العدد 5081 - الخميس 04 أغسطس 2016م الموافق 01 ذي القعدة 1437هـ

«عالم جديد» على أنغام السامبا والمنشطات وزيكا في افتتاح «ريو 2016»

استاد الماركانا سيشهد حفل الافتتاح
استاد الماركانا سيشهد حفل الافتتاح

من ملعب ماراكانا، القلب النابض في مدينة ريو دي جانيرو «الرائعة»، تضاء اليوم (الجمعة) شعلة الالعاب الاولمبية الصيفية لأول مرة في جنوب القارة الأميركية، في وقت تعيش البرازيل مرحلة سياسية-اجتماعية مضطربة وتتقاذف أمواج فساد عاتية عالم الرياضة.

وكان العالم مختلفا في 2009 عندما حصلت ريو دي جانيرو على شرف تنظيم الالعاب الاولمبية الصيفية الحادية والثلاثين، متفوقة على شيكاغو الاميركية وطوكيو اليابانية ومدريد الاسبانية (66-32).

وشنت حروب، سقطت انظمة، وتدهورت اسواق مالية ونفطية، لكن الاخطر بالنسبة للرياضة انكشاف الغطاء عن فساد عميق تغطى وراءه مسئولون وقادة لتجميع ثروات طائلة خلف ستار نزاهة الرياضة وقيمها.

وبعد فضيحة الاتحاد الدولي لكرة القدم وتدحرج رؤوسه، تهاوت اركان الاتحاد الدولي لالعاب القوى ورئيسه السابق السنغالي المشتبه به السنغالي لامين دياك، فتحولت «أم الالعاب» الى مستنقع ملغوم كاد يطيح حتى برئيسه الجديد «اللورد» البريطاني سيباستيان كو.

وقصمت ظهر اخلاقيات الرياضة فضيحة منشطات مدوية. فبعد المانيا الشرقية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، دفع الرياضيون الروس ثمن تنشط ممنهج اودى بكامل فريق العاب القوى، فيما تغص محاكم تحكيم رياضية نقلت اروقتها الى ريو بدعاوى وطعون باقي البعثة الروسية الراغبة بالتواجد في ملاعب مدينة «الكاريوكا».

وفي البرازيل التي استضافت كأس العالم لكرة القدم قبل سنتين، اقصيت الرئيسة ديلما روسيف عن السلطة في مايو الماضي بقرار من مجلس الشيوخ بانتظار حكم نهائي بشأن اجراءات اقالتها بتهمة التلاعب بحسابات عامة، لذا سيفتتح الرئيس المؤقت اللبناني الاصل ميشال تامر الالعاب بحضور 45 رئيس دولة وحكومة بينهم: الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة الايطالي ماتيو رنتسي ورئيسا الارجنتين ماوريسيو ماكري وكولومبيا خوان مانويل سانتوس.

وبقي الأمن قضية اساسية مطروحة بعدما شهد العالم هجمات متزايدة في الاسابيع الماضية فقررت السلطات نشر 47 الف شرطي و38 الف عسكري لحماية الرياضيين والسياح الذين يتوقع حضور 500 الف منهم.

صحيح أن العنف لم يطل البرازيل حتى الآن، لكن جهاديا فرنسيا هدد في نوفمبر بعيد اعتداءات باريس قائلا «البرازيل، انت هدفنا المقبل». كما اوقفت الشرطة قبل اسبوعين 12 شخصا اعلن بعضهم ولاءه لتنظيم الدولة الاسلامية، وكانوا يخططون لتنفيذ هجمات ارهابية خلال الدورة.

ريو جاهزة... لكن

تقع عاصمة البرازيل السابقة قبل انتقال مركز القرار الى برازيليا عام 1960، على المحيط الاطلسي ويقطنها اكثر من 6 ملايين نسمة وتشتهر بشواطئها وخصوصا كوباكابانا. وهي جاهزة لايقاد الشعلة برغم تلويح عمال المترو باضرابات قد تعرقل سير المسابقات.

وتواجه البرازيل اسوأ ازمة اقتصادية في 80 عاما وارتفاع معدل الجريمة، كما تغيب علامات الفرح عن وجوه راقصي السامبا.

والتباين لافت في ريو بين شوارع ميسورة ومدن صفيح «فافيلا» تبث الرعب في قلوب زائري مدينة تنظم سنويا اشهر كرنفال في العالم، ومياهها ملوثة لدرجة ان اقامة سباقات المياه المفتوحة باتت مصدر قلق للسباحين.

وتحلم البرازيل بدخول مرحلة جديدة بعد استضافتها اهم حدث كروي في العالم عام 2014 إذ أذلتها ألمانيا 7-1 في نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم، ثم اكبر تظاهرة رياضية بعد سنتين، وقد اطلقت على الالعاب شعار «عالم جديد».

زيكا ضيف مزعج

لم يكف الالعاب الاولمبية مكر مسئولي الرياضة وجشعهم، فجاءت بعوضة صغيرة تنقل فيروس «زيكا» لتقض مضاجع ضيوف ريو.

فيروس ينتقل عن طريق لدغات البعوض، وقد يكون مسئولا عن الحمى، آلام مفاصل وفي حالات نادرة مشكلات عصبية، وبالنسبة للنساء الحوامل تشوهات خطيرة في رأس الجنين.

ويتكاثر البعوض صيفا، لكن شتاء ريو الحالي لم يقنع الكثير من النجوم بالعدول عن انسحابهم من حدث مرموق يقام مرة كل 4 سنوات.

وعزف أول 4 مصنفين في الغولف عن المشاركة خوفا من زيكا، فتضررت رياضة «الاغنياء» بعد ان وجدت صفتها الاولمبية اثر غياب 112 عاما. اعذار لم يتقبلها رياضيون آخرون، ووضعوها في خانة التهرب من بطولة غير مجدية ماديا.

وتعددت الاسباب والغياب واحد، منشطات روسيا ابعدت بطلة الوثب بالزانة يلينا ايسينباييفا (34 عاما) حاملة ذهبيتين اولمبيتين، ومواطنها سيرغي شبونكوف بطل العالم في سباق 110 م حواجز، وذلك بعد ثبوت تناول فاتنة كرة المضرب ماريا شارابوفا مواد محظورة.

وستحرم الاصابة نجم كرة المضرب السويسري روجيه فيدرر، صاحب 17 لقبا في البطولات الاربع الكبرى من المشاركة، وهو لا يزال يعاني من آلام مستمرة في ركبته.

آمال عربية متفاوتة

تتفاوت الحظوظ العربية بين مشاركات رمزية للبعض ومتوسطة وفاعلة لاخرين. وتوج العرب بـ24 ذهبية منذ انطلاق الالعاب، اولها في امستردام 1928. ولعنة المنشطات طالتهم ايضا، فاستبعد العداء السعودي يوسف مسرحي (400 م)، والمصري ايهاب عبد الرحمن وصيف بطل العالم 2015 في رمي الرمح. ومن ابرز المرشحين العرب لحصد ميداليات «القرش» التونسي اسامة الملولي حامل ذهبيتي 1500 م في بكين 2008 و10 كلم حرة في لندن 2012، مع مواطنته حبيبة لغريبي التي حصدت ذهبية 3 الاف م موانع في لندن 2012 بعد شطب نتيجة خصمتها الروسية المتنشطة.

وتعول الجزائر على العداء توفيق مخلوفي بطل سباق 1500 م، وقطر على معتز برشم صاحب برونزية الوثب العالي في لندن وناصر العطية صاحب برونزية السكيت في الرماية، بالاضافة الى منتخب كرة اليد، فيما يبحث المغرب عن تلميع صورته الملطخة بالمنشطات بعد ان اكتفى ببرونزية عبدالعاطي ايغيدير في لندن، وآماله معقودة على الفارس الخمسيني عبدالكبير ودار. ويبحث الكويتي فهيد الديحاني عن ميدالية ثالثة بعد برونزيتي الحفرة المزدوجة في سيدني 2000 والتراب في لندن 2012، ومن وراء الركام يطل السوري مجد الدين غزال حالما بنقل تألقه الحالي في الوثب العالي الى الساحة الاولمبية.

العدد 5081 - الخميس 04 أغسطس 2016م الموافق 01 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً