العدد 5091 - الأحد 14 أغسطس 2016م الموافق 11 ذي القعدة 1437هـ

القوات الموالية للحكومة الليبية تواصل تقدمها في سرت

قوات موالية للحكومة الليبية تنتشر في حي الزعفران بعد طرد «داعش» منه - afp
قوات موالية للحكومة الليبية تنتشر في حي الزعفران بعد طرد «داعش» منه - afp

واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية أمس الأحد (14 أغسطس/ آب 2016) تقدمها في سرت حيث بسطت سيطرتها على مزيد من المباني، وتحاول دحر المتشددين من الأحياء المتبقية تحت قبضتهم بعد أربعة أيام على خسارتهم معقلهم الرئيسي في المدينة الساحلية.

وشاهد مصورو «فرانس برس» مقاتلي القوات الحكومية وهم يحاولون التقدم باتجاه الحي رقم ثلاثة في سرت مستخدمين المدافع الرشاشة والأسلحة الخفيفة، بينما أعلنت قيادة القوات الحكومية بسط السيطرة على عمارات ألف وحدة سكنية وهي مجموعة قيد الإنشاء.

وقال المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» في بيان: إن «قوات البنيان المرصوص تبسط سيطرتها على عمارات 1000 وحدة سكنية (العمارات الهندية) وتستمر في التقدم باتجاه الحي رقم 2».

من جهته أوضح الناطق باسم «البنيان المرصوص» العميد محمد الغصري لوكالة «فرانس برس» أن سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» في سرت باتت تقتصر عمليّاً على الحي رقم واحد فقط الواقع في وسط المدينة؛ لأن الحيين الباقيين، أي رقم اثنين الواقع إلى الغرب ورقم ثلاثة الواقع إلى الشرق، هما «منطقتا اشتباك».

وأوضح الغصري أن القوات الموالية للحكومة «تمكنت من دخول الحي رقم اثنين وهي تحاول بسط سيطرتها الكاملة عليه وهو أمر نتوقع حصوله» قريباً، في حين أن تقدمها على الجبهة الثانية أي في «الحي رقم ثلاثة يسير بوتيرة أبطأ».

وشدد الناطق على أن «المعركة عسكريّاً انتهت»، وأن «إعلان النصر لن يطول كثيراً»، من دون أن يحدد متى يتوقع حصول ذلك. وأضاف أن تقدم قوات «البنيان المرصوص» تم «بفضل من الله ومن سلاح الجو الأميركي» الذي شنَّ أمس «أكثر من خمس غارات على مواقع» المتشددين في سرت، مشيراً إلى أن هذا الإسناد الجوي أدى إلى تقليل الخسائر البشرية في صفوف القوات الحكومية.

وأوضح أنه «قبل التدخل الأميركي كان الهجوم يكلفنا ما بين 35 و40 شهيداً، أما الآن فأصبحت خسائرنا أقل بكثير واليوم تحديداً سقط لنا في المعركة ثلاثة شهداء فقط».

وعن أوضاع المدنيين في سرت أكد الغصري أن «سرت خالية من المدنيين نهائيّاً، اللهم إلا من عوائل الدواعش»، مؤكداً أن قوات البنيان المرصوص سمحت للمدنيين الفرار من المدينة و»هذا ما كلفنا أكثر من 40 شهيداً؛ لان الدواعش أرسلوا ثلاث سيارات مفخخة على انها لإخراج مدنيين من سرت لكن هؤلاء كانوا انتحاريين فجروا سياراتهم بمقاتلينا».

ومنذ انطلاقها في (12 مايو/ أيار الماضي)، قتل في عملية «البنيان المرصوص» أكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية وأصيب أكثر من 1800 بجروح، بينهم 150 جروحهم خطرة.

وكان المركز الاعلامي لعملية «البنيان المرصوص» أعلن أمس الأول (السبت) السيطرة على مبنى إذاعة كان المتشددون يستخدمونها لبث دعايتهم. وقال في بيان: إن «قواتنا تبسط سيطرتها على مبنى إذاعة مكمداس الخاصة بعد عمليات تمشيط واسعة للمناطق التي سيطرت عليها مؤخراً.

وجال مصورو وكالة «فرانس برس» داخل مباني جامعة سرت ومركز واغادوغو حيث لاتزال شعارات المتشددين شاهدة على فترة احتلال التنظيم المتطرف لهذه المباني. وعلى مدخل جامعة سرت رفع التنظيم شعاري «خلافة على منهاج النبوة» و»الدولة الإسلامية باقية وتتمدد» لكن مقاتلي القوات الحكومية حاولوا تغطية هذين الشعارين بالطلاء.

وداخل قاعات مركز واغادوغو كان الدمار سيد الموقف، بحسب المصور الذي شاهد أمام المركز مجموعة من مقاتلي القوات الحكومية وهم يرفعون شارة النصر وبأيديهم لافتة للتنظيم كتب عليها «نقاتل في ليبيا وأعيننا على روما»، في إشارة إلى التهديدات التي ما انفك التنظيم يتوعد بها الأوروبيين بالسيطرة على عاصمة الكثلكة في العالم.

وفي إيطاليا ذكرت وسائل الإعلام أن السلطات الليبية أبلغت نظيرتها الإيطالية بوجود خلية متشددة قرب ميلانو على صلة بأحد قادة تنظيم «داعش».

وأوضحت المصادر أن هذه المعلومات حصلت عليها الاستخبارات الليبية بعد العثور على وثائق في مقرات التنظيم في سرت هذا الأسبوع. وبحسب الوثائق فإن المتشددين المتمركزين قرب ميلانو في شمال إيطاليا، يأتمرون بأبونسيم، وهو تونسي في السابعة والأربعين من العمر، وعاش في البلاد خلال شبابه، ثم قاتل في أفغانستان وسورية قبل أن يصبح قائداً في التنظيم بليبيا في العام 2014.

العدد 5091 - الأحد 14 أغسطس 2016م الموافق 11 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً