العدد 5084 - الأحد 07 أغسطس 2016م الموافق 04 ذي القعدة 1437هـ

معارك في جنوب حلب السورية بعد فك حصار أحيائها الشرقية

مناوشات في منبج بين «قوات سورية الديمقراطية» و«داعش»

مقاتلون من المعارضة السورية يشتبكون مع القوات النظامية في جنوب غرب حلب - AFP
مقاتلون من المعارضة السورية يشتبكون مع القوات النظامية في جنوب غرب حلب - AFP

شهدت المناطق الواقعة في جنوب غرب مدينة حلب اشتباكات متقطعة أمس الأحد (7 أغسطس/ آب 2016)، غداة تعرض الجيش السوري لضربة قوية بعدما تمكنت فصائل المعارضة وبينها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) من فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية.

وبذلك، انقلبت المعادلة وبات مقاتلو الفصائل يطوقون عمليّاً أحياء حلب الغربية التي يسيطر عليها النظام منذ بدء المعارك في مدينة حلب في الشمال السوري في صيف 2012. وبينما أكد الإعلام الرسمي أن الجيش السوري أوجد طريقاً بديلاً للأحياء الغربية، طغى الخوف على السكان فسارعوا إلى تخزين المواد الغذائية التي سرعان ما ارتفعت أسعارها بشكل كبير.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تدور اشتباكات متقطعة ترافقها غارات جوية لكن بدرجة أقل» في جنوب غرب مدينة حلب، غداة خسارة الجيش السوري مواقع مهمة تضم كليات عسكرية في هذه المنطقة.

وأعلنت فصائل المعارضة في إطار تحالف «جيش الفتح»، وأهمها حركة «أحرار الشام» و»جبهة فتح الشام»، وبعد هجومين عنيفين يومي الجمعة والسبت الماضيين، كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري منذ (17 يوليو/ تموز) على أحياء حلب الشرقية ويقيم فيها 250 ألف شخص.

وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية التقى مقاتلو الفصائل القادمين من داخل مدينة حلب بآخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، والذي يمر منه طريق الإمداد الوحيدة إلى الأحياء الغربية.

وأظهر شريط فيديو، اطلعت عليه وكالة «فرانس برس»، إجلاء المقاتلين لمجموعة من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، قالوا إنهم كانوا موجودين في منطقة الدباغات في الراموسة.

والراموسة، منطقة عسكرية وصناعية، تتواجد فيها بعض العائلات التي يعمل أفرادها في المصانع هناك.

وأفاد مصدر في الفصائل عن ادخال المقاتلين «سبع شاحنات خضراوات وفاكهة» أمس إلى الأحياء الشرقية عن طريق الراموسة. إلا أن المرصد السوري أكد أمس أن المدنيين لن يتمكنوا من المرور عبر هذا الطريق لخطورته.

وقال قائد قطاع حلب في حركة «نور الدين الزنكي»، عمر سلخو: «الطريق للاستخدام العسكري حاليّاً... وسيسمح للمدنيين بعبوره بعد تأمينه بشكل كامل».

ونفى الاعلام الرسمي بدوره فك الحصار عن الأحياء الشرقية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري «هذه المجموعات الإرهابية لم تتمكن من كسر الطوق المفروض على الارهابيين في الأحياء الشرقية».

وأكد المصدر استمرار الاشتباكات في جنوب وجنوب غرب حلب.

كما نقلت «سانا» عن مصدر عسكري أمس أن «سلاح الجو ينفذ 21 طلعة قتالية ويوجه 86 ضربة جوية على تجمعات الإرهابيين ومحاور تحركهم في جنوب وغرب حلب خلال الساعات الـ12 الماضية».

وقصفت الطائرات الحربية السورية والروسية، بحسب المرصد، أحياء عدة في الجهة الشرقية، وتضمن ذلك القاء براميل متفجرة.

أما عبدالرحمن فأكد أن «قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها تعرضوا لخسارة مهمة جدّاً». وأوضح أن الفصائل المعارضة «لم تتمكن فحسب من كسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية بل إنها قطعت أيضاً آخر طرق الإمداد إلى الأحياء الغربية التي باتت محاصرة» ويقيم فيها نحو مليون و200 ألف نسمة.

وهكذا يكون المشهد انقلب تماماً في حلب، وحيث تعد المعارك فيها محورية في الحرب الدائرة في البلاد. إلا أن مراسل التلفزيون الرسمي أكد أن «الجيش أوجد طريقاً بديلاً لدخول المواد الغذائية والمحروقات» إلى الأحياء الغربية.

وأوضح عبدالرحمن بدوره «تعمل قوات النظام على فتح طريق جديد من الأحياء الغربية باتجاه الشمال وتسعى حاليّاً إلى تأمينه لضمان إمكانية استخدامها».

على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مناوشات واشتباكات لاتزال تدور بين «قوات سورية الديمقراطية» من جانب، وما تبقى من جيوب لعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» من جانب آخر، في منطقة سوق مدينة منبج ومحيط دوار الدلة.

وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه أن «قوات سورية الديمقراطية» تحاول استكمال عمليات التمشيط داخل المدينة للتأكد من إنهاء وجود تنظيم «داعش» فيها. وكان المرصد أفاد أمس الأول بأن «قوات سورية الديمقراطية» تمكنت من السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي.

العدد 5084 - الأحد 07 أغسطس 2016م الموافق 04 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً