العدد 5104 - السبت 27 أغسطس 2016م الموافق 24 ذي القعدة 1437هـ

د. هاني للوالدين: تهيأوا لحمل الحقيبة المدرسية

يستعد أكثر من 133 ألف طالب للانتظام في المدارس العام الدراسي القادم الذي سينطلق في الأيام القليلة القادمة. وستشهد ساحات المدن والقرى صباحاً تجمعات الأطفال والصبية لإنتظار حافلة المدرسة، فيما ستسعى أقدام عدد لا يستهان به من الطلبة للوصول للمدارس القريبة من أماكن سكناهم، لتهب حركة الذهاب والإياب الحيوية والنشاط للحياة في البحرين بعد شهرين من الركود.

حركة الطلبة سواءً بالحافلات أو بالتنقل عبر الأقدام تستلزم معها حمل أثقال تختلف تحت وطئها قدرة حامليها من الأطفال أو الفتية أو اليافعين. وفي المقابل يتفق المختصين في الطب على الدور السلبي الذي من الممكن أن يحدثه حمل الأثقال في وقت يطول أو يقصر.

لا يغرنكم الشكل

وقال رئيس قسم العلاج الطبيعي بمستشفى الكندي التخصصي دكتور هاني مهدي حسن أن الاختيار السيء أو التعامل غير الصحيح مع الحقيبة المدرسية يتسبب بالكثير من المشاكل الصحية، وتتعدى ذلك لعرقلة التحصيل الدراسي أيضاً.

وأوضح: «تتسبب أثقال الحقيبة المدرسية في الإصابة بشد عضلي في الرقبة، وقد يتحول لشد مزمن يسبب صداعاً يؤثر على تركيز الطالب. كما تتسبب بانحرافات في الظهر. وهذه مشكلة يجب التعاطي معها بجدية خصوصاً من قبل الوالدين منذ لحظة اختيار الحقيبة، مروراً بتعليم الطلبة الطريقة الصحيحة لحملها، والحرص على ممارسة تمارين تقوية عضلات الظهر، ولا تنتهي بمتابعة الحالة الصحية للطلبة طوال العام الدراسي».

وأشار د. هاني إلى أهمية شراء حقيبة مدرسية بشروط تتوافق مع وظيفتها – حمل الكتب- وليس شكلها الذي قد يغري الأطفال لما فيها من رسوم وأشكال، وقال: «هنا يأتي دور الوالدين في اقناع الطفل باختيار حقيبة تحمل على الظهر – وهي أفضل من الأخرى التي تُجَرْ – بشرط أن يكون الحزام عند الكتف عريض ومبطن بالإسفنج، وأن لا تكون أكبر من ظهر الطالب بظهر مبطن بالإسفنج أيضاً، مع ألا يتجاوز وزنها 5 كيلو وهي فارغة». وأضاف: «وإذا كانت مزودة بحزام يربط على الخصر فهذه مثالية لأن ثقل الحقيبة يتوزع بشكل جيد بين الكتفين والظهر».

شد عضلي يشتت التركيز

وحذّر من العواقب الصحية لحقيبة مدرسية لا تتصف بالصفات المذكورة، وقال: «عاينت الكثير من الطلبة بإصابات متنوعة من شد عضلي إلى شد عضلي حاد في الرقبة يتحول لدى البعض لمزمن يتسبب بالصداع وبالنتيجة على التركيز». وتابع: «الحمل بطريقة غير صحيحة يتسبب في انحناءات بالظهر وقد تكون خلقية أو مكتسبة بسبب ضعف العضلات أو حمل الحقيبة، وفي كلتا الحالتين يضطر بعض الطلبة لتقويس ظهره يعاكس التقوس الطبيعي ليعادل الثقل عليه. وفي البنات تكثر الاصابات بالانحناءات الجانبية في الظهر لأنهن يحملن الحقيبة على كتف واحد».

وتأسف لتأخر أولياء الأمور عرض أبناءهم المحتاجين لمساعدة طبية، لافتاً إلى أن حوالي 80 % من الحالات التي تعرض عليه تأتي متأخراً. وأوضح أن العلاج الطبيعي يمكنه اصلاح هذه الأضرار ولكن فترته قد تطول إذا تأخر في الوصول إلينا.

وناشد د. هاني الأهالي الحرص على اتخاذ الإجراءات الوقائية من قبيل تهيئة الأبناء للنشاط البدني المتوقع أيام الدراسة عبر تمارين بدنية مختلفة في آخر أيام العطلة الصيفية التي يغلب عليها الخمول والركون للدعة والراحة واللعب بألعاب الفيديو كـ «البليستيشن»، والأجهزة الذكية.

وفي دائرة الحلول الوقائية دعا المعنيين بالقطاع التربوي للانتقال للكتب الرقمية للتخفيف من الأحمال على الطلبة، أو حفظ الكتب في خزائن في فصول دراسية. وأشار إلى أن هناك تصاعد في البرامج المشتركة بين وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة ووزارة التربية للتوعية بالمخاطر الصحية للأحمال الثقيلة على الطلبة. ولفت إلى أن ثقل الحقيبة يجب أن يوزع بعدالة بين الطالب ومحيطه من الوالدين للمدرسة للمعالج إن لزم الأمر.

وختم اللقاء بأهمية الحفاظ على الجلسة الصحيحة التي تكون فيها الركبة بزاوية 90 درجة، ويميل فيها الحوض 30 درجة للأمام، والكتفان مسحوبان للخلف بحيث يرى الناظر الجالس في وضع مستقيم دون انحراف. ودعا إلى تغيير نوعية الكراسي ما أمكن لأن طول الجلوس بوضعيات خاطئة سيؤثر على المدى الطويل على صحة الطالب.

العدد 5104 - السبت 27 أغسطس 2016م الموافق 24 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً