العدد 5106 - الإثنين 29 أغسطس 2016م الموافق 26 ذي القعدة 1437هـ

بين بوري والخميس حكايات «تحدٍّ» قروية: علي «يبتكر»... وفاطمة «تتحول» دراسياً

الشاب علي يوسف متحدثاً عن تطبيقه الإلكتروني‎ - تصوير : محمد الفردان
الشاب علي يوسف متحدثاً عن تطبيقه الإلكتروني‎ - تصوير : محمد الفردان

بين الخميس وبوري، كانت حكايات تحدٍ وابتكارٍ قروية، لسان حال أبطالها «أمثالنا كثر، وهم بحاجة للدعم والاحتضان والفرصة».

ومع علي وفاطمة، ومواصلةً للاحتفاء باليوم العالمي للشباب (12 أغسطس/ آب 2016)، ظلت «الوسط» تتفحص بريق عيون نماذج شبابية بحرينية، ترى في البيئة القروية «بيئة معيقة للتعبير عن الأفكار المختلفة»، ولتقابل ذلك بروح من الإصرار والصبر والمحاولة.

فعلي يوسف أحمد (22 عاما)، هو المبتكر (المنتج) بمعية زميله في جامعة البحرين محمد صلاح سعيد تطبيقاً الكترونياً، يرى فيه «سبيلاً لتيسير النشاط الإعلامي والتسويقي، للحملات البحرينية».

وفي التفاصيل، يقول: «فكرة التطبيق الذي هو مشروع تخرجنا (تخصص علوم حاسوب)، تهدف إلى لملمة شتات إعلانات حملات السفر والسياحة، في موقع واحد، من خلاله تتمكن الحملة من إيصال جميع خدماتها وعروضها للزبون، حيث يتمكن هذا الأخير من معرفة أحدث العروض باستمرار ليتواصل مع الحملة إلكترونيا، ولتتاح له أيضا خدمة الدفع الإلكتروني بما يعني إتمام العملية إلكترونياً من ألفها ليائها».

وأضاف «يحدد الزبون وجهة سفره ليستعرض التطبيق (Tripsguide)، جميع الحملات التي تضم رحلات لنفس الوجهة والتي يتم تحديثها باستمرار من قبل الحملة نفسها، بما يمكن الزبون من معرفة الكثير من التفاصيل بما في ذلك عدد المقاعد الشاغرة وبرنامج الرحلة والمستندات المطلوبة، إلى جانب استبانة يقيم من خلالها أداء الحملة أو الرحلة، ولوحة بيانات توفر للحملة معرفة إحصائية عن معدل الحجوزات لكل رحلة».

وتابع «بعد دعم الدكتور المشرف على المشروع الى جانب إضافات الزملاء، وبعد 3 شهور من العمل، فإن التطبيق جاهز تماما، وهو حاليا يعمل بصورة افتراضية تمهيدا لتشغيله رسميا بعد إتمام خطوة التواصل مع الحملات».

أما فاطمة محسن علي، ذات الـ 17 ربيعاً، فتسرد حكايتها التي ترى فيها لونا من ألوان التمرد على أنماط البيئية القروية في البحرين، لتقول: «عانيت كثيرا من تدني مستواي الدراسي في المرحلتين الابتدائية والإعدادية. كنت إلى جانب ذلك طالبة مشاغبة، ولطالما عوقبت، من بين ذلك حين أجبرت على البقاء ليوم دراسي كامل مع طالبات الصف الأول الابتدائي وكنت وقتها طالبة في الصف الرابع»، لتستدرك وهي تتبسم «لم يجد ذلك معي نفعا. لم تؤثر العقوبة، وعدت لزميلاتي وأنا أضحك.»!

وأضافت «مع بلوغي وبشق الأنفس المرحلة الثانوية، بدأ كل شيء يتغير. تحسن مستواي الدراسي بعد أن تغيرت من الداخل وهنا مربط الفرس، فما إن يتغير المرء داخليا، سيبدأ كل ما حوله بالتغير».

تفصيلا لذلك، أوضحت فاطمة الطالبة في مدرسة خولة الثانوية للبنات «حين انتلقت للمرحلة الثانوية، كان القدر يقودني لحياة جادة تسير لأهداف محددة، فالتحقت بمسابقة لهيئة صندوق العمل (تمكين) تحمل اسم (مشروعي) وتحتضن أفكارا غير تقليدية لمشاريع للفئة العمرية من 15 حتى 20 سنة»، وأضافت «فكرتي التي قدمتها بالشراكة مع زميلتي مريم حسن، كانت إصدار كتيبات صغيرة تحمل عنوان (طريق السعادة)، و(رحلة لاكتشاف الذات)».

وأردفت «اجتزت التصفيات وبلغت المرحلة النهائية لكنني لم أوفق في نيل أي من المراكز الاولى الثلاثة، لكن ذلك لم يكن مهما لي بقدر أهمية ما شكل ذلك من نقطة تحول أثمرت تغييراً كبيراً في أسلوب حياتي، مدعوما ذلك باختياري تخصص علوم انسانية في المرحلة الثانوية».

كما قالت: «عشقي علم النفس دفعني لحضور محاضرات في هذا المجال، لأنتقل بعدها لتقديم ورشة العمل الأولى في مدرسة خولة وبحضور المعلمات والطالبات وأولياء الأمور، ولتعقب ذلك ورشة ثانية بعنوان (سيكولوجية التغيير) بحضور 40 شخصا، ثم الثالثة وهذه المرة ورشة ربحية قدمتها خارج أسوار المدرسة وفي أحد مراكز التدريب في منطقة توبلي تحت عنوان (التأثير بالإقناع)».

وحاليا، تقول فاطمة التي تطمح في افتتاح عيادة نفسية بعد التخصص ودراسة علم النفس التربوي، إنها تتلقى مكالمات هاتفية تقدم من خلالها استشارات في مجال التنمية البشرية، ولتعلق على سؤال بشأن ما إذا كانت مؤهلة للقيام بذلك، بالقول «اذا تعذرت علي الإجابة، أعتذر عن عدم تقديمها».

ونصيحة لمن في جيلها، قالت: «لا وجود للمستحيل، حددوا اهدافكم، تقربوا من الايجابيين وانفروا من السلبيين، ولا تستسلموا لأي احباطات محيطة، أما العمر، فلا يلهيكم من يتحدث عن عمر لايزال مبكرا. انطلقوا وأنتم في عمر الزهور لتبدأوا مشوار بلورة شخصياتكم والسعي ناحية أهدافكم».

فاطمة محسن علي تتحدث إلى «الوسط»
فاطمة محسن علي تتحدث إلى «الوسط»

العدد 5106 - الإثنين 29 أغسطس 2016م الموافق 26 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:29 ص

      موفق حجي علي

    • زائر 5 | 5:28 ص

      ماشالله
      الى الامام دوما و بالتوفيق فاطمة محسن
      قلما نجد هذه النماذج التي تبهر الاخرين حينما تتألق وسط الاحباطات

    • Fatima73 زائر 5 | 8:25 ص

      ان شاء الله ، جميع ، شكرا لك

    • زائر 4 | 5:26 ص

      الله يوفقك يا علي.. عرفتك مجتهد ومثابر طول حياتك والله يكمل اليك ويفتح عليك

    • زائر 3 | 4:55 ص

      توها تقول تقربو من الايجابين ..! و هذا نقطه سلبيه انه مثلا هاي التخصص ماليه مستقبل ف البحرين ! الواحد اذا اشتغل ع روحه و قدم كل مايقدر عليه ف الشي الي يحبه و التخصص الي يرغب فيه ..! يقدر يتوظف و يقدر يحصل ع اشياء غيره ماحصل عليها و السبب حبه و قناعته ف اختياره تخصصه الي بيمشي وياه طول عمره ! حتى لو ماتوظف ف المستقبل من صوب تخصصه الا انه وضع بصمه وتعلم من هذا الشي

    • زائر 1 | 12:14 ص

      تخصص علم النفس ماليه مستقبل في البحرين
      بالاحرى التخصصات الانسانيه كلها ماليها مستقبل
      ابحثي فيهم بين اوساطش الاجتماعيه اهل اقارب معارف
      بشوفينهم اجمع عاطلين عن العمل اناث وذكور
      انا وحده منهم

    • زائر 2 زائر 1 | 3:11 ص

      يؤسفني القول ان كل التخصصات ماليها مستقبل في البحرين مادمت تنتمي لمكون معين
      خريج الطب و خريج الهندسة و خريج علم الاجتماع و النفس كلهم سواااااء
      صاحبي مخلص ماجستير فيزياء طبية من استراليا لمعالجة الاورام ووزارة الصحة تماطل في توظيفه بالرغم من تخصصه النادر
      نحن معاشر المهندسين الكيمائيين و الميكانيك تماطل الشلركات الكبرى في توظيفنا و ليس لنا الا العمل في القطاع الخاص برواتب زهيدة

اقرأ ايضاً