العدد 5094 - الأربعاء 17 أغسطس 2016م الموافق 14 ذي القعدة 1437هـ

جائزة تحمل اسم نابوكوف لتعزيز «الأصوات العالمية» في أميركا

تصل قيمتها إلى 50 ألف دولار...

فلاديمير نابوكوف
فلاديمير نابوكوف

تم إطلاق جائزة أدبية جديدة للمؤلفين الأجانب تحمل اسم الكاتب الأميركي من أصل روسي، فلاديمير نابوكوف، تصل قيمتها إلى 50 ألف دولار أميركي، ما يعادل 38 ألفاً و 500 جنية إسترليني، «تكريماً لروح نابوكوف»، وُصفت بأنها محاولة لمواجهة كراهية الأجانب على نحو متزايد، والتعصُّب ضيِّق الأفق، في الولايات المتحدة الأميركية.

وتحلُّ جائزة «القلم/ نابوكوف»، المدعومة من مؤسسة فلاديمير نابوكوف الأدبية، محلَّ جائزة أخرى تحمل الاسم نفسه، إلا أنها تأخذ طابعاً مختلفاً؛ إذ ستُخصَّص للكتَّاب الأجانب المولودين أو المُقيمين في الخارج، ممَّن يكتبون بالإنجليزية، أو تتمُّ ترجمة أعمالهم إليها، في لفتة تقدير لعمل الكتَّاب، وامتداد فترة من الإنتاج الأدبي.

ونقل تقرير كتبته أليسون فلود، في صحيفة «الغارديان» البريطانية، يوم الخميس (11 أغسطس/ آب 2016)، عن منظمة القلم الأميركية، أن لجنتها ستمنح الجائزة لكاتب في مجال الأعمال غير الروائية أو الشعر أو المسرح أو الرواية، على أن يستحضر الكاتب الفائز بالجائزة الموهبة متعدِّدة الجوانب لنابوكوف، والتزامه بالأدب «كبحث عن الحقيقة الأعمق والمتعة الأكبر».

وكانت قيمة جائزة «القلم/ نابوكوف» تُقدَّر سابقاً بـ 20 ألف دولار، وذات طابع محدود في توجُّهها العالمي. ومن بين الفائزين بالجائزة فيليب روث (كاتب وروائي أميركي من مواليد 19 مارس/ آذار 1933). نال شهرة واهتماماً في مطلع العام 1959، بعد صدور روايته «وداعاً كولومبوس»، والتي يقدِّم فيها صورة عن الحياة اليهودية الأميركية، ونال بها الجائزة الأميركية القومية للكتاب والرواية. كما حصل مرَّتين على جائزة الكتاب الوطني، ومرتين على جائزة النقَّاد الوطنية للكتاب، وثلاث مرات على جائزة «PEN / فولكنر». وتَوَّج جهوده بجائزة بوليتزر العام 1997)، كما حصل عليها الروائي والصحافي والسياسي البيروفي ماريو فارغاس يوسا، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب العام 2010، والكاتبة والروائية والقاصة والناقدة الأميركية سينثيا أوزيك، ولم يتم منح الجائزة لأي من الكتَّاب في العام 2008.

وقال رئيس منظمة القلم الأميركية، أندرو سولومون، بحسب صحيفة «الغارديان»، إن النسخة الجديدة هي أول جائزة من المنظمة، تركِّز خصوصاً على الكتَّاب الأجانب، من بلدان العالم المختلفة.

وأضاف «في وقت لا يوجد حوار يُذكر بين الأمم، ستعمل هذه الجائزة على لفت الانتباه إلى أصوات عالمية بارزة قد تكون غير معروفة لغالبية القرَّاء الأميركيين».، مشيراً إلى أن الجائزة تمثثِّل جهداً مضاداً يستحق الترحيب في مواجهة كراهية الأجانب المتفشية وضيق الأفق المتعصّب».

وأكَّد تجديد التعاون الوثيق بين مؤسسة فلاديمير نابوكوف الأدبية، ومنظمة القلم الأميركية، في سبيل تشييد إرث بين الثقافات، مع واحد من أعضاء منظمة القلم، الذي يعد الأكثر احتراماً بحضوره العالمي المتعدِّد، وواحداً من أستاذة القص في العالم: فلاديمير نابوكوف.

من جانبه، أوضح رئيس مؤسسة نابوكوف الأدبية، أندرو ويلي بأن المؤسسة أرادت التفريق بين جائزة «القلم/ نابوكوف»، وجوائز «القلم» الأخرى، وبذلك تُسد الحاجة في هذا المجال، مشيراً إلى أن التأثير العالمي لكتابات نابوكوف يبرِّر مثل هذا الخيار.

وسيختار خمسة من الكتَّاب الدوليين الفائز بالجائزة السنوية. وسيتم إعلان الفائز الأول في فبراير/ شباط من العام المقبل (2017)، في حفل توزيع الجوائز الأدبية لمنظمة القلم الأميركية في نيويورك. ولن تكون الترشيحات العامة مفتوحة.

ضوء على السيرة

يُذكر أن فلاديمير نابوكوف كاتب روسي أميركي، ولد في 23 أبريل/ نيسان 1899 في سانت بطرسبرغ بروسيا، لعائلة ثرية؛ حيث كان والده أحد كبار رجال القانون الروس في عصره (تم اغتياله من قبل عملاء سوفيات)، وكان جدُّه وزيراً سابقاً في العهد القيصري، وقد تلقى نابوكوف مع إخوته تعليماً ثلاثي اللغات بالروسية والإنجليزية والفرنسية. مع قيام ثورة أكتوبر/ تشرين الأول 1917، التحق بكلية تيرنتي بجامعة كامبريدج؛ حيث درس العلوم واللغات والأدب الوسيط.

لم يعرف الشهرة العالمية إلا حين بدأ كتابة رواياته وأعماله باللغة الإنجليزية؛ حيث بدأ بلغته الأم (الروسية). تميَّزت كتاباته بالإيغال في التعقيد، وتوظيفاته للمجازات في الكثير من أعماله إن لم يكن معظمها.

ظهرت أولى رواياته العام 1925 تحت عنوان «ماشينكا»، وفي العام 1926، ظهرت مسرحيته المعادية للسوفيات «رجل سوفياتي» لتليها رواية «الملك ــ السيدة ــ الخادم» في العام 1931، وكانت هذه الفترة أخصب فترات عطاء نابوكوف الإبداعي؛ حيث نشر عمله «الغلطة» في العام 1932، ثم عاد في العام 1934 ونشر أعمالاً مهمة مثل «سباق مجنون» و «دعوة للعذاب» وفي هذه الأخيرة عداء شديد للحكم التوليتاري السوفياتي، وفي العام 1938، كتب وللمرة الأولى رواية باللغة الإنجليزية هي «سيرة سباستيان نايت الحقيقية».

في العام 1939، غادر إلى أميركا للعمل بجامعة ستانفورد، ثم درَّس الأدب الروسي بجامعات بوسطن وهارفارد، كما نشر في العام 1944م دراسة معمَّقة عن «جوجول»، وفي العام 1945، حصل على الجنسية الأميركية، ليتم تعيينه في جامعة كورنيل، وبدأ في كتابة سيرته الذاتية التي ظهرت العام 1951م بعنوان «من الشاطئ الآخر».

وفي العام 1955 نشر روايته «لوليتا» التي مُنعت أول الأمر في أميركا، وفي العام 1957، نشر رواية «بنين». حصل من حقوق تحويل رواية «لوليتا» إلى فيلم على 150 ألف دولار، ليتفرَّغ في هوليوود العام 1960م لكتابة سيناريو لهذا الفيلم، إلا أنه سافر لأوروبا العام 1962 حيث كتب «النار الخافتة»، وفي العام 1969م كتب أطول رواياته (آدا).

ظهرت عن نابوكوف عشرات الكتب بمختلف اللغات، وكان من أبرزها كتاب بريان بويد «نابوكوف السنوات الروسية» 1990م و»السنوات الأميركية» 1991م، وكتاب بالروسية ألفه د. بورلاكا العام 1997م تحت عنوان «نابوكوف: مع أم ضد»، وكتاب «نابوكوف» ضمن سلسلة «كتاب كل الأزمنة» بفرنسا 1995م، وأيضاً نابوكوف واستبدادية المؤلف لموريس كوتيرييه العام 1995م، ثم عمل عن سيرته لأندريوفيلد هو «نابوكوف: حياة كاملة أو تكاد»، و «نابوكوف والهجرة المنشودة» 1994م لدانييل سوتون.

توفي يوم 2 يوليو/ تموز 1977م، في مونترو بسويسرا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً