العدد 5101 - الأربعاء 24 أغسطس 2016م الموافق 21 ذي القعدة 1437هـ

كوريا الشمالية تطلق صاروخاً من غواصة باتجاه اليابان

رجل يشاهد خبراً تلفزيونياً يعرض  لقطات لإطلاق الصاروخ - afp
رجل يشاهد خبراً تلفزيونياً يعرض لقطات لإطلاق الصاروخ - afp

أجرت كوريا الشمالية أمس الأربعاء (24 أغسطس/ آب 2016) تجربة إطلاق صاروخ من غواصة قطع 500 كيلومتر باتجاه اليابان في تطور وصفه خبراء الأسلحة بالخطوة الواضحة نحو تحقيق طموحات بيونغ يانغ بتسديد ضربة نووية.

والمسافة التي عبرها الصاروخ ورصدتها هيئة الأركان المشتركة في الجيش الكوري الجنوبي، تتجاوز بشكل كبير أي تجارب سابقة لصواريخ مماثلة، ما يؤشر إلى تقدم تكنولوجي كبير.

ولم تتعدَّ المسافات السابقة التي عبرتها الصواريخ 30 كيلومتراً، وأقر بيان هيئة الأركان المشتركة بأن تجربة أمس تظهر تحسناً ملحوظاً.

والنجاح المثبت لنظام صواريخ بالستية تطلق من غواصات يمكن أن يحمل التهديد النووي الكوري الشمالي إلى مستوى جديد، يمنح كوريا الشمالية القدرة على ضرب أهداف خارج شبه الجزيرة الكورية وتسديد «ضربة ثانية» للرد في حال الهجوم على قواعدها العسكرية.

وقال مدير برنامج منع الانتشار النووي في شرق آسيا في معهد «ميدلبيري» للدراسات الدولية في كاليفورنيا، جيفري لويس: إنه «فيما لاتزال هناك العديد من التساؤلات بشأن التفاصيل، إلا أن هذا الاختبار بالتأكيد نجح على ما يبدو».

وأضاف لويس لوكالة «فرانس برس»: «هذا النظام لايزال قيد التطوير، لكن، واضح أن كوريا الشمالية تحرز تقدماً».

وتمنع قرارات الأمم المتحدة الحالية كوريا الشمالية من استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية لكن بيونغ يانغ واصلت القيام بالعديد من عمليات الإطلاق في أعقاب تجربتها النووية الرابعة في (يناير/ كانون الثاني الماضي).

وردت كوريا الجنوبية بالموافقة على نشر نظام «ثاد» الأميركي المتطور المضاد للصواريخ، في خطوة أساءت بشكل خطير إلى العلاقات مع الصين، الحليف الدبلوماسي الرئيسي لكوريا الشمالية.

وقال لويس إن نظام الصواريخ البالستية التي تطلق من غواصات، يعد «إجراء مضاداً فعالاً» لنظام «ثاد»، ولأنظمة صاروخية أخرى مزودة برادارات أمامية حيث إن الغواصات بإمكانها أن تطلق الصاروخ من خلف الرادار.

وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إن إطلاق الصاروخ أمس يخترق منطقة الدفاع الجوي لليابان، ودان ما وصفه بأنه «عمل متهور لا يمكن التهاون معه» وأنه تهديد خطير لأمن اليابان.

وفي وقت سابق هذا الشهر أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً بالستيّاً من اليابسة مباشرة نحو المياه التي تسيطر عليها اليابان للمرة الأولى، ما أثار ردّاً غاضباً من طوكيو.

وتأتي التجربة الأخيرة بعد أيام على تهديد كوريا الشمالية بشن ضربة نووية وقائية ضد القوات الكورية الجنوبية والأميركية التي بدأت مناوراتها العسكرية السنوية «اولشي فريدوم» يوم الإثنين الماضي.

وتصر سيئول وواشنطن على أن المناورات المشتركة كتلك دفاعية محض في طبيعتها، لكن بيونغ يانغ تعتبرها استفزازاً متعمداً.

وجاء في بيان هيئة الأركان المشتركة أن الشمال عازم بشكل واضح على تصعيد التوترات وأن اختبار إطلاق الصاروخ البالستي من غواصة يمثل «تحدياً خطيراً» للأمن في شبه الجزيرة الكورية وانتهاكاً خطيراً لقرارات الأمم المتحدة.

وقال البيان: «سنتعامل بشدة وبحزم مع أي استفزاز من قبل الشمال». كما دانت واشنطن التجربة الصاروخية وحذرت بيونغ يانغ من أي استفزازات آخرى.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) غاري روس: «التزامنا بالدفاع عن حلفائنا، ومنهم جمهورية كوريا واليابان، في وجه تلك التهديدات ثابت». كذلك صدر انتقاد على لسان وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي يجري مباحثات مع نظيريه الكوري الجنوبي والياباني في طوكيو.

وقال وانغ للصحافيين: إن «الصين تعارض عملية التطوير النووي والصاروخي لكوريا الشمالية وأي خطوات تثير التوتر في شبه الجزيرة الكورية».

العدد 5101 - الأربعاء 24 أغسطس 2016م الموافق 21 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً