العدد 5084 - الأحد 07 أغسطس 2016م الموافق 04 ذي القعدة 1437هـ

الطلب البشري على موارد الطبيعة يتجاوز قدرة الارض على الانتاج

تستهلك البشرية يوم (الاثنين) كل الموارد التي في وسع الكوكب تجديدها في خلال سنة قبل حوالى خمسة اشهر على انتهاء العام، بحسب منظمة "غلوبال فوتبرينت نيتوورك" غير الحكومية التي الطلب البشري على موارد الطبيعة يتجاوز قدرة الارض على الانتاج
وفي 8 أغسطس/آب 2016، استنفذت البشرية خلال عشرة  أشهر كامل ميزانية موارد الطبيعة المخصصة لهذه السنة، متجاوزة القدرة الإيكولوجية للأرض، وذلك وفقاً لتقرير شبكة البصمة العالمية "Global Footprint Network" وهي منظمة دولية تعنى بأبحاث الاستدامة والبيئة وتقوم سنوياً برصد حجم طلب البشرية على موارد الكوكب مقابل القدرة البيولوجية للطبيعة أي قدرتها على تجديد الموارد واستيعاب النفايات، بما في ذلك ثاني أوكسيد الكربون.
المنظمة حددت هذا اليوم واطلقت عليه اسم يوم تجاوز موارد الطبيعة "Earth Overshoot Day" وهو اليوم الذى يستنفذ فيه البشر الموارد الطبيعية السنوية، وقد تحقق هذا مبكراً فى يوم 8 أغسطس بدلا من مطلع أكتوبر/تشرين الأول (كما كان في عام 2000) أي قبل شهرين من الموعد المحدد، في إشارة إلى أن الأنشطة البشرية أصبحت تضع مزيداً من الضغوط على الموارد الطبيعية للأرض أكثر من أي وقت مضى.
رئيس شبكة البصمة البيئية العالمية، ماتيس واكرناجل، وأحد واضعي المعيار الحسابي للموارد في احتساب البصمة البيئية يقول: "أصبح التجاوز العالمي لرصيد الموارد الطبيعية تحدياً حاسماً في القرن الحادي والعشرين فهو مشكلة إيكولوجية واقتصادية في آن واحد".
ففي الستينيات من القرن الماضي كانت البشرية تستعمل فقط نحو ثلاثة أرباع القدرة المتوافرة للأرض لانتاج الغذاء والألياف والأخشاب والأسماك وامتصاص الغازات الدفيئة. وكانت لدى غالبية البلدان قدرات بيولوجية تفوق بصماتها البيئية. ومع أوائل السبعينيات أدى النمو الاقتصادي والديموغرافي العالمي إلى ازدياد البصمة البيئية للبشرية أكثر مما يستطيع الكوكب إنتاجه بشكل متجدد مما أدخلنا في أزمة "تجاوز إيكولوجي".
وتقول شبكة (GFN) إن انبعاثات الكربون هي أعظم ما خلفته البشرية على الطبيعة، ويمثل أكثر من نصف البصمة البيئية للبشرية. وتكاليف هذا الاسراف في الاستهلاك والانفاق البيئي أصبح أكثر وضوحاً يوماً بعد يوم، في اشكال عدة كإزالة الغابات والجفاف وندرة المياه وتآكل التربة، وفقدان التنوع البيولوجي وتراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

البصمة البيئية

البصمة البيئية هي مساحة الأرض والماء التي يحتاجها السكان لتوليد الموارد المتجددة التى يستهلكونها، واستيعاب النفايات المقابلة التى يتم انتاجها، وذلك باستخدام التكنولوجيا السائدة. وبعبارة أخرى، فإنه مصطلح يقيس "كمية الطبيعة" التي نستخدمها ويقارن ذلك مع كم "الطبيعة" الذي لدينا في الواقع.
ومن ناحية أخرى، القدرة البيولوجية هي قدرة الغلاف الجوي على التجدد وتوفير الحياة، متماشياً مع اتجاهات الطلب. وهو مصطلح يقارن بين المواد المستخدمة فى اقتصادات الإنسان، وما يمكن للطبيعة أن تعيد انتاجه وتجدده. ويستخدم تقرير منظمة (GFN) وحدة "الهكتار العالمية" لقياس البصمة البيئية والطاقة البيولوجية، والهكتار، هو المنتج البيولوجي مع المتوسط العالمي للإنتاجية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً