العدد 5107 - الثلثاء 30 أغسطس 2016م الموافق 27 ذي القعدة 1437هـ

بالفيديو... «مقهى حاجي»... قلب المنامة النابض على مدى ستة عقود

حين كان سعر الشاي آنة واحدة... وإيجار المقهى بـ140 روبية

صاحب مقهى حاجي يحتفظ بالعملة النقدية القديمة «الآنة» وكان سعر كوب الشاي في المقهى يتراوح بين آنة وآنتين
صاحب مقهى حاجي يحتفظ بالعملة النقدية القديمة «الآنة» وكان سعر كوب الشاي في المقهى يتراوح بين آنة وآنتين

في موقع القلب النابض للتجارة في المنامة بالقرب من باب البحرين، يقبع «مقهى المسيلة» أو ما اشتهر بـ«مقهى حاجي»، والذي كان منذ خمسينات القرن الماضي، ولايزال يقدم المأكولات الشعبية على مدى 6 عقود متواصلة، جعل القائمين عليه وزواره من البحرينيين والخليجيين والأجانب، يعتبرونه أحد المعالم السياحية البارزة في البحرين.




عراقة هذا المقهى الذي تسبقه سمعته، هو ما حدا برئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي آل خليفة، لتطلق عليه «دانة المنامة»، بحسب ما أكد أحد القائمين على المقهى.


وإذا زرت مقهى حاجي في الصباح، ستجد مؤسس المقهى حاجي غلام حاجي يشرف -إلى جانب ابنيه أحمد وزهير وقريبهم حسين حاجي- على جميع مراحل إعداد الوجبات التي تُقدم إلى الزبائن، وهي ذات المهمة التي اعتاد حاجي أن يقوم بها كل يوم على مدى أكثر من 50 سنة.


«الوسط» التقت بحاجي وابنه أحمد، وتحدثا عن بداية تأسيس أحد أقدم وأشهر المقاهي الشعبية في البحرين، والذي لايزال محافظا على أجواء ونكهات «زمن الطيبين».


البداية... وجبات بسيطة مع «القدو»


يقول حاجي الابن: «والدي اختار موقع المقهى في شارع الحكومة القريب من باب البحرين بالمنامة؛ لكونه القلب النابض للتجارة في باب البحرين، وكانت كل المراكب والبواخر في الخمسينات، لا يفصل بينها وبين المقهى إلا شارع، وهو ما أتاح للتجار -ووالدي أحدهم- والصيادين آنذاك، أن يجدوا فيها مكانا للاستراحة».


وأضاف «كان والدي يعمل في تجارة المواشي، وفي الوقت نفسه يعد الطعام بنفسه للزبائن، وكان يركز جل اهتمامه في أن يقدم طعاما طيب المذاق؛ لأنه يرى في زبائنه ضيوفا لا زبائن ينتظرون تقديم خدمة مقابل ما يدفعونه من نقود».


وتطرق حاجي الابن إلى بدايات عمله في المقهى، ويقول عن ذلك: «ترعرعت في مقهى حاجي، وكنت وأخي زهير نباشر طلبات الزبائن إلى جانب والدي، ولاأزال أتذكر أننا كنا نقدم وجبات بسيطة كان والدي يعدها بنفسه، كـ(اللوبة) و(النخي) و(الباجلة)، بالإضافة إلى أنواع من البيض، وفي فترة من الفترات كانت والدتي تساعد والدي في إعداد الوجبات».


وأضاف «أتذكر أن والدي كان يقدم في المقهى (القدو)، ولكنه في الثمانينات قام بتكسير جميع (القداوة) في المقهى، وقال إنه لا يود أن يضر زبائنه بسبب (القدو)».


الإيجار بـ140 روبية...


وكوب الشاي بآنة واحدة


ويمسك بزمام الحديث حاجي الأب، الذي يحرص على قيادة سيارته بنفسه صباح كل يوم من إحدى المناطق في المحافظة الشمالية حيث يقيم حاليا، إلى المقهى في قلب العاصمة المنامة.


إذ استذكر سعر إيجار مبنى المقهى في الخمسينات، والذي كان يبلغ 140 روبية في الشهر الواحد، وكان صاحب المبنى يأخذ الإيجار بصورة يومية ثم أسبوعية قبل أن تصبح بصورة شهرية.


فيما كان يتراوح سعر كوب الشاي الواحد بين آنة واحدة وآنتين في فترة الخمسينات، وسعر كوب الشاي بالحليب الخالص يصل إلى 4 آنات.


«الخباز كأنه مو لنا»


يؤكد حاجي الابن أن رواد المقهى هم من كل الفئات والأعمار، ومن البحرينيين والخليجيين والأجانب وغيرهم.


كما أكد أن المقهى كان مقصدا لعدد من الممثلين الخليجيين، الذين لاتزال جدران المقهى تحمل بعض صور زياراتهم إليه، وأن من بين هؤلاء الفنانين المرحوم علي المفيدي، والفنان المعروف سعد الفرج وغيرهم من الفنانين الكويتيين والسعوديين من الجيل الحالي.


بل إنه يجزم بأن الجملة المشهورة في مسلسل درب الزلق الكويتي «الخباز كأنه مو لنا»، اقتبست عن الخباز التابع لمقهى حاجي.


كما ذكر أن الشيف العالمي وولفغانغ باك، زار المقهى قبل أشهر والتقى حاجي الأب، وقال: «حين سألنا باك عن أسباب اختياره مقهى حاجي لزيارته، أكد أن عددا من الأشخاص أوصوه بتجربة وجبات المقهى. والواقع أنه استمتع كثيرا أثناء زيارته لنا وشارك في إعداد الخبز».


الإبقاء على الجدران «الجندل»


يؤكد حاجي الابن أن جدران المقهى لم تطلها أي تعديلات، حفاظا على شكلها التراثي، والأمر ذاته ينطبق على سقف المقهى الداخلي الذي لايزال متماسكا بفضل ألواح «الجندل»، حتى يشعر رواد المقهى بعبق الماضي ويستذكرون بذلك «زمن الطيبين»، على حد تعبيره.


وقال: «كنا نستخدم قاعة المقهى الأساسية حاليا، كمطبخ، ولكننا حولناه لاحقا إلى قاعة نستقبل فيها الزبائن. وهنا يجب أن أشيد بدور الشيخة مي التي شجعتنا وقالت عن المقهى بأنه بمثابة الدانة في المنامة، ونشكر إسهامها في تطوير المقهى».


كما تطرق إلى مطبخ المقهى الحالي الذي وصفه بأنه مزود بأجهزة تجعله في مصاف مطابخ المطاعم المصنفة بمطاعم الخمس نجوم، ناهيك عن تزويده بكاميرات مراقبة للتأكد من الحفاظ على التزام العاملين بقواعد النظافة في جميع مراحل إعداد الطعام.


الضيوف يأتون إلينا لا نذهب إليهم


وفيما إذا كان لديهم توجه لإنشاء فروع أخرى للمقهى، قال حاجي الابن: «نفكر في إنشاء فروع أخرى في دول الخليج، ولكن هنا في البحرين، كانت فكرة والدي أن الزبائن هم ضيوف يحلون عليه، وأنه لا يريد أن يذهب إليهم في أي مكان آخر، وإنما يستقبلهم في مقهاه الذي هو بمثابة بيته».


وأضاف «والدي لايزال يشرف بنفسه على الطعام المقدم للزبائن، بل إنه يشرف كذلك على مشترياتنا للمواد الغذائية المطلوبة لتجهيز الوجبات فجر كل يوم، وذلك قبل أن نفتح المقهى في الساعة الخامسة من صباح كل يوم».


انتشار المطاعم الشعبية أمر إيجابي


لا يرى حاجي الابن في انتشار المطاعم والمقاهي التي تقدم الوجبات الشعبية أمرا مؤثرا على نسبة الزبائن التي تقصد مقهاه، ولكنه يرى في ذلك سمة إيجابية، وقال في هذا الشأن: «من الجيد أن يكون لدى الزبائن تعدد في خيارات المطاعم، ولكن الفارق أن تعكس هذه المطاعم طابعها التراثي بلا تكلف حتى في الأطباق التي تقدم فيها الأطعمة، ليشعر الزبون بأنه يأكل في بيته».


وتابع «في المقهى حرصنا على تقديم الطعام في أطباق غير متشابهة، حتى يعيش الزبون أجواء تناول الطعام في بيته». وأكد بأن حرصه وعائلته على مباشرة العمل في المطعم بأنفسهم، يأتي رغبة منهم في الحفاظ على الطابع التراثي الذي كان ومازال يميز المقهى.

حاجي الابن حاملاً صينية لمختلف أنواع الوجبات التي يقدمها المقهى
حاجي الابن حاملاً صينية لمختلف أنواع الوجبات التي يقدمها المقهى
صورة قديمة لحاجي الأب بينما كان يعد الوجبات للزبائن
صورة قديمة لحاجي الأب بينما كان يعد الوجبات للزبائن
مؤسس مقهى حاجي وابنه أحمد
مؤسس مقهى حاجي وابنه أحمد
عدد من رواد المقهى
عدد من رواد المقهى

العدد 5107 - الثلثاء 30 أغسطس 2016م الموافق 27 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 5:50 ص

      انا امس تريقت عنده عنده خوش بلاليط مع البيض وروب هو المطعم يسويه مع شاي كرك

    • زائر 21 | 5:18 ص

      زائره 14

      زائره 14 آنه باقولج عن الريوق اشتاخذين لأني خبير في هذي القهوه وحجي غلوم أعرفه من بداية الثمانينات ، أخذي لج قشده بلدي "هذي بس الصبح يسويها ويا الديك" وأخذي بلاليط ويا بيض مقلي وحليب خالص ، وأكيد بتصيرين مدمنه عليه وعليج بالعافيه .

    • زائر 20 | 4:13 ص

      نبي بيض بحريني تدور الرخص اخوك

    • زائر 19 | 3:02 ص

      خوش مطعم واكلاته لذيذه واسعاره رخصة
      والله يحفظهم

    • زائر 18 | 2:40 ص

      ذكريات طفولة :) كانوا العجم يسمونها قهوةخانه دل شكستها، يعني قهوة مجروحين القلب كمزحة

    • زائر 17 | 2:39 ص

      اشهر قهوة هههههههه كانت لينا فيها ذكريات أيام الخطوبة زوجي يوديني نتريق فيها هههههههه عجيبة هالقهوة

    • زائر 14 | 2:01 ص

      ابغي اتريق فيها

    • زائر 13 | 1:45 ص

      اسعاره مبالغة جدا ...يعني واحد ادا يبي يتريق لازم يدفع اقل شي دينارين للشخص الواحد ..وللاسف حجي غلوم او غيره يستغلون شهرتهم واسمهم في السوق علشان يظربون ظربتهم وعلى فكرة هاي مطعم شعبي يعني مايكلفه شي بالنسبة لتكلفته للمواد الغذائية فليش استغلال اعتقد واجزم وااكد ان ربحهم يتجاوز سبعين بالمائة ..الله يوفقهم ويوفق صاحب الحلال ..تحياتي للجميع

    • زائر 23 زائر 13 | 6:07 ص

      ياخوي انت غلطان آنه من سنة 2009 اتريق يوميا في القهوة ماعدى العطل وبالعكس الاسعار مناسبة جدا اكل طبق مع الشاي بالحليب البلدي وماي مايتجاوز 1 دينار مو دينارين الا اذا كنت تاكل عن نفرين او اكثر هاي شي ثاني ويكفي المعاملة الطيبه من حجي غلوم واولاده. الرجاء اخي الكريم لا تتجنى عليهم وروح شوف المطاعم الجديدة للاكلات الشعبية وقارن

    • زائر 11 | 1:39 ص

      المقهي اصبح من التراث وعلامة من الحب مثل تقسيم في تركيا ماممكن الا ان تحبه تزوره .

    • زائر 10 | 1:36 ص

      الله يرحم خالي قهوة أحمد يوسف قرب سينماء الحمراء بعد من القهاوي القديمة او لازالت موجودة بس صاحبة الآن شخص ثاني

    • زائر 9 | 1:24 ص

      قبل التحاقي بالتدريس كنت أعمل في المحكمة القديمة القريبة من هذا المقهى الشعبي صاحب الواجبات الشعيية والذي ﻻ نرتاح
      اﻻ عنده .حفظ الله القائمين عليه .

    • زائر 7 | 1:08 ص

      ههههه انته ابو جليع مو إبن السوق قديما كما تقول ً تري المقاهي الشعبيه منتشرة في السوق القديم و ما شفته وضربك الوسواس من عدم نظافتها و لم تسمع بإسم هذا المقهي تحديداً وتعرف انَّ كل المقاهي الشعبيه كانت تسمي مقهي ... !!
      ولكن بعد هذا التقرير المشوّق فقط راح عنك الوسواس و ذكرك بالماضي الجميل وجعل دموعك تنزل و سوف تتعب لكي تجده وتكون من زبائنه . . رجاء اذا عنك وسواس ثاني بكتب تقرير لمساعدتك ليزول الفيروس .
       إضافة رد 

    • زائر 3 | 12:46 ص

      إبن السوق

      أنا إبن السوق قديماً وكنت أري المقاهي الشعبيه آن ذاك منتشرة في السوق القديم ولكن لم تكن عادتي تناول الطعام فيها ولاحتي شرب الشاي ربما بسبب الوسواس من عدم نظافتها ومع الاسف لم أسمع بإسم هذا المقهي تحديداً حيث أنَّ كل المقاهي الشعبيه كانت تسمي مقهي غلوم !!
      ولكن بعد هذا التقرير المشوّق والذي ذكرني بالماضي الجميل وجعل دموعي تنزل سوف أجده حتماً وأكون من زبائنه الجدد الدائمين بإذن الله .

    • زائر 12 زائر 3 | 1:40 ص

      ياريت يلبس العامليين في المطعم يونيفرمات عليها شعار مطعم حاجي.

    • زائر 2 | 12:04 ص

      قهوة حجي غلوم

      قهوة حجي غلوم من أفضل القهاوي للأكلات ،، والحجي الله يطول ابعمره إنسان خلوق جدا ومحترم وأيضا إبنه أحمد الله يعطيه الصحه والعافيه ناس طبيبن ، بس اشويه الأسعار مرتفعه للمأكولات مب ذاك الزود بس اشويه.. والله يوفقهم يارب.

    • زائر 16 زائر 2 | 2:34 ص

      بالعكس قارن بين أسعار المقهى وأسعار المطاعم الجديدة الان مال الريوق وشوف الفرق تقريبا 3 أضعاف

    • زائر 1 | 11:00 م

      أتذكر اني كنت أرتاد مقهى حاجي وانا ابن 7 سنوات حيث كنت اعمل مع الوالد الحاج عيسى المكباس رحمه الله في ميناء سلمان وكان لنا في هذا المقهى ذكريات منذ الطفولة فلهذا لا زلت بين الفترة والأخرى أتردد على هذا المقهى لاني أرى فيه سمة لتاريخ الكادحين الذين ضن الدهر بمثلهم

    • زائر 4 زائر 1 | 12:46 ص

      بالفعل من أفضل المطاعم الشعبية.
      في إحدى سفراتي إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة التقيت بأحد الأخوة المصريين وسالني سيادتك من فين؟ اجبته من البحرين وعلى الفور قال اه ازاي اهوة ( قهوة) حاجي.
      وخبرني انه دايما كان يتردد على مطعم حاجي.

    • زائر 6 زائر 1 | 12:59 ص

      حاجي غلوم الله يطول في عمره قمة الأخلاق والمعاملة الطيبة.

شاهد أيضا