العدد 5091 - الأحد 14 أغسطس 2016م الموافق 11 ذي القعدة 1437هـ

فيدل كاسترو يهاجم الولايات المتحدة في عيد ميلاده التسعين

الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في أول ظهور علني منذ أبريل - EPA
الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في أول ظهور علني منذ أبريل - EPA

شارك الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، أمس الأول السبت (13 أغسطس/ آب 2016)، في عشاء عام بمناسبة عيد ميلاده التسعين بحضور شقيقه راؤول والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في أول ظهور علني له منذ أربعة أشهر، بعدما انتقد في مقال الولايات المتحدة في أوج تقارب بين هافانا وواشنطن بعد عداء الحرب الباردة.

وفي مقال بعنوان: «عيد الميلاد» نشر مساء الجمعة الماضي في الصحف الحكومية، ذكَّر زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو، الذي تخلى عن السلطة في العام 2006 لأسباب صحية، لشقيقه راؤول كاسترو، بمحاولات واشنطن المتكررة لاغتياله عندما كان يقود كوبا.

وقال: «كدت أضحك من الخطط الماكرة للرؤساء الأميركيين»، بينما تقول الاستخبارات الكوبية إنه استهدف بـ 634 مؤامرة بين 1958 (قبل عام من وصوله إلى السلطة) والعام 2000.

وانتقد فيدل كاسترو الرئيس الأميركي باراك أوباما معتبراً أنه كان الأجدر به أن يقدم اعتذاراته أثناء زيارته التاريخية لهيروشيما.

وقال: إن «خطاب الرئيس الأميركي في اليابان كان خالياً من الاعتذار عن قتل مئات الآلاف من الأشخاص في هيروشيما، مع أن الولايات المتحدة تعرف تأثير القنبلة».

وفي الوقت نفسه أشاد كاسترو «بالقوتين الكبريين» الصين وروسيا التي هنأ رئيسها فلاديمير بوتين «صديقه العزيز» بعيد ميلاده.

وبعد ظهر أمس الأول، شارك فيدل كاسترو في عشاء في أول ظهور علني له منذ (إبريل/ نيسان الماضي). وحضر مادورو العشاء الذي أقامته جمعية لمسرح الأطفال في قاعة كارل ماركس للعروض في هافانا، بحسب لقطات بثها التلفزيون الكوبي مباشرة.

ومنذ أسابيع، انتشرت في كوبا إعلانات تحمل صور أحد الرجال الأكثر تأثيراً وإثارة للجدل في تاريخ القرن العشرين. وما زال فيدل كاسترو حاضراً أكثر من أي وقت مضى في الجزيرة الشيوعية.

وقال مانويل برافو (48 عاماً)، الذي يعمل صانع زجاج، إنه في كوبا «فيدل هو كل شيء، انه الرياضة والثقافة... انه التمرد. الكوبي متمرد بفضل فيدل».

وأرسى فيدل كاسترو نظاماً اشتراكيّاً يحكمه الحزب الواحد ويلقى انتقادات حادة على الساحة الدولية بسبب الانتهاكات العديدة لحقوق الانسان. لكنه ايضا الرجل الذي أمن العلاج والتعليم المجانيين لملايين الكوبيين ومعظمهم فقراء.

وخلافاً لصورة المقاتل البطل الذي دخل هافانا منتصراً في العام 1959، يبدو فيدل كاسترو اليوم رجلاً مسنّاً بلحية بيضاء أنهكته مشكلة معوية حادة منذ سنوات ويعيش في بيته في هافانا حيث يستقبل قلة من الشخصيات.

وفي آخر ظهور علني له في (19 إبريل) لاختتام مؤتمر الحزب الشيوعي الكوبي، قال فيدل بصوت مرتجف: «قريباً سأنتهي مثل الآخرين. الدور سيأتي للجميع».

إلا أن معارضيه لم ينسوا سنوات القمع. وقالت المنشقة البالغة من العمر 71 عاماً، مارتا بياتريس روك إنه «سيبقى رجلاً مستبداً».

ورأى استاذ العلوم السياسية في جامعة أوكسفورد، كيفين كازاس زامورا أن فيدل كاسترو ومع أنه ابتعد عن السلطة، مازال «يمارس تأثيراً غير مباشر على بعض شخصيات النظام التي لا تريحها إصلاحات راؤول».

وأضاف أن وجوده يشكل «سدّاً في وجه أكثر الإصلاحات الاقتصادية والسياسية جرأة».

لكن فيدل كاسترو لم يتمكن من منع أحد أكبر التغييرات في الجزيرة، وهو التقارب الدبلوماسي التاريخي الذي بدأ في العام 2015 مع الولايات المتحدة.

العدد 5091 - الأحد 14 أغسطس 2016م الموافق 11 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً