العدد 5107 - الثلثاء 30 أغسطس 2016م الموافق 27 ذي القعدة 1437هـ

الإنجاب بعد سن الـ 35 رحلة شاقة من أجل الأمومة

في هذه الأيام أصبح من الشائع تأخر سن الزواج وبالتالي تأخر سن الإنجاب، وهناك بعض الأزواج أحياناً يرغبون في تأخيرالإنجاب؛ نظراًإلى عدم استقرارهم مادياً أو عاطفياً حتى يصبحا مستعدَين قدر الإمكان لاستقبال طفل جديد، وبذلك أصبحت نسبة كبيرة من الحمل الأول تحدث بعد سن الثلاثين.

وغالباً ما نسمع الكثير عن مخاطر الإنجاب بعد سن الـ 35، وهو ما يُسمَّى طبياً بـ "مخاطر الحمل المتأخر"، فما هي هذه المخاطر؟ وهل هناك إجراءات وقائية أو احتياطات يمكن اتخاذها لتقليل هذه المخاطر وزيادة فرص الحمل السليم؟

ذلك ما ستجيبك عنه "بيللا" وستقدم لكِ بعض القواعد والإجراءات الوقائية الأساسية للحمل؛ من أجل المساعدة على تجنب هذه المخاطر.

من المخاطر المحتمل حدوثها في هذه السنانخفاض الخصوبة وعدم القدرة على الحمل،فمع التقدم في السن وابتداءً من بعد منتصف الثلاثينات يطرأ انخفاض تدريجي في مستوى الخصوبة، فتحتاج السيدات إلى وقت أطول لكي تستطيع الحمل، ويحدث ذلك عندما يتراجع ويقل معدل التبويض لديها أو يصيب البويضة العجز ويُصبح من الصعب تلقيحها.

وتُضَاف إلى تلك المخاطر ارتفاع نسب الإجهاض فعندما تتقدم السيدات في العمرفإنهن يواجهن معدلات أكبر لخطر الإجهاض، كما أن موت الطفل قبل الولادة أو ولادة طفل ميت يزداد إلى الضعف مقارنة بالسيدات اللاتي يحملن في سنٍ أصغر، هذا بالإضافة إلى خطورة زيادة التشوهات والمشكلات الجينية فقد أشارت الدراسات إلى أن مع التقدم في السن تزيد احتمالية أخطاء عدد الكروموسومات؛ ما يتسبب في حدوث تشوهات وعيوب خلقية للجنين؛ إذ إن تعقيدات الإنجاب تزيد مع التقدم بالعمر بسبب الانقسامات الشاذة التي تحدث للبويضة.

ومن المخاطر المرصودة للحمل بعد سن الـ 35 ارتفاع نسبة الحاجة إلى ولادة قيصرية؛ إذ تزداد احتمالية الولادة القيصرية إلى الضعف أو 3 أضعاف للحوامل بين 35-39 عاماً مقارنة بالحوامل اللاتي يلدن في سن العشرينيات؛ لأن الحوامل الأكبر سناً قد يستغرقن وقتاً أطول في عملية الولادة؛ ما يُشكل ضغطاً أكبر على الجنين، زيدي على ذلك مخاطر زيادة التعرض للمشكلات الصحية فتكون المشكلات الصحية المزمنة أكثر شيوعاً بين السيدات الأكبر سناً من 35 سنة؛ إذ يكنّ أكثر عرضة بمقدار الضعف للإصابة بالعديد من المشكلات التي يمكن أن تؤثر على الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم أو سكر الحمل وتسمم الحمل ومشكلات سوء وضع المشيمة والنزيف أثناء الحمل.

بموازاة المخاطر هناك بعض الإجراءات الوقائية والقواعد الأساسية التي يمكن للسيدات بعد عمر 35 عاماً اتباعها للمساعدة على ضمان أن يكون حملها المتأخر صحياً وسليماً، فأولاً يجب الحرص على الحصول على رعاية مبكرة ومتابعة منتظمة للحمل قبل حدوث الحمل وفي أثناء الحمل، وثانياً الحرص على تناول أغذية صحية تمد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية والأطعمة الغنية بالحديد والكالسيوم قبل الحمل وخلاله، أما ثالثاً فمحاولة ضمان وزن مثالي بالنسبة للطول قبل الحمل فالغذاء الجيد هو شرط أساسي للمحافظة على الصحة عموماً وعلى صحة البويضات والحمل والجنين خصوصاً.

وتشدد النقطة الرابعة على الحرص على تناول جرعة من حمض الفوليك يومياً، بدءاً من فترة ما قبل الحمل؛ لأنه يعد من الأحماض المهمة التي يحتاج إليها الجسم للتقليل من خطر مشكلات تكوين الجهاز العصبي للجنين، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك التي تشمل الخس والخضراوات الأخرى ذات الأوراق الخضراء والبقوليات المجففة والحمضيات والقمح والفاصوليا والأفوكادو وكذلك المواد الغنية بفيتامين (د) و(هـ) و(ج)، فيما خامساً تجنب تناول أية أدوية أثناء الحمل بما في ذلك الأدوية التي تُبَاع دون وصفة طبية إلا بمشورة الطبيب.

ويُضَاف إلى كل تلك الإجراءات الاحترازية طبعاً عمل فحوصات طبية دورية للضغط والسكري؛ لضمان الحصول على تشخيص مبكر ومعالجة صحيحة، وإجراء فحص للكروموسومات والجينات للتأكد من سلامة الجنين والمساعدة على معرفة أية مشكلات تحتاج لعلاج مبكر.

العدد 5107 - الثلثاء 30 أغسطس 2016م الموافق 27 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً