العدد 5071 - الإثنين 25 يوليو 2016م الموافق 20 شوال 1437هـ

محمد بن مبارك ملقياً كلمة العاهل: التدخلات الإيرانية تهدف لتصدير الإرهاب لدولنا من خلال التدريب وتهريب الأسلحة

نائب رئيس مجلس الوزراء ممثلاً العاهل في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية السابعة والعشرين
نائب رئيس مجلس الوزراء ممثلاً العاهل في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية السابعة والعشرين

شارك نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها السابعة والعشرين التي بدأت أعمالها أمس الإثنين (25 يوليو/ تموز 2016) في العاصمة الموريتانية نواكشوط، ممثلاً لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والتي تناقش عدداً من القضايا التي تهم الأمة العربية وتعزيز العمل العربي المشترك، إضافة إلى بعض القضايا التي يتضمنها جدول أعمال القمة.

وقد ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة كلمة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للقمة العربية، مؤكداً فيها أن انعقاد القمة العربية دليل على الرغبة القوية في تطوير مسيرة العمل العربي المشترك والارتقاء بأوجه التعاون، وعلى السعي الجاد والدؤوب لتجاوز هذه المرحلة الصعبة والمعقدة والتغلب على ما تفرضه من تحديات جسيمة ومخاطر متنوعة وفي مقدمتها استفحال ظاهرة الإرهاب وتزايد إجرام التنظيمات المتطرفة التي ترفع شعارات دينية أو طائفية وتحرض على العنف والتطرف والإرهاب، ما يفرض ضرورة التمسك بموقف عربي حازم واتخاذ تدابير عاجلة وقوية على كافة المستويات السياسية والأمنية والقضائية والإعلامية بما يضمن تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله ومعالجة الأسباب والظروف التي أدت إليه.

وأوضح سموُّه أن جهود القضاء على الإرهاب لن تنجح إلا بالتصدي وردع جميع أشكال التدخل في شئوننا الداخلية، وخاصة التدخلات الإيرانية التي تهدف بشكل خطير إلى تصدير العنف والإرهاب لدولنا بكافة الصور من خلال تدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وعن طريق التصريحات الإعلامية التحريضية والاستفزازية والدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية بهدف إشاعة الفوضى والفتنة بين شعوبنا.

وتم التأكيد على إدانة مملكة البحرين لهذه التدخلات العدائية، ومطالبة إيران باحترام مبادئ حسن الجوار والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والتوقف الفوري عن جميع الممارسات التي من شأنها زعزعة الأمن القومي العربي والسلم الأهلي في دولنا، مؤكداً سموُّه أن مثل هذه المحاولات للتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية سيكون مصيرها الفشل إذا ما لقيت موقفاً عربياً موحداً ومتماسكاً مدركاً للمخاطر المحدقة، منوهاً بمواقف الدول العربية الشقيقة الداعمة لمملكة البحرين ضد الأعمال الإرهابية الإجرامية التي شهدتها المملكة وراح ضحيتها العديد من رجال الأمن والمدنيين الأبرياء.

وأشار سموُّه إلى أن القضية الفلسطينية، تمرُّ بمنعطف صعب، لكننا يجب أن نتمسك دائماً بالأمل ونسعى باستمرار إلى إحلال السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق لأصحابها، من خلال بذل المزيد من الجهد وتحمل المسئولية والالتزام التام بالقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية والتعامل الإيجابي والصادق مع المبادرات الرامية إلى حل القضية الفلسطينية ومن أهمها مبادرة السلام العربية، والتي تتضمن المبادئ الكفيلة بحل عادل لهذه القضية، وتؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتضمن لإسرائيل الأمن والسلام مع الدول العربية والإسلامية وتدشن مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة.

وحول الأوضاع في اليمن، تم التأكيد على أن المحادثات الجارية بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة في دولة الكويت الشقيقة، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، توفر فرصة جيدة يجب استغلالها والتشبث بها حتى نصل لتسوية سياسية شاملة وفق المبادئ المتفق عليها وهي: قرار مجلس الأمن رقم 2216 للعام (2015) والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل.

وجدد سموُّه موقف مملكة البحرين الثابت الداعم لكل الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والسلم لجميع أرجاء اليمن الشقيق، وبما يمكن الحكومة الشرعية بقيادة فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، في ترسيخ سيادة الدولة واستقلال مؤسساتها، داعين إلى ضرورة مواصلة الجهود الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني.

كما جدَّد سموُّه أيضاً موقف المملكة الداعم لحق الأشقاء في كل من سورية والعراق وليبيا ولبنان في العيش بدولة آمنة ذات سيادة وقادرة على مواجهة كافة التحديات بجهود أبنائها وسلامة مؤسساتها بعيداً عن كافة أشكال التدخل الخارجي في شئونها.

وشدَّد سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة على أهمية العمل على تطوير العمل العربي المشترك الذي من خلاله نستطيع التغلب على كل التحديات التي تواجه أمتنا العربية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا المعاصر، وهو ما يوجب البحث في تطوير آليات عمل الجامعة العربية وإصلاحها بما يخدم المصالح القومية العربية.

وفيما يلي نص الكلمة:

فخامة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، يشرفني أن ألقي عليكم كلمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاه.

بسم الله الرحمن الرحيم

إنه لمن دواعي سرورنا أن نشارك اليوم في هذه القمة العربية الهامة، تلبية لدعوة كريمة من أخينا فخامة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، معربين عن جزيل شكرنا على ما قدمتموه من جهود جبارة واستعدادات كبيرة تحمل كل سمات الحفاوة العربية الأصيلة. ويحدونا بالغ الأمل في أن تتكلل أعمال قمتنا هذه بالتوفيق والنجاح، وبالخروج بقرارات تعزز التعاون العربي المشترك وتلامس تطلعات شعوبنا العربية.

ونغتنم هذه المناسبة لنعرب عن تقديرنا البالغ لفخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، على الجهود الحثيثة التي بذلها خلال ترؤسه للقمة العربية السابقة، والتي كان لها كبير الأثر في تنمية وتعزيز العمل العربي.

كما ويسعدنا أن نعرب لمعالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أطيب تمنياتنا الصادقة بالتوفيق والنجاح في مهامه الجديدة كأمين عام، وإننا على ثقة تامة في أن خبرة معاليه العالية في العمل السياسي والدبلوماسي ستكون خير داعم في أدائه لهذه المهمة الرفيعة، شاكرين ومقدرين لسلفه معالي الدكتور نبيل العربي على الجهود الكبيرة التي بذلها لدعم وتعزيز العمل العربي المشترك، طيلة السنوات الخمس الماضية وفي مرحلة حساسة ودقيقة مرت ومازالت تمر بها أمتنا العربية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إن اجتماعنا اليوم لهو دليل على رغبتنا القوية في تطوير مسيرتنا والارتقاء بأوجه التعاون بيننا، وعلى سعينا الجاد والدؤوب لتجاوز هذه المرحلة الصعبة والمعقدة والتغلب على ما تفرضه من تحديات جسيمة ومخاطر متنوعة وفي مقدمتها استفحال ظاهرة الإرهاب وتزايد إجرام التنظيمات المتطرفة التي ترفع شعارات دينية أو طائفية وتحرض على العنف والتطرف والإرهاب، ما يفرض ضرورة التمسك بموقف عربي حازم واتخاذ تدابير عاجلة وقوية على كافة المستويات السياسية والأمنية والقضائية والإعلامية بما يضمن تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله ومعالجة الأسباب والظروف التي أدت إليه.

ولن تنجح جهود القضاء على الإرهاب إلا بالتصدي وردع جميع أشكال التدخل في شئوننا الداخلية، وخاصة التدخلات الإيرانية التي تهدف بشكل خطير إلى تصدير العنف والإرهاب لدولنا بكافة الصور من خلال تدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وعن طريق التصريحات الإعلامية التحريضية والاستفزازية والدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية بهدف إشاعة الفوضى والفتنة بين شعوبنا، مجددين رفضنا وإدانتنا لهذه التدخلات العدائية، ومطالبين إيران باحترام مبادئ حسن الجوار والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والتوقف الفوري عن جميع الممارسات التي من شأنها زعزعة الأمن القومي العربي والسلم الأهلي في دولنا.

ونود أن نؤكد على أن مثل هذه المحاولات للتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية سيكون مصيرها الفشل إذا ما لقيت موقفاً عربياً موحداً ومتماسكاً مدركاً للمخاطر المحدقة، شاكرين ومقدرين للدول العربية الشقيقة وقوفها معنا ضد الأعمال الإرهابية الإجرامية التي شهدتها المملكة وراح ضحيتها العديد من رجال الأمن والمدنيين الأبرياء.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إن قضيتنا الأولى، القضية الفلسطينية، تمرُّ بمنعطف صعب ، لكننا يجب أن نتمسك دائماً بالأمل ونسعى باستمرار إلى إحلال السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق لأصحابها، كونه الضمانة الوحيدة لعودة الأمن والاستقرار في جميع دول المنطقة ولتنعم كل شعوبها بالتنمية والازدهار.

والوصول لهذه الغاية يتطلب منا ومن الجميع بذل المزيد من الجهد وتحمل المسئولية والالتزام التام بالقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية والتعامل الإيجابي والصادق مع المبادرات الرامية إلى حل القضية الفلسطينية ومن أهمها مبادرة السلام العربية، والتي تتضمن المبادئ الكفيلة بحل عادل لهذه القضية، وتؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو للعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتضمن لإسرائيل الأمن والسلام مع الدول العربية والإسلامية وتدشن مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إن المحادثات الجارية بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة في دولة الكويت الشقيقة، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، توفر فرصة جيدة يجب استغلالها والتشبث بها حتى نصل لتسوية سياسية شاملة وفق المبادئ المتفق عليها وهي: قرار مجلس الأمن رقم 2216 للعام (2015) والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل.

ونؤكد هنا على موقفنا الثابت الداعم لكل الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والسلم لجميع أرجاء اليمن الشقيق، وبما يمكن الحكومة الشرعية بقيادة فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، في ترسيخ سيادة الدولة واستقلال مؤسساتها، داعين إلى ضرورة مواصلة الجهود الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني.

كما نجدد موقفنا في التأكيد على حق الأشقاء في كل من سورية والعراق وليبيا ولبنان في العيش بدولة آمنة ذات سيادة وقادرة على مواجهة كافة التحديات بجهود أبنائها وسلامة مؤسساتها بعيداً عن كافة أشكال التدخل الخارجي في شئونها.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ما أحوجنا اليوم إلى العمل على تعزيز التعاون والتنسيق فيما بيننا لتطوير العمل العربي المشترك الذي من خلاله نستطيع التغلب على كل التحديات التي تواجه أمتنا العربية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا المعاصر، وهو ما يوجب علينا البحث في تطوير آليات عمل الجامعة العربية وإصلاحها بما يخدم المصالح القومية العربية، آملين أن تُكلل بالنجاح كل الجهود المبذولة حالياً عبر فرق العمل المختلفة لإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية، حتى تصبح منظمتنا أكثر فعالية وأقدر على مواجهة ما يعترض سبيل تحقيق طموحات شعوبنا في مزيد من التقدم والرخاء.

وختاماً لا يسعنا إلا أن نشيد مجدداً بالجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة بقيادة فخامة الأخ الرئيس محمد ولد عبدالعزيز لاستضافة هذه القمة، داعين المولى العلي القدير أن يوفقنا جميعاً ويسدد خطانا لما فيه الخير لدولنا وشعوبنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا وكان رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد عبدالعزيز قد افتتح أعمال القمة العربية بكلمة أكد فيها مواجهة الدول العربية للتحديات وعلى رأسها إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية، والتصدي لظاهرة الإرهاب والتدخلات الأجنبية في الشئون الداخلية.

كما ألقى رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل كلمة نيابة عن رئيس الدورة السادسة والعشرين للقمة العربية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد فيها التزام بلاده ودعمها الكامل لجامعة الدول العربية والاضطلاع بدورها الأساسي في تنمية وتعزيز روابط التكامل والتضامن العربي، مضيفاً أن الظرف التاريخي الدقيق الذي يشهده العالم العربي يتطلب تكاتف الجميع من أجل الحفاظ على تماسك مجتمعاتنا ووحدة شعوبنا.

وأضاف أن التدخلات الخارجية في الشأن العربي أحد أهم العوامل التي ساهمت أكثر من غيرها على مدى عقود في تقويض البناء العربي، لافتاً إلى ضرورة التنبه لها ومواجهتها والعمل على تقوية الداخل العربي للتمكن من مجابهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.

من جانبه استعرض الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط رؤيته لمسيرة العمل العربي المشترك، التي ترتكز على تسع نقاط رئيسية، موضحاً أن هذه الرؤية ترتكز على حتمية ايجاد التكامل العربي، وهو ما يتطلب تطوير الجامعة العربية لمواكبة التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية، كما ترتكز على اليقظة إزاء ما يحدث في المنطقة والعمل على وقف العنف وعدم استقرار عدد من الدول العربية، وعلى الحرب ضد الإرهاب، مضيفاً أن إعادة الاستقرار للمنطقة سيسهم في تجفيف منابع الإرهاب، ومؤكداً أن القضية الفلسطينية ستواصل تصدر أولويات العمل العربي المشترك، مما يتطلب نهج سياسة جديدة بناءة وجادة لتعديل المعادلة الدولية والاستفادة من بوادر الزخم الدولي للتوصل إلى حل الدولتين.

العدد 5071 - الإثنين 25 يوليو 2016م الموافق 20 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً