصل تونسي بشاحنته على الحشود المتجمعة لمشاهدة عرض الالعاب النارية التقليدي بهذه المناسبة في نيس جنوب شرق البلاد فقتل 84 منهم على الاقل.

وأثار هذا الاعتداء الجديد الذي لم تعلن أي جهة مسئوليتها عنه حتى الآن، موجة من الانتقادات لمدى كفاءة عملية مكافحة الارهاب. وأعلن النائب العام في باريس فرنسوا مولان أن منفذ اعتداء نيس التونسي محمد لحويج بوهلال «مجهول تماماً لدى اجهزة الاستخبارات» الفرنسية لكن ما قام به ينسجم مع دعوات المتشددين إلى القتل.

وأوضح مولان ان لحويج بوهلال (31 عاما) «لم يكن له أي ملف، مع عدم وجود أي مؤشر إلى اعتناقه التطرف»، لكنه أشار إلى أن الاعتداء ينسجم «تماماً مع الدعوات الدائمة للقتل» التي يطلقها المتشددون.

واوضحت السلطات أن لحويج بوهلال المولود في إحدى ضواحي سوسة ويعيش في نيس، هو السائق الذي دهس بشاحنته عائلات وسياحاً متجمعين عند كورنيش «برومناد ديزانغليه» الشهير المحاذي للبحر المتوسط على الكوت دازور.

وفي نهاية الأمر قتل سائق الشاحنة برصاص قوات الأمن بعدما باشر بإطلاق عيارات نارية في اتجاههم، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة. وألقي القبض على زوجته السابقة وأودعت السجن.

وقتل في الاعتداء طفلان على الاقل، فيما نقل 50 شخصا الى المستشفيات. ومن بين الاجانب القتلى هناك 3 ألمان وأميركيان، واوكراني، وسويسرية وروسي وارمينية.

ولا يزال عدد الضحايا مرشحا للارتفاع، إذ أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس (الجمعة) أن هناك نحو 50 شخصا «بين الحياة والموت» نتيجة الاعتداء، مشدداً على «أننا لم ننته من الإرهاب بعد».

وفي وقت شهدت فرنسا الاعتداء الثالث في 18 شهراً وتتكثف الاعتداءات الارهابية في العالم، دعا الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى تعزيز الجهود «من أجل مكافحة الارهاب».

وإذ التزم مجلس الامن الدولي دقيقة صمت حدادا على ضحايا اعتداء نيس، توجه وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري إلى السفارة الفرنسية في موسكو من أجل وضع الزهور تكريماً للضحايا.

وفيما كان عرض الالعاب النارية التقليدي احتفالا بالعيد الوطني أمس الأول يشارف على نهايته نحو الساعة 21:00، انقضت شاحنة بيضاء تزن 19 طنا بأقصى سرعة على حشد من 30 ألف شخص بينهم كثير من الأجانب، فدهست كل من كان في طريقها على مسافة نحو كيلومترين.

وأشار جيران منفذ اعتداء نيس الى انه كان رجلا «منعزلاً» و»صامتاً».

وعرفت منطقة نيس الفرنسية على ساحل الكوت دازور منذ سنوات بوجود بؤرة للتطرف الإسلامي فيها، وبأنها شكلت مجال تجنيد للمتشددين فرنسي يقود كتيبة لـ «جبهة النصرة» في سورية. وشدد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على ان «فرنسا لن ترضخ للتهديد الإرهابي. الزمن تغير، وسيترتب على فرنسا التعايش مع الإرهاب. علينا ان نرص الصفوف ونكون متضامنين ونتحلى ببرودة اعصاب جماعيا»، وهي رسالة وجهها إلى المعارضة اليمينية التي انتقدت عمل الحكومة الاشتراكية.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي السابق ألان جوبي الذي يسعى إلى أن يكون مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية في العام 2017: «أنا لا أريد إلقاء اللوم على أي شخص» لكن «لو كانت كل التدابير متخذة، لما حدثت المأساة». وأضاف أحد منافسيه إلى الرئاسة، رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون «عندما نكون في حرب علينا حماية التراب الوطني».

وقال مصدر مطلع على عمل المحققين إنه عثر على «قنبلة غير معدة للانفجار» و»بنادق مزيفة» في الشاحنة البالغة زنتها 19 طنا.

وأعلن هولاند تمديد حال الطوارئ التي كان يفترض ان ترفع بعد 15 يوماً، لثلاثة أشهر إضافية. وتجيز حال الطوارئ التي اعلنت في اعقاب اعتداءات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني القيام بعمليات دهم من دون إذن من قاضٍ وفرض الاقامة الجبرية على مشتبه بهم.

كذلك أعلن استدعاء الاحتياط من المواطنين «لتعزيز صفوف الشرطة والدرك»، مشيراً إلى إمكان استخدام هؤلاء الاحتياطيين في «مراقبة الحدود».

العدد 5061 - الجمعة 15 يوليو 2016م الموافق 10 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً