العدد 5103 - الجمعة 26 أغسطس 2016م الموافق 23 ذي القعدة 1437هـ

عدسة «سناب تشات» تغري المهووسين: من «زرقاء اليمامة» إلى «خروف العيد»

«لماذا تفعلون ذلك في وجوهكم؟ أليس هذا حرامًا؟ وما هي الميزة من جعل وجه فتاة محجبة تظهر بأنف كلب؟ وهل يناسب امرأة فوق الثلاثين أو الأربعين من العمر أن تضع على رأسها قرون بقرة؟»... تلك نماذج من التعليقات على الصور باستخدام العدسات والمؤثرات الديناميكية في حسابات سناب تشات وانستغرام أو المنشورة في مجموعات الواتس أب والتيليغرام.

فلاتر الإضافات الساخرة

من جهة أخرى، ومع وجود فئة رافضة ومستنكرة (لتشويه) الوجوه باستخدام (الإضافات الحيوانية)، ترى فئة أخرى أن هذا الأمر لا شيء فيه طالما هو أمر جديد ويقبل عليه الشباب، بإمكان الجميع استخدام (الفلاتر) للإضافات الساخرة، فحتى بعض الفنانين والفنانات ذوي الشهرة العالية، ظهروا في صور متعددة وبعضهم استبدل لسانه بشريط يشبه الشلال، أو تلك الفنانة التي اختارت آذان وعيون الفأر، وفي حين أن البعض، ولاسيما الفتيات والنسوة، يفضلن استخدام الفلاتر لإضافة ألوان العيون لتظهر وكأنها (زرقاء اليمامة)، تظهر بعض الفتيات وبعض الشبان في صور لإضافة أجزاء من وجوه الحيوانات ليبدو الواحد منهم وكأنه (خروف العيد)، بحسب تعليقات بعض المتابعين في تلك الحسابات.

عبث بالقيم أم دعابة؟

وباستطلاع آراء بعض أولياء الأمور عن مدى متابعتهم وتقبلهم لهذه الموضة ولاسيما حين يضيف ابنهم أو ابنتهم إلى وجوههم أشكال الحيوانات كالقطط والفئران والبقر والكلاب، أو الطيور كالصقور والعصافير، أو الإضافات الاعتيادية كالعيون الكبيرة والدموع والفم الضخم، تنوعت الآراء بين عدم العلم بهذا الشيء وبالتالي عدم القدرة على ابداء الرأي، فيما الفئة الثانية من أولياء الأمور الذين يتابعون الجديد في وسائل التواصل، فبعضهم رأى أن فيها تجاوزًا للكثير من القيم واحترام الإنسان لنفسه ولـ «خلقة» ربه، فيما رأت فئة أخرى أن الأمر لا يعدو كونه فكاهة أو مداعبة مع صاحب الحساب ومتابعيه، مع الاعتراض الشديد على تشويه الوجوه كإضافة أنوف الخنازير أو قرون الحمير أو الكلاب، فهناك جانب ديني وهناك جانب مجتمعي وقيمي.

وتتيح بعض البرامج، إضافة تقنيات خاصة لمستخدمي الدردشة بالصور والفيديو إضافة مؤثرات على الوجه كالرسوم الحيوانية أو تعديل الشكل وتغيير لون العيون والشعر بما في ذلك صور السيلفي ضمن تقنيات face tune وكذلك perfect 365، وقد أضاف (سناب تشات) العدسات وهي نسخة مشابهة لتطبيق photobooth باستخدام الكاميرا الأمامية والضغط المطول على الوجه لاختيار المؤثرات والإضافات، ومن الملاحظ أن الكثير من الشباب والشابات بل وحتى من هم فوق سن الأربعين، بدأوا في استخدام تلك التقنيات لإظهار وجوههم بمؤثرات اعتيادية في بعض الأحيان، وتتجاوز الطبيعي بإضافة آذان وقرون وأنوف الحيوانات.

أما بعض أصحاب الحسابات التي نشطت في تنويع صورهم بالإضافات العادية وغير العادية (أي إضافات الطلة الحيوانية) وغالبهم من المراهقين والشباب، فإنهم لا يرون بأسًا في ذلك إطلاقًا، فهو مجرد فكاهة مع المتابعين، حتى إذا اشتدت التعليقات على صورهم فإنهم يجيبون بأن ذلك حرية شخصية.

التكنولوجيا لن تتوقف

ويشدد رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط علي سبكار على أهمية متابعة أولياء الأمور لأبنائهم ونصحهم بما ينفع وما لا ينفع، وتعويدهم على متابعة برامج الأفلام المفيدة والتربوية والمسابقات والمواد المعرفية، فالتكنولوجيا لن تتوقف والبرامج لن تتوقف إلا أن دور أولياء الأمور هو غرس الاختيار بين ما يصلح وما لا يصلح في نفوس عيالهم.

ويعلق على استخدام صور الحيوانات في الصور، فالغالبية تشاهد أفلام الكارتون منذ الصغر والبعض يرى لبس أزياء الحيوانات وأقنعتها شيئًا عاديًّا، ولهذا نرى الكثير من الناس من مختلف الأعمار في برامج التواصل تستخدم هذه الأشكال، والمشكلة ليست هنا من وجهة نظري، بل هي تكمن في الاستخدام السيئ لوسائل التواصل بما يتم نشره من صور وأفلام من الحياة الخاصة.

وينبه بالقول: «لا تعتقد أنه لن يرى أحد صورك الخاصة حينما تنشرها ولابد من أن تحاسب فيما تنشر وألا يرتبط بخصوصيتك، فهذا النشر قد يجعلك تندم أشد الندم»، ويشير إلى أن بعض الشركات تحصل على مداخيل مالية مما تعرضه من إعلانات ومواد، فعلى سبيل المثال، في برنامج سناب تشات هناك مواد تدعوك للمشاهدة ويشار إليها بعبارة (من سن 13 فما فوق)، لكنها مواد في غاية الخطورة على الأبناء، وهذا ما نعكف على دراسته في بحث علمي للتحذير من المواد الإباحية والمسيئة، وهناك شركات تعتمد ضوابط صارمة، ومنها على سبيل المثال (يوتيوب كيتس) الذي يقدم ما يناسب الأطفال ويمنع أية مواد تشكل خطرًا عليهم.

بين التقليد والتجريب

ويرى اختصاصي الإرشاد النفسي سعد عيد أن هذه الموضة مردها إلى أمرين: الأول هو التقليد، ولاسيما أن بعض الإضافات على الوجوه انتشرت في الحسابات الغربية فلا بأس لديهم هناك باستخدام حتى وجوه الخنازير، أما الأمر الآخر فهو الرغبة في تجريب الجديد، وهذا كله يعتمد على الفئة العمرية، فمن لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج الحديثة على الأجهزة الذكية فإنه لن يتقبلها، خلاف من اعتاد وألف الجديد على هاتفه النقال فلا يرى فيها أية مشكلة.

وعن مدى قبول أولياء الأمور، يعتقد عيد أن ولي الأمر حين يألف استخدام هذه البرامج، لن يكون الأمر مستنكرًا أو غريبًا عليه، وهناك من أولياء الأمور، من هم أقل من الأربعين من العمر، يستخدمون تلك البرامج ولا يرون فيها أمرًا غير اعتيادي.

ويضيف مستدركًا «بالطبع، لكل إنسان توجهاته وأفكاره ومعتقداته، وهناك أولياء أمور يرفضون مثل هذا (العبث) في الوجوه بما يسيء للخلقة، أما الشباب فهم دائمًا يقبلون على الأفكار الجديدة التي ترد كل يوم، ويتفاوت التعامل والتعاطي مع حسابات التواصل حتى بين الشباب أنفسهم، كل بحسب رأيه وأفكاره».

والخلاصة، فإن استخدام البرامج بكل أنواعها لا يمكن الحد منه ولا سيما بين الأطفال والناشئة، إلا أن نشر ثقافة الاستخدام النافع وتعويد المستخدمين على تقديم الأصلح يتطلب فهمًا بنوعية الصورة والمادة والمعلومة التي يمكن أن تنتشر، وبعدها، إمّا أن تسعد بما نشرتَ أو تعضَّ أصابع الندم.

العدد 5103 - الجمعة 26 أغسطس 2016م الموافق 23 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:07 م

      هههههههه والله مت ضحك انا وزوجي ونقرأ الموضوع
      لفتة حلوة وموضوع مهم بارك الله فيكم

اقرأ ايضاً