العدد 5088 - الخميس 11 أغسطس 2016م الموافق 08 ذي القعدة 1437هـ

من ممثلين للحرب إلى ممثلين على المسرح: بناء الشباب والسلام معا في لبنان

واشنطن - البنك الدولي 

تحديث: 12 مايو 2017

قال أرسطو ذات مرة "العادات السليمة التي تتشكل في فترة الشباب تحدث فارقا كبيرا". ويا له من فارق تحدثه مجموعة من الشباب والشابات اللبنانيين الذين يدعون إلى السلام لإحداث فارق!

أعمارهم تتراوح بين 16 و25 عاما. إنهم فقراء وعاطلون عن العمل. كانوا في يوم من الأيام في حرب فعلية فيما بينهم في مدينتهم المقسمة طائفيا طرابلس. فسكان ضاحيتي باب التبانة السنة وسكان جبل محسن العلويين يدخلون على نحو متكرر في نزاعات فيما بينهم.

ولكن في بداية عام 2015، فرضت الحكومة وقفا لإطلاق النار وضع نهاية للمواجهات العنيفة التي لا تنتهي واستعادت الهدوء في المدينة.

عندئذ توجهت منظمة لبنانية غير هادفة للربح تعمل على نشر السلام إلى الضاحيتين بحثا عن نوع مختلف من التجنيد: التجنيد من أجل السلام. حشدت جمعية مارش الشباب لكي يشاركوا في عروض مسرحية!

ونظمت الجمعية بروفات لأكثر من 100 شاب من الضاحيتين، تم اختيار 16 منهم، ثمانية من كل ضاحية. كانت الفكرة بسيطة: كتابة وإنتاج مسرحية كوميدية مستقاة من حياة المواطنين يؤديها هؤلاء الممثلون الجدد في جميع أنحاء لبنان. المشروع لم شملهم وحولهم من ممثلين للحرب إلى ممثلين على المسرح.

مسرحية "حب وحرب ع السطح- حكاية طرابلسية" تدور قصتها حول مخرج مسرحي من طرابلس يقرر اقتباس مسرحية شكسبير "روميو وجولييت" وتحويرها على الطريقة الطرابلسية ليقوم ببطولتها علي، من جبل محسن، وعائشة من باب التبانة. تُقتل عائشة في المسرحية على يد شقيقها الغاضب بعد أن اكتشف أنها هربت مع علي للزواج منه رغم اعتراض أسرتيهما.

تحديد القضايا للتوصل إلى حسم للنزاعات

يسلط المشروع الضوء على العديد من القضايا المحيطة بالصراع، بدءا من مختلف الأسباب التي تقف وراءه وانتهاء بالتوصل إلى حل دائم يفضي في النهاية إلى السلام.

وقالت ليا بارودي، المؤسس المشارك لجمعية مارش، خلال عرض لفيلم وثائقي مؤخرا عن المشروع في مقر البنك الدولي بواشنطن العاصمة، "دعونا لا نستهين بالسهولة التي يمكن أن يتحول بها الناس العاديون إلى التطرف الديني عندما يعيشون ظروفا من الظلم والحرمان وتعاطي المخدرات واليأس".

وقالت "هنا يكمن جمال التحرك من قبل المجتمع المدني والمجتمع الدولي معا". وأضافت أن التحرك الآن يشمل "خلق وظائف مستدامة لهم، ودفعهم إلى التعلم، ومدهم بالمساحات الاجتماعية والثقافية، ومكافحة تعاطي المخدرات، والأهم، تمكينهم من التعبير، والاستماع إليهم، وصيانة حقوقهم الأساسية ومعاملتهم كمواطنين على قدم المساواة".

بدوره، قال ألكسندر مارك، رئيس خبراء البنك الدولي لشؤون الهشاشة والصراع والعنف لدى البنك الدولي، إنه من أجل التحرك، يتعين أن ننظر إلى ما هو أبعد من مسألة التوظيف. وأضاف أن التوظيف مهم للغاية، إلا أن "المهم حقيقة هو عندما نرى برامج عميقة للغاية كهذا الذي يتصدى لهذه المشاكل التي لا علاقة لها بالتوظيف في الحقيقة. إنها تتعلق في الواقع بمنح هؤلاء الناس معنى وإيصالهم إليه".

وأضاف أن علينا أن نخطو خطوة بعيدا عن التوظيف وأن نلقي نظرة أعم مثلما فعل المشروع بالسؤال عن نوع القضايا التي تؤرق الشباب.

كما أكد مارك على أن الشباب هم جزء من المجتمع المحلي. "ما يحتاج المرء إلى عمله بفعالية أكثر هو في الواقع التعامل مع المجتمع". وقال إن موطن القوة الذي وجده في البرنامج هو أنه يتصدى لمشاكل المجتمع باستهداف المجتمع نفسه والعمل معه على حل المشاكل على طريقة الشباب.

وقال مارك، "إن استهداف المجتمع المحلي نفسه أكثر فعالية بكثير من استهداف الشباب وحده".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً