العدد 5082 - الجمعة 05 أغسطس 2016م الموافق 02 ذي القعدة 1437هـ

نجاة مفتي مصر السابق علي جمعة من محاولة اغتيال في القاهرة

علي جمعة متحدثاً إلى عدد من الصحافيين في منزله بعد تعرضه لمحاولة اغتيال -AFP
علي جمعة متحدثاً إلى عدد من الصحافيين في منزله بعد تعرضه لمحاولة اغتيال -AFP

نجا مفتي مصر السابق علي جمعة، المقرب من السلطات، من محاولة اغتيال بالرصاص أثناء توجهه لصلاة الجمعة أمس (5 أغسطس/ آب 2016) في القاهرة، أسفرت عن إصابة حارسه الشخصي بجروح طفيفة.

وكان جمعة (64 عاما)، المعروف بانتقاده الشديد لتيار الإسلام السياسي في مصر، تعرض لإطلاق النار وهو في طريقه لإداء صلاة الجمعة في مسجد فاضل الملاصق لمنزله في منطقة غرب سوميد في مدينة 6 أكتوبر في غرب القاهرة.

وقالت وزارة الداخلية في بيان: إن «مجهولين كانوا يختبئون بإحدى الحدائق على خط سيره، قاموا بإطلاق النار تجاه فضيلته، إلا أن القوة المرافقة له والمكلفة بتأمينه بادلتهم إطلاق النيران». أصيب أحد حراس المفتي السابق إصابة طفيفة في قدمه ولاذ المهاجمون بالفرار، بحسب الداخلية التي قالت إنها تكثف جهودها للقبض عليهم.

وشغل جمعة منصب مفتي الجمهورية في مصر بين العامين 2003 و2013 وهو من أشد رجال الدين المصريين انتقاداً لتيارات الإسلام السياسي وخصوصاً جماعة «الإخوان المسلمين»، ودعم قيام الجيش بعزل الرئيس «الإخواني» محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013.

وجمعة معروف بقربه من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي قاد عملية الاطاحة بمرسي حين كان قائداً للجيش، بعد احتجاجات شعبية واسعة ضد حكمه. وشارك جمعة في دعم حملة السيسي الانتخابية الرئاسية في العام 2014.

وقال علي جمعة في اتصال مع القناة الأولى للتلفزيون المصري «احتميت بسور المسجد ثم دخلت إليه» مع بدء إطلاق النار.

وأضاف «لم أر أين كانوا يختبئون»، مضيفاً «اشترك كل من كان معه سلاح في رد هؤلاء حتى فروا منهزمين».

وأضاف جمعة الذي لم يكن مقرراً أن يدلي بخطبة الجمعة، «لكنني خطبت الجمعة حتى تكون رسالة لهؤلاء» معتبراً الهجوم «رسالة هدفها التخويف».

وقال شاهد يدعى محمد زكريا يسكن جوار المسجد في اتصال مع وكالة «فرانس برس»: «كنت أهم بالتوجه للمسجد. سمعت إطلاق نار شديدا. 20 أو 30 ثانية من سلاح آلي». وتابع «راح المصلون يفرون من المسجد وإمام المسجد يطالبهم بالثبات والعودة».

وأعلنت حركة تطلق على نفسها اسم «سواعد مصر - حسم»، مسئوليتها عن محاولة اغتيال جمعة. وزعمت الحركة في بيان لها عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنه تم استهداف جمعة، في الساعة الثانية عشرة و5 دقائق من ظهر أمس من خلال كمين تم إعداده له ولطاقمه، مما أسفر عن إصابة حارسه الشخصي.

وأشارت الحركة، إلى أن ظهور عموم المدنيين في المشهد، وهرولة مفتي الجمهورية السابق إلى مسجد فاضل، حال دون استهدافه، متوعدينه بمحاولات أخرى.

وأحاط رجال أمن مسلحون بالزي الرسمي والمدني بالمفتي السابق أثناء خروجه مبتسماً من المسجد، بحسب ما ظهر في صور بثتها قناة «سي بي سي اكسترا» الفضائية الخاصة التي قالت إن شرطيين يقومون بتمشيط الحدائق المحيطة بالمسجد.

وجمعة عضو هيئة كبار علماء الأزهر إحدى أعلى الهيئات الدينية في الأزهر الشريف. وهو يعرف بآرائه الدينية المعتدلة غير المتشددة، ويتهمه نشطاء بدعم حملة القمع التي تشنها السلطات المصرية ضد أنصار «الإخوان المسلمين» التي خلفت مئات القتلى وآلاف المحبوسين.

وأفاد جمعة أن هذه المحاولة لم تكن الأولى لاغتياله. وقال في اتصال آخر مع هذه القناة «هذه ليست أول مرة. فجروا بيتي في الفيوم (قرابة 100 كيلومتر جنوب القاهرة)، وحاولوا مرة أخرى في الحديقة. هؤلاء أغبياء جداً» في إشارة للمهاجمين.

وكان النائب العام المصري السابق هشام بركات قتل في يونيو/ حزيران 2015 في تفجير سيارة مفخخة استهدفته في حي مصر الجديدة في شرق القاهرة، ليكون أعلى مسئول مصري يتم اغتياله منذ مقتل رئيس مجلس الشعب السابق رفعت المحجوب بالرصاص في القاهرة في العام 1990.

وفي الخامس من سبتمبر/ أيلول 2013، نجا وزير الداخلية المصري السابق محمد إبراهيم من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة نفذها انتحاري في حي مدينة نصر في شرق القاهرة.

وتبنى هذا الهجوم الفاشل تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» لاحقاً وأصبح يسمي نفسه «ولاية سيناء».

العدد 5082 - الجمعة 05 أغسطس 2016م الموافق 02 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً