العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ

توجهات الفكر الإداري المعاصر (2)

إن الغاية من استعراض بعض الجديد في الإدارة ليست الدخول في تفصيلات المسائل والقضايا التي يتم تناولها. فكما يذكرنا آبلبي في مستهل مقدمته لكتابه «إدارة الأعمال الحديثة» (الذي سبق التنويه به): «إن موضوع الإدارة هو من الاتساع بحيث أن أي كتاب وحده ليس كافياً لأن يقدم سوى موجز للموضوع». وبحث موضوع الإدارة هنا إنما يأتي ضمن نطاق ورقة لا كتاب. وقبل الشروع في ذلك يكون من المناسب إلقاء بعض الضوء على الأساس الذي تم الاستناد إليه في اختيار تلك الأدبيات علماً بأن هناك بين الكتب التي نشرت خلال الفترة الزمنية ما هو في مستواها سواء من حيث العمق والشمول من جهة أو من حيث الجدية والتجديد فيما تطرحه من فكر من جهة ثانية أو ما تتصف به من تبصر في معالجة القضايا والمسائل التي تتناولها في دنيا الإدارة من ناحية ثالثة. وعلى سبيل المثال فإنه ما من أحد يتابع الجديد في الفكر الإداري المعاصر يمكن أن يغفل عن مطالعة كتاب توماس بيترز وروبرت واترمان المعنون «بحثاً عن الامتياز» الذي يعتبره البعض أكثر الكتب تأثيراً في المجال الإداري في الغرب حتى الوقت الحاضر (وقد نشر عام 1982) أو كتابهما «الازدهار بالاعتماد على الفوضى المحكمة» (وقد نشر عام 1988) وكان له تأثيره أيضاً، كما لا يمكن أن يتجاهل كتابي روزابث موس كانتر «سادة التغيير» (المنشور عام 1983) و «عندما تتعلم العمالقة الرقص» (المنشور عام 1989) وهما كتابان ذاع صيتهما في مجال كيفية إحداث التغيير. ومع ذلك فإن هذه الكتب لم يرد أي عرض لمحتوياتها ومضامينها في هذه الورقة أو أي تنويه ببعض ما شملته من آراء وأفكار.

وذات القول ينطبق على ما أسهم به أعلام آخرون مما نشر بعد عام 1985. مثل كتاب «التسيير الديناميكي - طريقة فوليت» لبولين غراهام (1987) وكتاب «الدليل لتحسين النوعية» لجيه. جيه. جوران وإف. إم. غرانا (1988) وكتاب «عامل القيادة» لجون كوتر (1988) وكتاب «لكي نجعله يحدث» للسير جون هارفي - جونز (1989) وكتاب «منتزبرغ حول الإدارة» لهنري منتزبرغ (1989) وكتاب «أنا مصيب، أنت مخطئ» لإدوارد دي بونو (1990)، وكتاب «العالم منعدم الحدود» لكنيشي أوهميه (1990)، وكتاب «الميزة التنافسية للأمم» لمايكل بورتر (1990) وكتاب «إدارة التسويق» لفيليب كوتلر (1991)، وكتاب «شركة التسعينيات» لمايكل سكوت مورتون (1991)، وجميعها من الكتب التي يوصى ممارس الإدارة بقراءتها إن أراد أن يلم بتفصيلات ما يحمله الفكر الإداري المعاصر من جديد، وتعتبر من أفضل ما ظهر حول قضايا الإدارة ومسائلها.

إن الأساس الذي استند إليه كاتب هذه السطور في اختيار الكتب التي سيتم التعريف بها واستعراض بعض محتواها ومضامينها هو مدى ما يسهم به بعض ما ورد بها في إلقاء الضوء على عدد محدد من الموضوعات المختارة وقيمة ما تقدمه من معالجة لمسائل وقضايا معينة ترتبط بها. ومدار تلك الموضوعات هو كما يلي:

-1 ما يعنيه العمل في المنظمات.

-2 ماهية عمل المدير وطبيعة العمل الإداري في المنظمات.

-3 ما تعنيه السياسة Politics في الإدارة.

-4 اتجاهات التغير في العمل الإداري وكيف تتغير المنظمات.

-5 الإدارة من أجل المستقبل.

-6 مديرو المستقبل ومتطلبات القيادة الفعالة.

وأما الكتّاب المختارون وكتبهم المنتقاة فبيان ذلك في التالي:

-1 تشارلز هاندي: تفهم المنظمات (الطبعة الثالثة 1986) (25).

-2 آندرو كاكابادزه ورون لودلاو وسوزان فينيكومب: العمل في المنظمات (طبعة 1987) (26).

-3 أندرو كاكابادزه: السياسة في الإدارة (طبعة 1994) (27).

-4 روزماري ستيوارت: الإدارة اليوم وغداً (طبعة 1994) (28).

-5 غراهام ويلسون: حل المشكلات وصنع القرارات - التجديد وعمل الفريق والطرائق التقنية الفعالة (طبعة 1995) (29).

-6 بيتر دركر: الإدارة لأجل المستقبل (طبعة 1993) (30).

-7 ألان آر. كوهين: الـ إم. بي. أيه القابلة للنقل في الإدارة (طبعة 1993) (31).

ويلاحظ أن قائمة الكتب المختارة لم تذكر الكتب حسب التسلسل الزمني لتواريخ صدورها وإنما جاءت وفق ارتباطها بالموضوعات المحددة كما جاء بيانها في الورثة. ولسوف يتم استعراضها حسب تسلسلها المذكور فلنبدأ:

تشارلز هاندي في كتابه«تفهم المنظمات»

مدار الكتاب الناس والتنظيمات وما يترتب على كونهم يعملون ضمن نطاق تلك التنظيمات. والمؤلف في اعتباره للمنظمات ينظر إليها من حيث كونها مجموعات أفراد، ومن حيث كونها أنظمة سياسية. وينطلق في تناوله لمختلف جوانب الموضوع من حيث كون الأفراد لهم خصائصهم الشخصية المميزة واحتياجاتهم المنفردة وطرائق للتكيف مع الأدوار، ومن حيث كون الأنظمة السياسية هي تلك التي لها حدود محددة وأهداف وقيم وآليات إدارية، وهيراركية للنفوذ. ويضيف المؤلف إلى ذلك زاوية أخرى هي زاوية «النفوذ والتأثير» ويعتبر نهجه في ذلك بمثابة مدخل إداري (أو طريقة إدارية) لنظرية في التنظيم.

ولقد تناول هاندي مختلف القضايا المتعلقة بموضوعه في ثلاثة عشر فصلاً يهمنا هنا منها بعض ما أورده في الفصل الثاني عشر الذي عنونه بـ «كونك مديراً». وفي هذا الخصوص يمكن بيان التالي:

يمهد المؤلف لتناول الموضوع بتوضيح نقطة مهمة مفادها أنه لم يكن من السهل أبداً تعريف اصطلاح «المدير» أو ما يفعله المدير، وأن «الإدارة» مفهوم مفيد، وهو المجهول الخفي «س» الذي يجعل الموارد تساوي المردود. وينبه الى أن «س» - وهي السمات المضبوطة ذات الأهمية - تنزع الى ان تتغير من معادلة الى معادلة، ومن ثم فإن تعريفات المدير، أو دور المدير تنحو الى ان تكون واسعة الى درجة تجعلها غير ذات معنى، أو مقولبة Stereotyped بحيث تصبح جزءاً من الخلفية القائمة. وبعد هذا التمهيد يسعى المؤلف للإجابة عن السؤال: ماذا يفعل المدير؟ وفي ذلك الصدد يلقي نظرة على عدد من الأوصاف والتعاريف حول «وظيفة المدير». ثم يتناول بالتفصيل جزءاً من ذلك الدور يعتبره ذا أهمية خاصة ويطلق عليه من باب الاستعارة عبارة «دور المدير كطبيب عام» وهو لا يقصد بذلك مهنة الطب من حيث هي وإنما ليعني بها دور المدير في تشخيص المعضلات والإسهام في حلها أو التغلب عليها.

والجدير بالتأمل هو ما أورده في شأن أدوار المدير بصفة عامة ويمكن تلخيص ذلك في خمس نقاط وخلاصة ينتهي إليها، وبيان ذلك كما يلي:

-1 إنّ المشكلة، إنْ كانت هي مشكلة، تكمن في انه أمام كل مدير تقريباً مجموعة من الأدوار بوسعه ان يختار منها ما يحتاجه، وان منتزبرغ Mintzberg قد وجد عشرة ادوار للمدير فصلها في التالي:

أ- أدوار اساسها العلاقات البينية (ما بين الأشخاص).

وهي تشمل دوره كرئيس اسمي Figurehead، وكقائد، وكعامل وصل وربط.

ب - أدوار أساسها الإعلام informational.

وهي تشمل دوره كرقيب (راصد)، وكباث (ناشر) للمعلومات والأخبار والأفكار، وكناطق (بلسان الجماعة).

جـ - أدوار أساسها اتخاذ القرارات.

وهي تشمل دوره كرجل أعمال مجازف ومغامر Enterpreneur، وكمعالج للاضطرابات، وكمخصص للموارد، وكمفاوض.

إلا ان هاندي يرى في الأدوار المرتبطة بالعلاقات البينية ما يمثله اصطلاح «القيادة»، وفي الأدوار التي أساسها الإعلام ما يمثله اصطلاح الإدارة بمفهوم Administrating، وفي الأدوار المرتبطة بالقرارات ما يمثله اصطلاح التثبيت (بمعنى اقرار الرأي والاختيار) Fixing. وينبه إلى أن اختياره لتلك الاصطلاحات الثلاثة هو لكونها من ناحية أكثر سهولة للتذكر، ولأنها في حقيقتها لا تعني انها مرادفة أو مضادة لأي واحد منها.

2 - إن مزيج هذه الأدوار يختلف من وظيفة لأخرى، فالوظائف العليا تحمل عنصراً أكبر من ادوار «القيادة»، وتحمل الوظائف الإشرافية قدراً اكبر من «التثبيت»، بينما ترسو وظائف الشركة الوسطى بحكم الضرورة على الأدوار الإدارية Administrating أو الإعلامية - غير أن كل وظيفة فيها شيء من كل دور.

3 - ان لحجم المنظمة بعض التأثير إذ إن الوظائف العليا في المنظمات الصغيرة هي أكثر تمازجاً بينما تكون الوظائف في المنشآت الأكبر حجماً هي أكثر إعلامية.

4 - ان التوازن ما بين الأدوار في وظيفة ما يتغير بتغير الثقافة Culture ما بين جزء وآخر في المنظمة الواحدة. والثقافة القائمة على الدور تكون فيها الوظائف بمحتوى معلوماتي (أو إعلامي) أكبر، والثقافات المستندة على النفوذ على مستوى كبير العمال تكون في حاجة إلى مزيد من الأدوار التي أساسها اتخاذ القرارات في الوظائف هناك، بينما في القمة تكون الأدوار القائمة على العلاقات البينية هي الغالبة.

5 - ان كل وظيفة تختلف عن غيرها من الوظائف. وهذا يبدو واضحاً، الا ان تبعات ذلك يكون من الصعب تحملها. فهو يعني أن مزيج الأدوار العشرة يكون مختلفاً بعض الشيء بين وظيفة وأخرى، كما يعني أن نجاح المرء في وظيفة بمزيج ما لا يضمن نجاحه في الوظيفة التالية. وهو يعني كذلك ان توقع القادة في المستقبل بأن يبدأوا كمثبتين Fixers متميزين لينتهوا كإداريين Administrators متميزين أمر قد يكون غير واقعي بل مستحيلاً (32).

تلك هي النقاط الخمس المتعلقة بشأن ادوار المدير. أما الخلاصة التي ينتهي هاندي إليها من تحليله فمؤداها انه لا مناص للمنظمات والأفراد من ان يتفهموا ويتقبلوا حقيقة كون مفهوم «المدير» يعني الكثير، وانه كنتيجة لذلك يمكن أن يكون ذلك المفهوم أكثر إرباكاً لدى اعتباره كلقب لوظيفة.

أندرو كاكابادزه و ورون لودلاو وسوزان فينيكومب في كتابهم

«العمل في المنظمات»

مدار الكتاب كما هو واضح من عنوانه العمل في المنظمات. ويتألف الكتاب من ثلاثة أقسام أولها بعنوان «الناس والوظائف والعلاقات» حيث يبحث في وظيفة المدير والمسار الوظيفي للمدير وواقع الفرد في العمل، والعلاقات القائمة بين الأشخاص، والتحفيز على العمل، والجماعات، والقيادة في التنظيمات، والنفوذ كقاعدة للعمل، وزيادة التأثير الشخصي، والقسم الثاني بعنوان «العمل في المنظمات» ويتناول القضايا المتعلقة بالرسالة والاستراتيجية والتنظيم، وبنية التنظيم، وإدارة الناس وإدارة الضغوط. أما القسم الثالث فقد خصص لاستعراض عدد من الكتب المختارة للقراءة الإضافية في مختلف الموضوعات التي يعالجها الكتاب.

ولقد سعى المؤلفون في دراستهم مختلف جوانب الموضوع لتوفير إجابات على المسائل التالية التي كثيراً ما يثيرها المديرون:

-1 ماذا تعنيه وظيفة المدير.

-2 ماذا يحتاجه المرء لدى شروعه في وظيفة جديدة ليحسن الأداء.

-3 ما هي سمات المدير وخصائصه.

-4 كيف يمكن للمرء أن يحسن علاقاته في العمل.

-5 كيف يمكن للمرء أن يجعل الآخرين يقدمون في أدائهم أفضل ما يستطيعون بذله.

-6 ماذا يحتاجه المرء لإدارة الجماعات من الناس.

-7 ما معنى أن تكون قائداً جيداً.

-8 كيف تحدث الأشياء في منظمة ما.

-9 كيف يمكن للمرء أن يكون له تأثيره في المنظمة التي يعمل فيها.

-10 كيفية استقراء واستجلاء مسار عمل المنظمة حاضراً ومستقبلاً، وماذا يمكن عمله في توجيه ذلك المسار.

-11 ما نوعية المنظمة التي يعمل فيها المرء.

-12 كيف يمكن للمرء أن يحسّن من عمل المنظمة التي ينتمي إليها.

والواقع أن العمق والشمول اللذين اتصفت بهما معالجة المؤلفين للقضايا المطروحة يجعلان من الكتاب مرجعاً قيماً لممارسي الإدارة مختلف مستوياتها. وإنما يهمنا هنا مما تعلق بالقضايا المطروحة بعض ما ورد في الفصل الأول من الكتاب بشأن وظيفة المدير حيث تركزت دراستهم للموضوع على بحث مختلف الطرائق المنبثقة من البحوث التي تمت حول المديرين والعمل الإداري، وسيتركز اهتمامنا على ما ورد في استعراضهم للعمل الإداري ثم على ما ذكروه من أفكار تتعلق بفاعليه الإدارة.

ما تعلّق بالعمل الإداري

يرى كاكابادزه وزميلاه أنه بالإمكان دراسة وظيفة المدير من ست زوايا هي:

-1 مفهوم المدير العقلاني المبني على نموذج ويبر Weber للتنظيم البيروقراطي.

-2 وظائف الادارة وتتلخص في ثماني وظائف هي تحديد الأهداف، والتنبؤ، والتخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والتنسيق، والمراقبة، والاتصال. وتتباين الأهمية النسبية لكل واحدة من هذه الوظائف مقارنة بالوظائف الأخرى حسب مستويات الهيراركية والتخصص الوظيفي.

-3 الادارة العلمية حيث تجزأ الوظائف الى مكونات بقصد الحصول على أكثر الطرق كفاية في انجاز العمل بما من شأنه ان يؤدي الى اعظم المكافآت لكل من العاملين والإدارة.

-4 مدير معالجة المعلومات إذ إنه بسبب تعقيدات العمليات التنظيمية فإن تناقل المعلومات وتبادلها بات مكوناً ضرورياً لوظيفة المدير، وأصبح المدير معالجاً للمعلومات - جامعاً ومقارناً وحافظاً للمعلومات ومستخدماً لها من أجل تنظيم وضبط الناس الآخرين وأنشطتهم التي يكون هو محاسباً accountable بخصوصها. وجلي أن صناعة القرارات الرشيدة إنما تعتمد على المعلومات التي يمكن قياسها والتي يمكن التعويل عليها.

-5 أدوار المدير حيث إن المديرين يؤدون أدواراً مختلفة في وظيفتهم في الأوقات المختلفة. ولقد نوه المؤلفون بما ارتآه منتزبرغ في شأن تلك الأدوار من حيث كونها يمكن تمييزها في ثلاث مجموعات هي المستندة على العلاقات البينية، والمعلوماتية، واتخاذ القرارات - مما يقوم به المديرون ضمن إطار محددات سلطتهم الرسمية ومراتبهم في المنظمة، وان المديرين غالباً ما يكون قياسهم في أدائهم للأدوار القرارية من حيث كون المدير مجازفاً ومعالجاً للاضطرابات ومخصصاً للموارد ومفاوضاً، ولكن عليهم أن يؤدوا أدوارهم الإعلامية جيداً من اجل أن تكون لديهم معطيات (معلومات) كافية ليبنوا عليها قراراتهم، على انه لكي يقوم المدير بأداء دوره الإعلامي جيداً ينبغي عليه أولاً ينمي مهاراته في أدواره القائمة على العلاقات البنية لتجعله قادراً على إقامة شبكة من الاتصالات في داخل المنظمة وخارجها حيثما تقوم الحاجة، ويمكنه ان يستمد منها معلومات لا تتيسر عبر قنوات الاتصال الرسمية.

-6 المطالب والخيارات والقيود حيث تكون المطالب هي ما تفرضه الوظيفة على حاملها من محاسبية، ومستويات الأداء والمعايير التي عليه أن يصل إليها، وتكون القيود هي العوامل من داخلية وخارجية بالنسبة للمنظمة، التي تحدد ما يمكن لحامل الوظيفة أن يفعله. وما تبقى ما بين نطاق حدود المطالب ونطاق حدود القيود تقوم الخيارات والفرص التي يمكن للمدير فيها أن يقرر ماذا يريد أن يفعله وكيف يقوم به - أي الطريقة التي يمكنه بها أن يشكل من وظيفته لتتماشى مع ما يفضله من الأنشطة والأدوار وأنماط العمل. وتتباين الوظائف في مدى ما يتيسر لها من خيارات، غير ان هذا هو إطار نافع للمدير في تحليل وتفهم وظيفته، خصوصاً إذا ما كان بوسعه أن يثبت ما المطالب التي إنما تم إدراكها كقيود. وبوسع هذا الإطار أن يستخدم في عملية التوظيف والاختيار، ولدى القيام بالخيارات فيما يتعلق بتطوير المسار المهني والترقية(33).

ما تعلّق بالفعالية الإدارية

يرى كاكابادزه وزميلاه أن يمكن اعتبار الفعالية الإدارية كوظيفة للفهم وللمهارات؛ ويفصلون ما تعنيه في كل من المجالين في التالي:

أ - في مجال الفهم

-1 فهم الوظيفة المشغولة، ضمن سياق وضعية المنظمة - أهدافها، واحتياجاتها، وبيئتها الأوسع - الصناعة، والتطورات التكنولوجية، والبيئة الاجتماعية، وهي جميعاً تؤثر في المنظمة.

-2 فهم كون المديرين يحققون عملهم من خلال الآخرين، وأن الاتقان في استعمال مهارات التعامل مع الناس هو ضروري من أجل تحقيق الأهداف، وكذلك المهارات الفنية المتعلقة بالوظيفة المعينة.

-3 تفهم لماذا يتصرف المدير على نحو ما يفعل، ولماذا يتصرف الآخرون على نحو ما يفعلون، وما هي التبعات المحتملة لسلوكه.

-4 تفهم الأفكار الأساسية، والمفاهيم ذات الأهمية الكبيرة للإدارة الجيدة - مفاهيم وتقنيات القيادة، والتحفيز، والتفويض، والاتصال والتأثير، والتفاوض، وحل المشكلات وصناعة القرار.

ب - في مجال المهارات

-1 المهارات في التحليل.

-2 مهارات إدارة المرء لنفسه وللآخرين وللمهام.

-3 مهارات التعرف على المشكلات، وتمييز المعلومات اللازمة وكيفية الحصول عليها، وكيفية تقييم مدى صحتها ودقتها.

-4 مهارات التفكير المرن والتفكير الخلاق وتنمية التبصر في الوضعيات.

-5 مهارات التعلم السريع من الخبرة، والقدرة على القيام بطفرات حدسية نحو الأمام.

-6 مهارات التعامل مع الناس - القدرة على تقييمهم، وتطوير علاقات تقوم على الثقة مع الرؤساء والزملاء والمرؤوسين، والإصغاء والتعاون، وخلق أجواء يكون فيها الناس محفزين ذاتياً.

-7 مهارات الاتصال.

-8 مهارات تحليل وإدارة المشكلات والنزاعات التي تنبثق عن العلاقات ما بين الأفراد وما بين الجماعات وما بين أفراد الجماعة الواحدة.

-9 مهارات التأثير من دون سلطة رسمية(34).

هذا ملخص ما أورده كاكابادزه وزميلاه من أفكار في شأن العمل الإداري كوظيفة للفهم والمهارات. وأنه لما يجدر التنويه به ما خلصوا إليه في ختام عرضهم لتلك الأفكار إذ قرورا ما يلي:

«أن وظيفة المدير معقدة، تحتاج إلى مستوى عال من مهارات وتقنيات حل المشكلات على المدى القصير فيمن يشغلها، وخصوصا الإدارة المحكمة لوقته الخاص به. فالوقت الحر يصنع ولا يوجد من ذاته، وفي بعض ذلك الوقت المحرر من ربقة التزامات المدير الأخرى يحتاج إلى أن يتوقف هنيهة بين حين وآخر ويفحص تفهمه لوظيفته - هل هو يشدد على الدور الذي هو أفضل ما يناسب الوضعية، وهل إدراكه للمطالب والقيود صحيح؟ وهل هو، في واقع الحال، لديه نطاق (أو مدى) واختيار بشأن محتوى وظيفته وتصميمها أكثر مما هو مدرك له. أن من شأن تبصره في وظيفته أن يجعل منه مديراً ممتازاً»(35).

العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً